أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
....................
{عَبَسَ وَتَوَلَّى } سورة عبس 1
..........
{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }{ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ }سورة المُدثر22-23
.............
من هو الذي عبس ومن هو الذي تولى
.....................
عبس
التي لم ترد في القرآن الكريم إلا مرتان ، ولنفس الشخص ، وهو الوليد بن
المُغيرة ، وكانتا وصفاً في مقام الذم والإدانة ، والمقت وعدم القبول ، وأن
الله تعالى يلوم ذلك العابس ويذمه ويتوعده في سورة المُدثر بذلك الوعيد
المُرعب والمُخيف .
............
ولو كان الأمر كما هو قول من ضل عن
الفهم الصحيح ، وألصقه بأكرم خلق الله كما هو إلصاقهم للكثير من هذا وما
شابهه ، لكان اللازم هو المدح والإطراء ، ولكان الله مدح العابس لأنه أراد
جلب الأغنياء وكسبهم لما يدعوا إليه .
..........
كيف يُتهم رسول
الله بأنه يبحث عن اللهو والعبث ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله ليفعل
ذلك ، ولم يكن لهاءاً أو عباثاً تجاه ما بعثه الله به ، ونسبة ذلك إليه صلى
الله عليه وآله وصحبه وسلم ، إساءة ظاهرة ، ومرفوضة من الجميع
..............
وأن
الذي عبس من عادته التعالي والكبرياء والتصدي للأغنياء والإهتمام بهم
ومُجالستهم ، والتلهي عن الفقراء وكرههم وإهمالهم واحتقارهم .
...........
فالذي عبس تناولته سورة عبس وكرر المولى تناوله بأشد الوعيد لهُ في سورة المُدثر
............
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله يبغض المعبس في إخوانه "
.........................
فهل
ورد في كُتب السابقين مما جاء بها من وصفٍ لنبي آخر الزمان ن بأن من أحد
صفاته العبوس ن أو هل ورد في كتاب الله شيءٌ من هذا القبيل ، أو وجد ذلك
فيه صحابته ومن عاصروه .
................
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
............
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }المؤمنون69
.............
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
...........
{.....وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }الحجر88
.................
{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الشعراء215
...........
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ.... }آل عمران159
...........
" إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، من كذب علي عامداً مُتعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
..............
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : -
...........
" يكون دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ان يضلوكم أو يفتنوكم "
................................
هل رسول الله هو الذي خُلقه فظاً غليظ القلب ، وعبس وتولى ، أي عبس وبعدها تولى " وحاشاه حاشاه " فالذي عبس هو من تولى .
...........
وهو الذي قال عن نفسه وقوله حق ووحيٌ من الل
..................
" أدبني ربي فأحسن تأديبي "
..........
" وما بُعثتُ إلا لأُتمم مكارم الأخلاق "
.............
فالخطاب هو للغائب فمن عبس وقطب جبينه وكلح وجهه وتولى عن الحق ولم يقبله ، هو صاحب العبوس
.............
وهو الوليد بن المُغيرة المخزومي القُرشي
............
بينما
من بُعث رحمةً للعالمين ومن كان على خُلقٍ عظيم ومن كان لين الجانب مُشرق
الوجه ووضاءه وكأنه القمر المُنير ، كان مُستمر بحديث من كان يتكلم معهم(
وهُم عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ،
وأمية بن خلف ، والوليد بن المغيرة ) وبقي معهم ومعه إبن أُم مكتوم .
.............
وصاحب العبوس هو من عبس وتولى وترك المكان ، لعدم قبوله للحق ولما سمعه ولما حدث من أمر جعله يعبس ويتولى .
..............
فالعبوس
والتولي حدث مع وصول عبدالله إبن أُم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد
الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي .
..................
هُناك
شخص عبس أي قطب جبينه وليس كلح وجهه ، أي غضب " زعل " لم يُعجبه تصرفٌ ما ،
رأى أنه لا يليق به وبمن معه حسب ما يراهُ هو ، هذا الشخص تولى ، أي ترك
من كان يقف معهم وذهب غاضباً عابساً مُولياً ومُبتعداً .
................
ومن المُستحيل ولن يكون هذا رسول الله الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم
................
ولذلك لماذا نُلام إن قُلنا يا أُمةً ضحكت من جهلها الاُممُ
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
..........
{عَبَسَ وَتَوَلَّى }{ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى } سورة عبس 1-2
...............
{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }المدثر22
.............
والآيتان تخصان نفس الشخص ، وبسر زاد عبوساً وقبضاً كلوحاً في وجهه .
...............
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
............
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }النجم29
.............
عَبَسَ......لم
ترد في كتاب الله إلا مرتان ، مرةً في سورة عبس ، ومرةً في سورة المُدثر ،
والآيتان صاحب العبوس فيهما هو " الوليد بن المُغيرة " وهو الذي كذب وتولى
.
.............
فهل يا من لم تعرفوا رسولكم حق المعرفة ، ولم
تقدروهُ القدر الذي يليق به ، تجعلونه يعبس وعباساً وكالح الوجه أو كلُح
وجهه " والعياذُ بالله " كما هو العبوس وكلوح الوجه لذلك الكافر والمُشرك
الذي لم يؤمن برسول الله وبرسالته ، بغض النظر عن علوه وعلو شأنه وقدره
آنذاك ، وبغض النظر عن مدحه للقرءان ، وبغض النظر عن ميله للإسلام ، إلا
أنه تأثر بضغط أبو جهل "عمرو إبنُ هشام " عليه ، وآثر الحياة الدُنيا
وزينتها على الآخرة ، واشترى الجاه والسلطان والعناد بالحق وبالجنة ، وعبس
وتولى وعبس وبسر وسيناله وعيد الله لهُ .
.................
لأن ما
أوردوه أن الرسول الأكرم كان يتحدث مع من كان يتحدث معهم من سادة القوم
وعليتهم " عتبة وشيبة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، والوليد.... إلخ
" وجاءه عبدالله إبن أُم مكتوم ليسأل رسول الله سؤاله ، حسب ما ورد من تلك
المُناسبة .
..................
فمن المؤكد إحتفاء نبي الرحمة ،
من أمره الله بخفض جناحه للمؤمنين ولمن أتبعوه ، وهذا الضرير واحدٌ منهم ،
ومن جعله الله على خُلقٍ عظيم بهذا الذي جاءه وهو ضرير ومسكين ، وربما ربت
على كتفه أو قال لهُ قولاً ليناً لينتظر ..... إلخ ، وما شابه ذلك
...............
وهذا الإحتفاء لم يُعجب ذلك السيد ومن هو من علية القوم ، فعبس وتولى
..................
فرسول الله ومن يُكلمهم ومنهم عبدُالله إبن أُم مكتوم ، بقوا كما هُم ومن عبس تولى وتركهم وغادر المكان عابساً غاضباً .
.....................
فيا
لسذاجة من فهموا ذلك الفهم ، بأن رسول الله عبس بوجه عبدالله ، ثُم تولى
عبدالله ، وهُم هُم فاهموا النسخ والناسخ والمنسوخ وموجدوه ، وهُم موجدوا
القراءات ومُناسبات التنزيل وأسباب النزول ، وكأن ذلك القرءان لا يتنزل إلا
بوجود سبب ، كما هي فريتهم على الفاروق بأن الله كان يُوافقه في تنزيله
لما هو لكُل البشرية ولكُل العوالم ، والذي هو كلامُ الله الأزلي .
.................
مُصادفة
حدثت أن أنزل الله قرءاناً تمنى مضمونه عمر بن الخطاب ، وربما قال بأن
الله .... ولكن تقويله وافقني ربي ... وهل وحيُ الله يتنزل حسب الموافقات .
......................
وبما
أنه لا يجوز نزع كلامُ الله ووحيُه من سياقه ، أو تقييده بمناسبة تنزيل قد
لا يكون لها من الصحة وجود ، وهذا ما وقع فيه غالبية المُفسرون ، يأتون
بالآية فينزعونها من سياقها ليُفسروها ويجدوا لها فهمهم الخاص ، كما هي
الآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها..... "
......................
فسياق الآيات من سورة " عبس " تتحدث عن 3 أمور أو واقعات ، إذا أردنا موافقتهم .
..................
{ عَبَسَ وَتَوَلَّى } عبس1
.............
هُناك شخص " عبس " ثُم تولى بعدها
..................
{أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى }عبس 2
...........
من
جاءه الأعمى هو رسول الله ، والأعمى هو عبدُالله إبن أُم مكتوم ، حسب ما
أوردوا وأوصلوا لنا ، واليهود كانوا يُراقبون ما يتنزل من قرءان ليؤلفوا
بعدها مدسوساتهم أو ما يُريدون وضعه.
..............
وكانوا يستهدفون
رسول الله بذلك ، وما يدرينا بأن الإفك هو عن عرض رسول الله وزوجته أُمنا
الطاهرة الطهور ، إذا وضعنا تلك الرواية تحت الغربال لنرى عجب وعجائب ما
ورد فيها مما لا يقبله عقل ، ومن تُهم لرسول الله تشيب منها الرؤوس أقلها
بإهماله بزوجته .....إلخ
.............
وليس بالضرورة أن يكون
الأعمى هو من عميت عيناهُ عن النظر ، فالمولى عز وجل سمى من عميت بصيرته
وبصره عن الحق وما جاء به أنبياءه الكرام بالأعمى والوليد بن المُغيرة
واحدٌ منهم .
..............
فربما يعود السياق كُله على " الوليد بن المُغيرة " بأنه هو الأعمى وهو الذي عبس وتولى ولم يقبل الحق .
................
ولا عُلاقة لرسول الله لا بالعبوس ولا بالأعمى إلا بأنه يخص الوليد ذاته
...............
ثُم تأتي الآيات الكريمات
.............
{
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى } { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ
الذِّكْرَى } { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى } {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى } وَمَا
عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى } { وَأَمَّامَنْ جَاءَكَ يَسْعَى } { وَهُوَ
يَخْشَى } { فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى } عبس 3-10
.............
وهي
آيات العتاب إن وافقنا على مُناسبات تنزيلهم بأن هُناك عتاب ، والعتاب
الذي يحمل التوجيه والأدب والرفق الرباني بنبيه الكريم صلى اللهُ عليه وسلم
.
.............
هذا إذا وافقنا بربط هذه الآيات بما أوردوه من
مناسبةٍ للتنزيل ، وصدق ما تم إيراده " بأن المولى عاتب رسوله الأعظم " ،
لأن هُناك الكثير مما تم إيراده من تلك النصوص والروايات ثبت كذبها ودسها
وتأليفها من قبل أعداء هذا الدين ، وقد طرحها الرازي ، معللاً ذلك بأنها
أخبار آحاد .
.........................
ولا بُد أن يكون السبب هو
إعطاء هذا الضرير المسكين من الإهتمام من رسول الله ، مما جعل ذلك الذي من
علية وسادة القوم ومن أغنياءهم لا يُعجبه ذلك ، فعبس وعضب وتولى .
.............
وإذا
كان المُلحدون وحتى من يتعاطون الخمر والمخدرات ، ومن لا تربية عندهم "
الهمل والزعران " يهتمون بالأعمى والضرير ويسعون لمُساعدته بل يتسابقون
لذلك .
............
كيف تتهمون خير خلق الله ومن بُعث رحمةً
للعالمين ، بأنه عبس وقطب جبينه وكلح وجهه بوجه ذلك الفقير الضرير والأعمى ،
وبأنه أنزعج منهُ ومن مجيئه ومن حديثه....إلخ ذلك التجني على رسول
الله....والأخذ بما أخطأ بفهمه السابقون أو هو الذي من وضع الوضاعون
والحاقدون والمُشوهون .
.............
كيف يتم إتهام رسول الله بأنه
أقدم على ما لا يمكن أن يقدم عليه الحشاشون ومتعاطوا الخمر ، والهمل
والزعران وحتى السُفهاء من البشر ، من إذا شاهدوا أعمى تراكضوا وحاولوا
مُساعدته بكُل الطرق .
...............
فهل ما ينطبق على ما ورد في
هذه الآيات الكريمات ، وما ينطبق على الوليد من المُغيرة ، ينطبق على رسول
الله الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم
..........
جعلوا من نبيٍ من اليهود
ومن بني إسرائل حيٌ في السماء ، وجعلوا خير الله مدفونٌ تحت الثرى ، ثُم
جعلوا من المسيح عليه السلام ، يُشفي الأعمى ، وجعلوا من نبيهم يعبس بوجه
الأعمى....هل نُريد أكثر من هذا .
............................
إسمعوا
للشيخ الدكتور عائض القرني ، كيف يتجنى على رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم
، وعلى أحد صحابته عبدالله إبن أُم مكتوم ، وكأنه كان حاضراً في ذلك الحدث
، سامحك الله يا شيخ يا دكتور .
...............
فيقول فطمع في
إسلامهم.....يمنحوه فرصة السماع......طلبوا منهُ أن لا يحضر الفقراء ذلك
المجلس......اعطاهم وطمع في إسلامهم......فرسول الله يرى أن هذا
مضمون....فرسول الله أعرض عنه وكره أن يأتيه في ذلك المكان..... فأعرض عنهُ
وعبس بوجهه.....كأنه رجل آخر ، تعبس وتعرض عنهُ وتقطب وجهك .....فهذا
إنكار من الله وعتاب لرسول الله.... ما هذا يا شيخ ما هذه التهمة.
...............
إتهام
رسول الله بأنه يقبل بمقابلة سادة القوم يُطرد منهُ أو يُستثنى منهُ
الفقراء ، إتهام أحد صحابة رسول الله بالغباء والجلافة وسوء الأدب
.............
والخطورة
في من جعلوا رسولهم ونبيهم نبياً عبوساً ومُتولياً ، ونبياً كالح الوجه أو
يكلح وجهه في وجوه صحابته " والعياذُ بالله " ومن جعلوا نبيهم نبياً
طائفياً طبقياً ، يستجدي ويطمع في عِلية القوم وسادتهم ليكونوا بجانبه
ونُصرته ليترأسهم .... إلخ
..................
بينما يشهدون للمسيح عليه السلام بأنه كان يُشفي العُمي ، ويطعنون بنبيهم بأن كان يعبس بوجه العمي ويُهملهم ويتولى عنهم .
.............
إن لم تُصدقوا شاهدوا واسمعوا هذا المقطع
............
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.................
وشاهد
على هذه المقاطع ما هو على النقيض من ذلك ، الشيخ الفاضل الدكتور محمد أبو
زيد الفقي رحمة الله عليه ، كيف يُنصف رسول الله من هذه المظلمة ، ومن ذلك
الفهم السيء لكتاب الله .
.................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.....................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.............................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
..........................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
......................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
...........................
ثُم
نسأل الله الثواب والأجر والرحمة لهذا العالم ، الذي نتمنى أن يكون
عُلماءُنا على مثله ، لا عُلماء تهريج ومُهرجين وقصاصين وراويي روايات
وخُزعبلات وخُرافات يخجل أن يرويها الأطفال لهول ما فيها من تجني على هذا
الدين العظيم ونبيه الكريم ، أو لهول ما فيها من الكذب الذي يُضحك البهائم
أو الأموات ، لو قُدر لهم الضحك في قبورهم .
.................
قال الحقُ سُبحانه وتعالى
............
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
..............
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
.............
التالي مُقتبس مع التعديل
...........
فليس
في ظاهر الآية " عبس وتولى " دلالة على توجهها إلى النبي بل هو خبر محض لم
يصرح بالمخبر عنه ، وفيها ما يدل على أن المعني بها غيره ، لأن العبوس ليس
من صفات النبي مع الأعداء المنابذين فضلاً عن المؤمنين المسترشدين ، ثم
الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه اخلاقه الكريمة
فالمراد به غيره(إنتهى الإقتباس ) .
................
من خلقه الله
وجعله على خُلقٍ عظيم ، لم ولن يُرسل الله نبيه عباساً وعبوساً بوجه
العالمين ، ولم يُرسله مُتولياً عنهم ، ولم يعبس بوجوههم ، أو يتولى عنهم
في يومٍ من الأيام ، لأن التولي مُرتبط مع من كذب ومع من كفر ، ومن السبع
الموبقات " التولي يوم الزحف " .
..............
فالذي تولى هو الذي عبس ، والواو واو عطف ، والواقعة لا تقول بأن رسول الله تولى ، أو أنه هو من تولى .
..............
لأن رسول الله لا زال موجود مع من يتكلم معهم
..............
بل أن من عبس ، عبس عبوسه وبعدها تولى
............
ويا
للأسف على تلك التفاسير التقليدية ، وعلى من أصروا على تفسير كتاب الله
بالكامل ، والإصرار على فهمه كاملاً ، وهو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه إلى
قيام الساعة ، والذي طلب رسول الله أن نترك ما لا نفهمه منه لمن يفهمه في
حينه .
..............
يصفون رسول الله بأقبح ما يوصف به البشر "
كلح وجهه وبكلوح الوجه " ثُم يبحثون بعدها عن المُبررات ، والتي هي أقبح
من الذنب نفسه ، وأقبح من مسبتهم لخير خلق الله .
.................
ثُم
لا بُد لهم من التحذير أن لا يأتي أحد بما يُغاير تجرأهم على رسول الله في
فتاويهم وتفسراتهم المُخزية التي لا تدل على أنهم قدروا نبيهم حق قدره .
.....
"يقولون هذا وننبه إلى التحذير الأكيد والوعيد الشديد لمن تكلم في القرآن
بغير علم " فالعلم مقصور على من أتبعوه ، وعليهم وعلى من أخذوا عنهم فقط
............
فهي شتيمةٌ ومسبةٌ ، إن أردت تقبيح شخص قُلت لهُ " يا كالح الوجه ، أو يا ذو الوجه الكالح "
............
إن الله سبحانه لم يقل لنبيه لقد عبست وتوليت ، بل تحدث عن العابس بصيغة الغائب
...............
فهل يوصف وجه رسول الله ، القمر والبدر المُنير بهذا الوصف .
..............
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى }عبس3
............
هذا
الخطاب ليس خطاباً مُوجه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل هو
التفات من الغيبة إلى الخطاب مع العابس ، حيث كان يتحدث عنه تعالى بضمير
الغائب ، والأمر هنا من هذا القبيل والشبيه في سورة الفاتحة ، فإنه بعد أن
أعلن باللوم للعابس ، وتحدث عنه كأنه غير موجود ، فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى
* أَنْ جَاءهُ الأعْمَى} عاد فالتفت إليه ثم التفت موجهاً الخطاب إليه
تعالى الله عما يصفون .
.............
ثم شرع الله سبحانه في بيان
حال ذلك العابس ، فذكر أن من عاداته أن يهتم بالأغنياء ، ويتصدى لهم ،
ويحاول جلب انتباههم إليه ، ولكنه لا يهتم بتزكية أولئك الأغنياء ، بل هو
يتصدى لهم ، ويهتم بهم لأجل غناهم فقط .
.............
فقوله: {
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى} يريد به أن بقاء ذلك الغني على صفة
الإنحراف والبعد عن الله ، ليس بالأمر المهم عند ذلك العابس ، لأنه إنما
يهتم بماله ، ولا يهتم بأن يخرجه من الضلال إلى الهدى ، فضلال الغني لا
يرتب على ذلك العابس أية مسؤولية ، ولا يحركه لأي عمل لإخراجه منها.
..............
ثم
ذكرت الآيات أن ذلك الشخص لا يهتم لغير الغني ، ولا يدير له بالاً، بل هو
يتلهى عنه.. بل إنه حتى لو أقبل ذلك الفقير عليه بكل جوارحه ، وجاء يسعى
إليه ، فإنه لا يهتم به ، ولا يلتفت إليه ، رغم أن ذلك الفقير مؤمن بالله
ويخشاه ، ويلتزم حدوده وليس مثل أولئك الأغنياء الذين لا يزكُّون أنفسهم ،
ولا يخافون الله..
..............
وكُل ذلك لم يكن من عادة رسول الله صلى اللهعليه وعلى آله وصحبه وسلم
...............
والحال
ينطبق على ما ذكرته الآيات الكريمة التي تقول{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}{
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}{ وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى}
....................
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم يتمارون في القرءآن فقال : إنما هلك من
كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق
بعضه بعضا , ولا يكذب بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه
فكلوه إلى عالمه}
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
...................
أليس
قول رسول الله هذا فيه تحذير ينسف كُل ما قال به من تجراوا على الفهم
والتفسير الكامل ، ولمن فسروا كتاب الله كاملاً ، ونخص ما تم به الإساءة
لهذا الدين العظيم ورسوله الكريم ، ولمن عندهم الإصرار على الفهم والتفسير
الكامل لهُ ، وكأن لسان حالهم يقول بإنقضاء عجائبه .
..............
فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
................
وعندهم
يجب أن نُضحي بخير خلق الله وبكتاب الله ، ولكن لا نُضحي بالعالم الفُلاني
، أو بما تم وضعه بعنايةٍ فائقةٍ من قبل اليهود ، لأنه ورد في الكتاب
الفُلاني ، فمؤلف ذلك الكتاب معصوم وكلامه وحيٌ يوحى ، ويجب أن يكون صحيحاً
حتى ولو ضحينا بهذا الدين العظيم ، ورسوله الكريم .
..................
كما هي مهزلة وإضحوكة السحر والشاة المسمومة
..............
ويا ليتها وقفت عند هذه
........
فمن يتزوج بطفلة عمرها بين 6-9 سنوات يجب أن يكون سيدنا مُحمد دوناً عن خلق الله
..........
والذي يجب أن يُسحر يجب أن يكون رسول الله
..................
والذي تقول على الله ، ومات مسموماً ، وقُطع إبهره أو وتينه نتيجة ذلك يجب أن يكون رسول الله .
............
والذي يُباشر نساءه في الحيض يجب أن يكون رسولُ الله
.................
والذي رزقه تحت ظل رمحه يجب أن يكون رسول الله .......إلخ ما تم به التجني على رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم .
................
{ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً
}{وَبَنِينَ شُهُوداً }{وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً }{ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ
أَزِيدَ }{كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً }{سَأُرْهِقُهُ
صَعُوداً }{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }{فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ }{ثُمَّ
قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ }{ثُمَّ نَظَرَ }{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }{ثُمَّ
أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ }{فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ
}......إلخ الآيات من سورة المدثر11-30
...................
وهذه أمثلة من الآيات الكريمة على صفة من يتولى
................
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى }النجم33
.............
{وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }القيامة32
...........
{الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }الليل16
.............
{أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }العلق13
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
.............
{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى }المعارج17
................
{الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }الليل16
{أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }العلق13
................
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
............
{إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ }الغاشية23
.............
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }النجم29
.............
عبس تُعني قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول..... (عبس) كلح وجهه
.............
{وَإِذَا
تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ
وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }البقرة205
.............
{أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ
إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ
مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ }آل عمران23
.............
{فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران82
................
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
................
{وَمَن
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ
غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
.................
{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى }طه60
.............
{إِنَّ
الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً
لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
}النور11
..............
{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ
ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }النور47
..................
وصدق فيك وصفُ ربك يا حبيب الله وخليله
............
وأنك لعلى خلق عظيم
………..
نسأل
الله التوفيق وسداد الرأي لكُل أُمة المُصطفى مُحمد ، وأن يُرينا الحق
حقاً ويرشدنا لاتباعه ، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ، وأن
يفتح علينا فتح العارفين .
.........................
تم بحمدٍ وفضلٍ ومنةٍ من الله العلي القدير
.......
واللهُ من وراء القصد وهو ولي التوفيق
...............................
ملفاتنا
وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى
أن ينشرها "إنشر تؤجر" ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل
الشُكر والاحترام وخالص الدُعاء
عمر المناصير............................. 9جُمادى الأول 1433 هجريه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
....................
{عَبَسَ وَتَوَلَّى } سورة عبس 1
..........
{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }{ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ }سورة المُدثر22-23
.............
من هو الذي عبس ومن هو الذي تولى
.....................
عبس
التي لم ترد في القرآن الكريم إلا مرتان ، ولنفس الشخص ، وهو الوليد بن
المُغيرة ، وكانتا وصفاً في مقام الذم والإدانة ، والمقت وعدم القبول ، وأن
الله تعالى يلوم ذلك العابس ويذمه ويتوعده في سورة المُدثر بذلك الوعيد
المُرعب والمُخيف .
............
ولو كان الأمر كما هو قول من ضل عن
الفهم الصحيح ، وألصقه بأكرم خلق الله كما هو إلصاقهم للكثير من هذا وما
شابهه ، لكان اللازم هو المدح والإطراء ، ولكان الله مدح العابس لأنه أراد
جلب الأغنياء وكسبهم لما يدعوا إليه .
..........
كيف يُتهم رسول
الله بأنه يبحث عن اللهو والعبث ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله ليفعل
ذلك ، ولم يكن لهاءاً أو عباثاً تجاه ما بعثه الله به ، ونسبة ذلك إليه صلى
الله عليه وآله وصحبه وسلم ، إساءة ظاهرة ، ومرفوضة من الجميع
..............
وأن
الذي عبس من عادته التعالي والكبرياء والتصدي للأغنياء والإهتمام بهم
ومُجالستهم ، والتلهي عن الفقراء وكرههم وإهمالهم واحتقارهم .
...........
فالذي عبس تناولته سورة عبس وكرر المولى تناوله بأشد الوعيد لهُ في سورة المُدثر
............
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله يبغض المعبس في إخوانه "
.........................
فهل
ورد في كُتب السابقين مما جاء بها من وصفٍ لنبي آخر الزمان ن بأن من أحد
صفاته العبوس ن أو هل ورد في كتاب الله شيءٌ من هذا القبيل ، أو وجد ذلك
فيه صحابته ومن عاصروه .
................
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
............
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }المؤمنون69
.............
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
...........
{.....وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }الحجر88
.................
{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الشعراء215
...........
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ.... }آل عمران159
...........
" إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، من كذب علي عامداً مُتعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
..............
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : -
...........
" يكون دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ان يضلوكم أو يفتنوكم "
................................
هل رسول الله هو الذي خُلقه فظاً غليظ القلب ، وعبس وتولى ، أي عبس وبعدها تولى " وحاشاه حاشاه " فالذي عبس هو من تولى .
...........
وهو الذي قال عن نفسه وقوله حق ووحيٌ من الل
..................
" أدبني ربي فأحسن تأديبي "
..........
" وما بُعثتُ إلا لأُتمم مكارم الأخلاق "
.............
فالخطاب هو للغائب فمن عبس وقطب جبينه وكلح وجهه وتولى عن الحق ولم يقبله ، هو صاحب العبوس
.............
وهو الوليد بن المُغيرة المخزومي القُرشي
............
بينما
من بُعث رحمةً للعالمين ومن كان على خُلقٍ عظيم ومن كان لين الجانب مُشرق
الوجه ووضاءه وكأنه القمر المُنير ، كان مُستمر بحديث من كان يتكلم معهم(
وهُم عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ،
وأمية بن خلف ، والوليد بن المغيرة ) وبقي معهم ومعه إبن أُم مكتوم .
.............
وصاحب العبوس هو من عبس وتولى وترك المكان ، لعدم قبوله للحق ولما سمعه ولما حدث من أمر جعله يعبس ويتولى .
..............
فالعبوس
والتولي حدث مع وصول عبدالله إبن أُم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد
الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي .
..................
هُناك
شخص عبس أي قطب جبينه وليس كلح وجهه ، أي غضب " زعل " لم يُعجبه تصرفٌ ما ،
رأى أنه لا يليق به وبمن معه حسب ما يراهُ هو ، هذا الشخص تولى ، أي ترك
من كان يقف معهم وذهب غاضباً عابساً مُولياً ومُبتعداً .
................
ومن المُستحيل ولن يكون هذا رسول الله الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم
................
ولذلك لماذا نُلام إن قُلنا يا أُمةً ضحكت من جهلها الاُممُ
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
..........
{عَبَسَ وَتَوَلَّى }{ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى } سورة عبس 1-2
...............
{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }المدثر22
.............
والآيتان تخصان نفس الشخص ، وبسر زاد عبوساً وقبضاً كلوحاً في وجهه .
...............
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
............
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }النجم29
.............
عَبَسَ......لم
ترد في كتاب الله إلا مرتان ، مرةً في سورة عبس ، ومرةً في سورة المُدثر ،
والآيتان صاحب العبوس فيهما هو " الوليد بن المُغيرة " وهو الذي كذب وتولى
.
.............
فهل يا من لم تعرفوا رسولكم حق المعرفة ، ولم
تقدروهُ القدر الذي يليق به ، تجعلونه يعبس وعباساً وكالح الوجه أو كلُح
وجهه " والعياذُ بالله " كما هو العبوس وكلوح الوجه لذلك الكافر والمُشرك
الذي لم يؤمن برسول الله وبرسالته ، بغض النظر عن علوه وعلو شأنه وقدره
آنذاك ، وبغض النظر عن مدحه للقرءان ، وبغض النظر عن ميله للإسلام ، إلا
أنه تأثر بضغط أبو جهل "عمرو إبنُ هشام " عليه ، وآثر الحياة الدُنيا
وزينتها على الآخرة ، واشترى الجاه والسلطان والعناد بالحق وبالجنة ، وعبس
وتولى وعبس وبسر وسيناله وعيد الله لهُ .
.................
لأن ما
أوردوه أن الرسول الأكرم كان يتحدث مع من كان يتحدث معهم من سادة القوم
وعليتهم " عتبة وشيبة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، والوليد.... إلخ
" وجاءه عبدالله إبن أُم مكتوم ليسأل رسول الله سؤاله ، حسب ما ورد من تلك
المُناسبة .
..................
فمن المؤكد إحتفاء نبي الرحمة ،
من أمره الله بخفض جناحه للمؤمنين ولمن أتبعوه ، وهذا الضرير واحدٌ منهم ،
ومن جعله الله على خُلقٍ عظيم بهذا الذي جاءه وهو ضرير ومسكين ، وربما ربت
على كتفه أو قال لهُ قولاً ليناً لينتظر ..... إلخ ، وما شابه ذلك
...............
وهذا الإحتفاء لم يُعجب ذلك السيد ومن هو من علية القوم ، فعبس وتولى
..................
فرسول الله ومن يُكلمهم ومنهم عبدُالله إبن أُم مكتوم ، بقوا كما هُم ومن عبس تولى وتركهم وغادر المكان عابساً غاضباً .
.....................
فيا
لسذاجة من فهموا ذلك الفهم ، بأن رسول الله عبس بوجه عبدالله ، ثُم تولى
عبدالله ، وهُم هُم فاهموا النسخ والناسخ والمنسوخ وموجدوه ، وهُم موجدوا
القراءات ومُناسبات التنزيل وأسباب النزول ، وكأن ذلك القرءان لا يتنزل إلا
بوجود سبب ، كما هي فريتهم على الفاروق بأن الله كان يُوافقه في تنزيله
لما هو لكُل البشرية ولكُل العوالم ، والذي هو كلامُ الله الأزلي .
.................
مُصادفة
حدثت أن أنزل الله قرءاناً تمنى مضمونه عمر بن الخطاب ، وربما قال بأن
الله .... ولكن تقويله وافقني ربي ... وهل وحيُ الله يتنزل حسب الموافقات .
......................
وبما
أنه لا يجوز نزع كلامُ الله ووحيُه من سياقه ، أو تقييده بمناسبة تنزيل قد
لا يكون لها من الصحة وجود ، وهذا ما وقع فيه غالبية المُفسرون ، يأتون
بالآية فينزعونها من سياقها ليُفسروها ويجدوا لها فهمهم الخاص ، كما هي
الآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها..... "
......................
فسياق الآيات من سورة " عبس " تتحدث عن 3 أمور أو واقعات ، إذا أردنا موافقتهم .
..................
{ عَبَسَ وَتَوَلَّى } عبس1
.............
هُناك شخص " عبس " ثُم تولى بعدها
..................
{أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى }عبس 2
...........
من
جاءه الأعمى هو رسول الله ، والأعمى هو عبدُالله إبن أُم مكتوم ، حسب ما
أوردوا وأوصلوا لنا ، واليهود كانوا يُراقبون ما يتنزل من قرءان ليؤلفوا
بعدها مدسوساتهم أو ما يُريدون وضعه.
..............
وكانوا يستهدفون
رسول الله بذلك ، وما يدرينا بأن الإفك هو عن عرض رسول الله وزوجته أُمنا
الطاهرة الطهور ، إذا وضعنا تلك الرواية تحت الغربال لنرى عجب وعجائب ما
ورد فيها مما لا يقبله عقل ، ومن تُهم لرسول الله تشيب منها الرؤوس أقلها
بإهماله بزوجته .....إلخ
.............
وليس بالضرورة أن يكون
الأعمى هو من عميت عيناهُ عن النظر ، فالمولى عز وجل سمى من عميت بصيرته
وبصره عن الحق وما جاء به أنبياءه الكرام بالأعمى والوليد بن المُغيرة
واحدٌ منهم .
..............
فربما يعود السياق كُله على " الوليد بن المُغيرة " بأنه هو الأعمى وهو الذي عبس وتولى ولم يقبل الحق .
................
ولا عُلاقة لرسول الله لا بالعبوس ولا بالأعمى إلا بأنه يخص الوليد ذاته
...............
ثُم تأتي الآيات الكريمات
.............
{
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى } { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ
الذِّكْرَى } { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى } {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى } وَمَا
عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى } { وَأَمَّامَنْ جَاءَكَ يَسْعَى } { وَهُوَ
يَخْشَى } { فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى } عبس 3-10
.............
وهي
آيات العتاب إن وافقنا على مُناسبات تنزيلهم بأن هُناك عتاب ، والعتاب
الذي يحمل التوجيه والأدب والرفق الرباني بنبيه الكريم صلى اللهُ عليه وسلم
.
.............
هذا إذا وافقنا بربط هذه الآيات بما أوردوه من
مناسبةٍ للتنزيل ، وصدق ما تم إيراده " بأن المولى عاتب رسوله الأعظم " ،
لأن هُناك الكثير مما تم إيراده من تلك النصوص والروايات ثبت كذبها ودسها
وتأليفها من قبل أعداء هذا الدين ، وقد طرحها الرازي ، معللاً ذلك بأنها
أخبار آحاد .
.........................
ولا بُد أن يكون السبب هو
إعطاء هذا الضرير المسكين من الإهتمام من رسول الله ، مما جعل ذلك الذي من
علية وسادة القوم ومن أغنياءهم لا يُعجبه ذلك ، فعبس وعضب وتولى .
.............
وإذا
كان المُلحدون وحتى من يتعاطون الخمر والمخدرات ، ومن لا تربية عندهم "
الهمل والزعران " يهتمون بالأعمى والضرير ويسعون لمُساعدته بل يتسابقون
لذلك .
............
كيف تتهمون خير خلق الله ومن بُعث رحمةً
للعالمين ، بأنه عبس وقطب جبينه وكلح وجهه بوجه ذلك الفقير الضرير والأعمى ،
وبأنه أنزعج منهُ ومن مجيئه ومن حديثه....إلخ ذلك التجني على رسول
الله....والأخذ بما أخطأ بفهمه السابقون أو هو الذي من وضع الوضاعون
والحاقدون والمُشوهون .
.............
كيف يتم إتهام رسول الله بأنه
أقدم على ما لا يمكن أن يقدم عليه الحشاشون ومتعاطوا الخمر ، والهمل
والزعران وحتى السُفهاء من البشر ، من إذا شاهدوا أعمى تراكضوا وحاولوا
مُساعدته بكُل الطرق .
...............
فهل ما ينطبق على ما ورد في
هذه الآيات الكريمات ، وما ينطبق على الوليد من المُغيرة ، ينطبق على رسول
الله الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم
..........
جعلوا من نبيٍ من اليهود
ومن بني إسرائل حيٌ في السماء ، وجعلوا خير الله مدفونٌ تحت الثرى ، ثُم
جعلوا من المسيح عليه السلام ، يُشفي الأعمى ، وجعلوا من نبيهم يعبس بوجه
الأعمى....هل نُريد أكثر من هذا .
............................
إسمعوا
للشيخ الدكتور عائض القرني ، كيف يتجنى على رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم
، وعلى أحد صحابته عبدالله إبن أُم مكتوم ، وكأنه كان حاضراً في ذلك الحدث
، سامحك الله يا شيخ يا دكتور .
...............
فيقول فطمع في
إسلامهم.....يمنحوه فرصة السماع......طلبوا منهُ أن لا يحضر الفقراء ذلك
المجلس......اعطاهم وطمع في إسلامهم......فرسول الله يرى أن هذا
مضمون....فرسول الله أعرض عنه وكره أن يأتيه في ذلك المكان..... فأعرض عنهُ
وعبس بوجهه.....كأنه رجل آخر ، تعبس وتعرض عنهُ وتقطب وجهك .....فهذا
إنكار من الله وعتاب لرسول الله.... ما هذا يا شيخ ما هذه التهمة.
...............
إتهام
رسول الله بأنه يقبل بمقابلة سادة القوم يُطرد منهُ أو يُستثنى منهُ
الفقراء ، إتهام أحد صحابة رسول الله بالغباء والجلافة وسوء الأدب
.............
والخطورة
في من جعلوا رسولهم ونبيهم نبياً عبوساً ومُتولياً ، ونبياً كالح الوجه أو
يكلح وجهه في وجوه صحابته " والعياذُ بالله " ومن جعلوا نبيهم نبياً
طائفياً طبقياً ، يستجدي ويطمع في عِلية القوم وسادتهم ليكونوا بجانبه
ونُصرته ليترأسهم .... إلخ
..................
بينما يشهدون للمسيح عليه السلام بأنه كان يُشفي العُمي ، ويطعنون بنبيهم بأن كان يعبس بوجه العمي ويُهملهم ويتولى عنهم .
.............
إن لم تُصدقوا شاهدوا واسمعوا هذا المقطع
............
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.................
وشاهد
على هذه المقاطع ما هو على النقيض من ذلك ، الشيخ الفاضل الدكتور محمد أبو
زيد الفقي رحمة الله عليه ، كيف يُنصف رسول الله من هذه المظلمة ، ومن ذلك
الفهم السيء لكتاب الله .
.................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.....................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.............................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
..........................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
......................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
...........................
ثُم
نسأل الله الثواب والأجر والرحمة لهذا العالم ، الذي نتمنى أن يكون
عُلماءُنا على مثله ، لا عُلماء تهريج ومُهرجين وقصاصين وراويي روايات
وخُزعبلات وخُرافات يخجل أن يرويها الأطفال لهول ما فيها من تجني على هذا
الدين العظيم ونبيه الكريم ، أو لهول ما فيها من الكذب الذي يُضحك البهائم
أو الأموات ، لو قُدر لهم الضحك في قبورهم .
.................
قال الحقُ سُبحانه وتعالى
............
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
..............
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
.............
التالي مُقتبس مع التعديل
...........
فليس
في ظاهر الآية " عبس وتولى " دلالة على توجهها إلى النبي بل هو خبر محض لم
يصرح بالمخبر عنه ، وفيها ما يدل على أن المعني بها غيره ، لأن العبوس ليس
من صفات النبي مع الأعداء المنابذين فضلاً عن المؤمنين المسترشدين ، ثم
الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه اخلاقه الكريمة
فالمراد به غيره(إنتهى الإقتباس ) .
................
من خلقه الله
وجعله على خُلقٍ عظيم ، لم ولن يُرسل الله نبيه عباساً وعبوساً بوجه
العالمين ، ولم يُرسله مُتولياً عنهم ، ولم يعبس بوجوههم ، أو يتولى عنهم
في يومٍ من الأيام ، لأن التولي مُرتبط مع من كذب ومع من كفر ، ومن السبع
الموبقات " التولي يوم الزحف " .
..............
فالذي تولى هو الذي عبس ، والواو واو عطف ، والواقعة لا تقول بأن رسول الله تولى ، أو أنه هو من تولى .
..............
لأن رسول الله لا زال موجود مع من يتكلم معهم
..............
بل أن من عبس ، عبس عبوسه وبعدها تولى
............
ويا
للأسف على تلك التفاسير التقليدية ، وعلى من أصروا على تفسير كتاب الله
بالكامل ، والإصرار على فهمه كاملاً ، وهو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه إلى
قيام الساعة ، والذي طلب رسول الله أن نترك ما لا نفهمه منه لمن يفهمه في
حينه .
..............
يصفون رسول الله بأقبح ما يوصف به البشر "
كلح وجهه وبكلوح الوجه " ثُم يبحثون بعدها عن المُبررات ، والتي هي أقبح
من الذنب نفسه ، وأقبح من مسبتهم لخير خلق الله .
.................
ثُم
لا بُد لهم من التحذير أن لا يأتي أحد بما يُغاير تجرأهم على رسول الله في
فتاويهم وتفسراتهم المُخزية التي لا تدل على أنهم قدروا نبيهم حق قدره .
.....
"يقولون هذا وننبه إلى التحذير الأكيد والوعيد الشديد لمن تكلم في القرآن
بغير علم " فالعلم مقصور على من أتبعوه ، وعليهم وعلى من أخذوا عنهم فقط
............
فهي شتيمةٌ ومسبةٌ ، إن أردت تقبيح شخص قُلت لهُ " يا كالح الوجه ، أو يا ذو الوجه الكالح "
............
إن الله سبحانه لم يقل لنبيه لقد عبست وتوليت ، بل تحدث عن العابس بصيغة الغائب
...............
فهل يوصف وجه رسول الله ، القمر والبدر المُنير بهذا الوصف .
..............
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى }عبس3
............
هذا
الخطاب ليس خطاباً مُوجه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل هو
التفات من الغيبة إلى الخطاب مع العابس ، حيث كان يتحدث عنه تعالى بضمير
الغائب ، والأمر هنا من هذا القبيل والشبيه في سورة الفاتحة ، فإنه بعد أن
أعلن باللوم للعابس ، وتحدث عنه كأنه غير موجود ، فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى
* أَنْ جَاءهُ الأعْمَى} عاد فالتفت إليه ثم التفت موجهاً الخطاب إليه
تعالى الله عما يصفون .
.............
ثم شرع الله سبحانه في بيان
حال ذلك العابس ، فذكر أن من عاداته أن يهتم بالأغنياء ، ويتصدى لهم ،
ويحاول جلب انتباههم إليه ، ولكنه لا يهتم بتزكية أولئك الأغنياء ، بل هو
يتصدى لهم ، ويهتم بهم لأجل غناهم فقط .
.............
فقوله: {
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى} يريد به أن بقاء ذلك الغني على صفة
الإنحراف والبعد عن الله ، ليس بالأمر المهم عند ذلك العابس ، لأنه إنما
يهتم بماله ، ولا يهتم بأن يخرجه من الضلال إلى الهدى ، فضلال الغني لا
يرتب على ذلك العابس أية مسؤولية ، ولا يحركه لأي عمل لإخراجه منها.
..............
ثم
ذكرت الآيات أن ذلك الشخص لا يهتم لغير الغني ، ولا يدير له بالاً، بل هو
يتلهى عنه.. بل إنه حتى لو أقبل ذلك الفقير عليه بكل جوارحه ، وجاء يسعى
إليه ، فإنه لا يهتم به ، ولا يلتفت إليه ، رغم أن ذلك الفقير مؤمن بالله
ويخشاه ، ويلتزم حدوده وليس مثل أولئك الأغنياء الذين لا يزكُّون أنفسهم ،
ولا يخافون الله..
..............
وكُل ذلك لم يكن من عادة رسول الله صلى اللهعليه وعلى آله وصحبه وسلم
...............
والحال
ينطبق على ما ذكرته الآيات الكريمة التي تقول{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}{
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}{ وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى}
....................
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم يتمارون في القرءآن فقال : إنما هلك من
كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق
بعضه بعضا , ولا يكذب بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه
فكلوه إلى عالمه}
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
...................
أليس
قول رسول الله هذا فيه تحذير ينسف كُل ما قال به من تجراوا على الفهم
والتفسير الكامل ، ولمن فسروا كتاب الله كاملاً ، ونخص ما تم به الإساءة
لهذا الدين العظيم ورسوله الكريم ، ولمن عندهم الإصرار على الفهم والتفسير
الكامل لهُ ، وكأن لسان حالهم يقول بإنقضاء عجائبه .
..............
فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
................
وعندهم
يجب أن نُضحي بخير خلق الله وبكتاب الله ، ولكن لا نُضحي بالعالم الفُلاني
، أو بما تم وضعه بعنايةٍ فائقةٍ من قبل اليهود ، لأنه ورد في الكتاب
الفُلاني ، فمؤلف ذلك الكتاب معصوم وكلامه وحيٌ يوحى ، ويجب أن يكون صحيحاً
حتى ولو ضحينا بهذا الدين العظيم ، ورسوله الكريم .
..................
كما هي مهزلة وإضحوكة السحر والشاة المسمومة
..............
ويا ليتها وقفت عند هذه
........
فمن يتزوج بطفلة عمرها بين 6-9 سنوات يجب أن يكون سيدنا مُحمد دوناً عن خلق الله
..........
والذي يجب أن يُسحر يجب أن يكون رسول الله
..................
والذي تقول على الله ، ومات مسموماً ، وقُطع إبهره أو وتينه نتيجة ذلك يجب أن يكون رسول الله .
............
والذي يُباشر نساءه في الحيض يجب أن يكون رسولُ الله
.................
والذي رزقه تحت ظل رمحه يجب أن يكون رسول الله .......إلخ ما تم به التجني على رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم .
................
{ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً
}{وَبَنِينَ شُهُوداً }{وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً }{ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ
أَزِيدَ }{كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً }{سَأُرْهِقُهُ
صَعُوداً }{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }{فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ }{ثُمَّ
قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ }{ثُمَّ نَظَرَ }{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ }{ثُمَّ
أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ }{فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ
}......إلخ الآيات من سورة المدثر11-30
...................
وهذه أمثلة من الآيات الكريمة على صفة من يتولى
................
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى }النجم33
.............
{وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }القيامة32
...........
{الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }الليل16
.............
{أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }العلق13
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
.............
{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى }المعارج17
................
{الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }الليل16
{أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }العلق13
................
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48
............
{إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ }الغاشية23
.............
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }النجم29
.............
عبس تُعني قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول..... (عبس) كلح وجهه
.............
{وَإِذَا
تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ
وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }البقرة205
.............
{أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ
إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ
مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ }آل عمران23
.............
{فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران82
................
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
................
{وَمَن
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ
غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
.................
{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى }طه60
.............
{إِنَّ
الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً
لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
}النور11
..............
{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ
ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }النور47
..................
وصدق فيك وصفُ ربك يا حبيب الله وخليله
............
وأنك لعلى خلق عظيم
………..
نسأل
الله التوفيق وسداد الرأي لكُل أُمة المُصطفى مُحمد ، وأن يُرينا الحق
حقاً ويرشدنا لاتباعه ، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ، وأن
يفتح علينا فتح العارفين .
.........................
تم بحمدٍ وفضلٍ ومنةٍ من الله العلي القدير
.......
واللهُ من وراء القصد وهو ولي التوفيق
...............................
ملفاتنا
وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى
أن ينشرها "إنشر تؤجر" ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل
الشُكر والاحترام وخالص الدُعاء
عمر المناصير............................. 9جُمادى الأول 1433 هجريه