أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
المُسلمون
ومن يودون إعتناق الإسلام بل والبشرية كُلها ، يُطالبون من يؤمنون بالنسخ
وبالناسخ والمنسوخ ، بأن يُبينوا لهم على الأقل ما هو عدد الآيات المنسوخة
وما هي هذه الآيات ، حتى يعرفونها وهُم يقرؤون القرءان ؟؟؟؟؟؟
.............
حتى يعرفونها ويعملون على عدم العمل بها !!!!!
................
شاهد هذا الرابط لترى التخبط بالقول لأكثرأكثر من 500 آية لتتلاشى الفرية إلى 5 آيات
................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
...................
مع
أن رفع الحكم لا عُلاقة لهُ لا بالنسخ ، ولا بأدلتهم الباطلة سواء " ما
ننسخ من آيةٍ أو نُننسها..... " ولا " وإذا بدلنا آيةً مكان
آية.....".....، لأن الحكم المرفوع كما عُمل به ، يُعاد العمل به كما عُمل
به عند تنزله .
......................
{...... وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
...............
تابع
هؤلاء الشيوخ كيف هو التجرأ على الله ، وكيف هو الهذيان والتهريج ، كيف
يُشبهون الله وكلامه وأحكامه بكلام وأحكام البشر والطبيب ، وكيف هي الأمثلة
الواهنة الميتة التي تزيد طينتهم بلة ، والتي لا شبيه لها إلا تبريرات
المسيحيين للاهوت والناسوت وللثالوث" الشمس ونورها وما يصله النور " .
.................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
................
ما
أتانا به رسول الله هو كتاب الله وسُنته ، فأين هو الدليل على النسخ
والناسخ والمنسوخ من كتاب الله ، غير تلك الآيات التي عنى بها الله بأن
المنسوخة أو التي أُنسيت والتي مُحيت هي آيات السابقين " الآيات الكونية
الدلالية المُعجزية " ، وأين هو الدليل من كلام رسول الله ، لتطرقه لوجود
النسخ ، هل عدد أنواعه كما نوعوها ، هل عدد آياته وبينها كما عددوها
.....إلأخ
................
فيما يتعلق بالنسخ في القرآن الكريم
فليس في القرآن أي حكم منسوخ ، وأما قول بعض الفقهاء بأن هناك آيات بقيت
تلاوة ونُسخت حكما فهو قول مخالف للعقل والبرهان وحرمة القرآن الكريم
مخالفة صريحة ، إذ الاعتقاد بوجود النسخ في القرآن الكريم يؤدي إلى عدم
الثقة به وعدم الاعتماد عليه ، مع أن عظمة القرآن إنما هي في كونه صرحا
مشيدا على أسس اليقين ، والله الحفيظ بنفسه وعد وتولى حفظه.
.............
فكيف يحق لنا بعد ذلك أن نقبل في أحكامه وآياته ، رأى بعض العلماء
والفقهاء الذي لا يسانده إلا على قياساتهم المريبة والمبهمة ، فلا شك أنه
اعتقاد خاطئ مضل بيِّن التضليل ، ولا يمت إلى الإسلام بصلة.
..............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ والقول به في القرءان الكريم ، هو ضد حكمة الله وعلمه
المُسبق للغيب ، وكلامه المُحكم والذي لا يتبدل ولا تبديل لهُ ، ومن كلامه
يتبدل ويُبطل ويتغير هو الإنسان قصير النظر ، حيث يُبدل كلامه ويُغيره حسب
ما يبدو لهُ من ظروف ومُناسبات " البداء "
......................
لأن
ما نزل من كتاب الله مُفرقاً ، هو نفسه ما أُنزل في تلك الليلة المُباركة
وهي " ليلة القدر " إلى بيت العزة في السماء الدُنيا ، ومن الخطأ ربط ما
كان يتنزل من كتاب الله ، بتلك الأماكن بعينها وبأولئك البشر بعينهم ، فهذا
القرءان هو لكُل الأزمنة ولكُل الأمكنة ولكُل البشر ولكُل العوالم ، صالحٌ
ويصلُح به كُل مكان وكُل زمان ، وما مناسبة التزيل إلا لتُفيد في الفهم
والتفسير ، فما كان يتزل لا يمكن أن نُقيده بمكان وبزمان إلا لصلاحه لكُل
مكان ولكُل زمان .
.................
وهذا ما وقع به المُفسرون ومن
أوجدوا النسخ والناسخ والمنسوخ ، وكأن الحق سُبحانه وتعالى كان يُجري تجارب
وأبحاث على أولئك الناس والصحب الأخيار الأطهار بعينهم ولتلك الأمكنة
بعينها ليُحدد ما هو الأصلح والأخير للبشر " وحاشى والعياذُ بالله "
..................
قال سُبحانه وتعالى
......
{
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ }{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ
تُسْأَلُونَ }الزخرف43 -44
............
ما هو الذي أوحي إلى رسول
الله ونبيه الأكرم ، أليس كُل الرسالة التي بُعث بها ، وعلى رأسها هذا
القرءان الكريم ، كيف نوفق بين أن يتم التمسك بل الإستمساك بكامل ما
تلقاهُ من وحي من أول حرف تلقاهُ إلى آخر حرف تلقاه ، وبين النسخ والناسخ
والمنسوخ .
....................
وهل النسخ والناسخ والمنسوخ في كلام
الله يتماشى مع حكمته وصدقه وعلمه فمن هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها
بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف غير الإنسان القصير النظر.
.....
لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه ، فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله
وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول بأن كلمات الله لا
تتبدل ولا تبديل لكلماته وكلام الله كُله مُحكم ولا يمكن أن يأتيه البال أو
الاختلاف أو الشُبهة .
.............
أليس النسخ والناسخ والمنسوخ
هو الحل بنظرهم ، لمن ظن بأن من أتى برسالة وجاء بأمر وأراد تغييره ، لوجود
إعتراض أو لأي سبب ، فيوجد النسخ كحل لهذا الأمر .
............
إذا
كان القرءان هو كلام الله الأزلي وأخذ من اللوح المحفوظ ، فهل في اللوح
المحفوظ نسخ وناسخ ومنسوخ ، وهل كلام الله يُبطل أو يُلغى أو يُزال .
.............
وكيف
لقرءان يتنزل ثُم يُقرأ ويتم وعيه وقراءته ، ويتم كتابته وتدوينه ، ثُم
يذهب هذا القرءان بالكُلية ، وكأنه لم يتنزل ولم يُقرأ ولم يُكتب أو يُدون ،
وهو ما قالوا عنهُ " ما نُسخ حكمه وحرفه " من يقول بهذا أليس بمجنون أو
أنه يهودي ؟؟؟؟
..........
ويبقى السؤال كيف لمن يقرأ كتاب الله
ويُريد أن يعمل به أن يعرف ما الناسخ وما هو المنسوخ مما قرأه ، ومما سيعمل
به ، كيف يعرف أن هذه الآية التي قرأها منسوخة ، بما معناه ما هو المعيار
أو المعايير لمعرفة النسخ والناسخ والمنسوخ ؟؟؟؟؟
..................
ثُم
السؤال الأصعب للنوع الثالث من نسخهم وناسخهم ومنسوخهم " ما نُسخ لفظه
وبقي حكمه " كيف لدينٍ من الأديان أن يُطالب مُعتنقيه بكلام قالوا إنه تنزل
من عند الله ، وهو غير موجود ، كتلك التفاهات التي قالوا إنها أكلتها
الداجن ، هل يُبررون ذلك ويُحملونه للداجن وللدواجن ؟؟؟؟؟
................
بداية
لا ندري من هو المؤسس والموجد لهذه الفرية والضلالة وهذه الطعنة المسمومة ،
ولكن لنكن معذورين أن كان خطابنا موجه لما هو موجود ، مع الجهل بمن أوجد
ما هو موجود ، وإن كانت كُل مُصيبة في العالم وعانى منها البشر يقف وراءها
من أوجدوا ما لا وجود لهُ في الوجود ، ومن لغير هذا غير اليهود .
...........
ونعتذر
عن أننا لا نُخاطب من أنتقلوا لجوار ربهم وحجتهم معهم ، ولكن نُخاطب نصوص ،
والخطاب موجه لمن يؤمن بها ويُصر على صحتها ممن هُم على قيد الحياة .
................
قال
وقال ابن القيم الجوزية - رحمه الله عليه - عن سيد الخلق سيدنا مُحمد صلى
اللهُ عليه وسلم ، وما نطق به من قرءانٍ وسُنةٍ مُطهرةٍ .
...................
وأما
القول بأن هُناك حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما
ناسخاً للآخر : فهذا لا يوجد أصلاً ، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق
المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق"
.................
زاد المعاد " ( 4 / 149)
..............
ويقول
فصلوات الله وسلامه عليه مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ،
فالاختلاف والإشكال ، والاشتباه إنما هو في الأفهام ، لا فيما خرج من
بين شفتيه من الكلام ، والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى
أصدق قائل ، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم .
......................
" مفتاح دار السعادة " ( 3 / 383 (
..............
وقال الشاطبي – رحمة الله عليه
.......................
كل
مَن تحقق بأصول الشريعة ، فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض ، كما أن كل مَن
حقق مناط المسائل ، فلا يكاد يقف في متشابه ، لأن الشريعة لا تعارض فيها
البتة ، فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر ، فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ،
ولذلك لا تجد ألبتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم
الوقوف ،
لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ ، أمكن التعارض بين الأدلة عندهم .
...............................
لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ ، أمكن التعارض بين الأدلة عندهم
................
" الموافقات " ( 4 / 294 (
...........
وقد برز طوائف من العلماء يتحدون من يزعم وجود تعارض بين نصوص الوحي ، ومنهم الإمام ابن خزيمة رحمه الله حيث قال: -
" لا أعرف حديثين متضادين ، فمن كان عنده فليأتني بهما لأؤلف بينهما "
..................
" تدريب الراوي " ( 2 / 176 ) - : "
...................
ولذلك
فيجب أن يكون الشكُ لازماً وواجباً في كُل ما نُسب لعلماءنا الإجلاء وخالف
مثل هذه الأقوال لهم ، وهذه أمثلة من أقوالهم العذبة النقية كنقاوتهم ،
ومن العدل تبرئتهم مما قد يكون ليس منهم حدث بعد رحيلهم لجوار ربهم .
*************************************
قال المولى سُبحانه وتعالى
.........
{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91
..........
ولذلك
هل القرءان الذي تحدث عنهُ النسخ والناسخ والمنسوخ ، ونخص القرءان الذي
قالوا عنهُ إنهُ غير موجود في هذا القرءان ، يشمله حديث رسولنا الأكرم " من
قرأ حرفا من القرءان.......لا أقول "الم" حرف بل....."
..............
بدايةً
يجب التنويه بأن بعض ما قال به النساخ ، من رفعٍ للحكم ، أو التدرج أو
التخصيص ، أو التقييد....إلخ ذلك ، هذا ليس نسخ ولا علاقة لهُ بما أوجدوه
من ناسخٍ ومنسوخ ، هذا مع علم الله بمن هو الموجد والمؤسس لهذه الطعنة
المسمومة التي وُجهت لخاصرة هذا الدين العظيم .
............
وبلتالي
هل يُكلف الله عباده والبشرية بقرءان في غير هذا القرءان ، وهل هذا من عدل
الله أن يكون هُناك قرءان لا يعرفه عباد كلفهم بكُل ما أنزله من هذا
القرءان ، أو يُنزل قرءان يقرأه ويعوه ويعرفه الأولون ويطلعون عليه ، ثُم
لا يعلم به المُتأخرون إلا بأنه منسوخ أو مرفوع أو منسي أو مُسقط .
.......
إذاً
فما هو القرءان الذي طلب الله إتباعه بالكامل ، وقال بأنه أنزله وبأنه
مُبارك ، أي مُبارك كُل حرف فيه ، ويجب اتباع كُل حرف ورد فيه أيضاً ، هذا
الطلب وجهه الله لنبيه الأكرم ، ثُم وجهه لمن أتبعوه واتبعوا دعوته وآمنوا
بها إلى يوم القيامة .
........
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }الأحزاب2
........
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يونس109
........
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام106
.......
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الأنعام155
........
هل
القرءان الذي طلب المولى عز وجل" إتباعه " هو القرءان الذي هو كلام الله
والمسطور في اللوح المحفوظ ، والذي أُنزل في تلك الليلة المُباركة " ليلة
القدر " إلى " بيت العزة " في السماء الدُنيا ، والذي أنزله الله على نبيه
الأكرم عن طريق الملاك جبريل عليه السلام ، ونزل مُنجماً وعلى مدار 23
عاماً .
...........
أم أن القرءان الذي يتحدث عنهُ النساخ ومن أوجدوا الناسخ والمنسوخ ، هو قرءان آخر غير ذلك القرءان .
......
ولذلك
هل نتبع ما قاله الله سًبحانه وتعالى وما طلبه منا ، أم نتبع النساخ ومن
أوجدوا الناسخ والمنسوخ ، الذين يتكلمون عن ضياع على الأقل 300 صفحة ، من
هذا الوحي المُبارك الذي طلب اللهُ إتباعه
........
وهل هُناك ناسخٌ
ومنسوخ في الكُتب السماوية السابقة ، كالتوراة والإنجيل والزبور ، أو قال
أهلها ومن تنزلت عليهم بأن فيها ناسخٌ ومنسوخ ، كما قال بعض المُسلمون عن
هذا القرءان الكريم ، وهل يقبل اليهود والنصارى أو المسيحيون أن ما بين
أيديهم ينسخ بعضه بعضاً ، وهل الناسخ والمنسوخ يتوافق مع حكمة الله وعدله
وصدقه وثبات كلماته ، على الأقل في نفس الشريعة ، وهل كلام الله يُبطل أو
يُلغى أو يُزال أو يقبل التبديل .
...........
هل قالت أي أُمة صاحبة
كتاب عن كتابها ، كما قال النساخ من المُسلمين عن هذا القرءان الكريم ، أو
هل قال مؤلف كتاب عن كتابه كما قال النساخ عن القرءان الكريم .
........
في انجيل متى { 5: 17-18} يقول المسيح عليه السلام : -
.........
"
لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ.
مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ
أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ "
........
حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
.........
والكُل سيكون بمبعث سيد الخلق والآنام ، ومجيئه بهذا القرءان الكريم والسُنة النبوية الاهرة وهو الناموسُ كُله .
.......
وبالتالي
الكُل هو مبعث سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، الذي سيأتي بالكُل
والشامل والمُتمم وهو الشريعة الإسلامية وعلى رأسها القرءان الكريم ، ثُم
سُنته الشريفة الطاهرة .
.....
إذا كان المسيح عليه السلام يقول ( أن
تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطةُ واحدة من الناموس ) فكيف
يتم القبول بزوال ليس نقطةُ أو حرف ، بل أحرف وآيات وسور كثيرةُ من القرءان
الكريم ، حسب ما يقول به النساخ .
...........
وهل يُقبل أن لمجرد
إعتراض البشر يُغير الله كلامه ويُبدله ليُرضيهم ، أو يأتي وحيه على هوى من
تنزل الوحي في زمنهم ، أو قبول الناسخ والمنسوخ لتصحيح الأخطاء التي خرجت
بها التجارب مثلاً .
...........
أو هل ما تم نسخه قد يكون الشيطان ألقاه في أُمنية نبيه ، لأن ما نسخه الله هو ما يُلقيه الشيطان في أُمنية أنبياءه ورسله .
............
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }الحج52
.........
فالنسخ في تعريف الله لهُ هو الإلغاء
والمسح والإبطال والإزالة ، ولا يتم في قرءانه الكريم أو تم إلا لما القاه
الشيطان ، وتخيله اليهود وكانت آياتهم الشيطانية تلك ، التي وثقت بعنايةٍ
على أن نبينا الأكرم نطقها " والعياذُ بالله وحاشى "
......
وهل تُقبل هذه على الله وعلى كتاب الله وعلى رسول الله .
...........
وإذا
كان القرءان هو كلام الله ، الذي نزل مُنجماً طيلة 23 عام ، وهو نفسه الذي
أُنزل في تلك الليلة المُباركة ، ويجب أن يكون هو نفسه الموجود في اللوح
المحفوظ .
........
فإذا تم ناسخ ومنسوخ وبأنواعه التي أوجدها
النُساخ في هذا القرءان الكريم ، فهل هُناك ناسخ ومنسوخ فيما هو موجود في
اللوح المحفوظ " منسوخ ومرفوع ومُسقط ومنسيي وملهي عنهُ...إلخ " أي ما يجب
زواله أو إهماله أو نسيانه...
...........
وهل هُناك طريقة أو
قواعد ثابتةٌ لمعرفة الناسخ من المنسوخ ، بشكل قطعي لا يُرد القول فيه أو
يحدث حوله اختلاف أو شُبهة ، أم أن ذلك يخضع لأمزجة وفهم وتقدير من قالوا
بته وأوجدوه ، وإذا كانت السور التي قالوا بأنه لم يعتريها الناسخ والمنسوخ
هي فقط 43 سورة ومعظمها من قصار السور ، فكم يتبقى من كتاب الله غير
منسوخ .
*******************************************************************
قال سُبحانه وتعالى
........
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
...........
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99
..........
وإن
اتهام أي آيةٍ من آيات هذا القرءان الكريم ، بأنها بطل حكمها وبأنها غير
بينة وغير مُبينةٍ وغير مُفصلةٍ ، هو اتهام لوحي الله ولكلامه الخاتم بإنه
ذو عوج ، هو كذلك كُفر بها وتنكر لها ، ولا يقدم على ذلك إلا الفاسقون .
**************************************************************
في هذا الملف أكثر من 60 دليل تُبطل أن في كتاب الله ناسخ أو منسوخ
.........
قال سُبحانه وتعالى
......
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1
........
{الم }{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان1-2
........
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر2
.........
{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
..........
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
............
{إِنَّا
أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ
بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }النساء105
.........
{وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ........ }المائدة48
.........
فكُل حرفٍ أنزله الله هو حق ، حقُ نزوله وبالحق نزل ، وفيه حكمةُ ومُحكم ومهيمن على كُل ما سبقه من حروف كُتب السابقين .
.............
هذه
بعضٌ من الأدله على بُطلان هذه الفرية والضلالة ، ولدفع هذه الفرية
والطعنة المشؤومة المسمومة التي وجهها من من أوجدوها لهذا الحق ، ولكتاب
الله الحكيم ووحيه الخاتم والنهائي للبشر ، ولخاصرة هذا القُرءآن العظيم ،
هذا الكتاب الذي كُل حرفٍ فيه هو حق ، وكُل حرف فيه فيه حكمة ، وكُل آيةٍ
فيه مُحكمةٌ وفيها حكمة وحُكم مُستقل عن الحُكم في الآية الأُخرى ، والكتاب
الذي ليس لهُ أو فيه عوج أو تناقضاً أو اختلافا أو تناقضاً ، وبائنةٌ
ومُبينةٌ جميعُ آياته .
.........
هذه الطعنة التي عجز أن يقول بها
ألد أعداء الإسلام وأشدهم حقداً وكُرهاً له ، فقُدمت لهم هذه السكين
مغموسةً بدم من لوثوها ، هديةً لهم ليلوحوا بها في وجه كُل من يُدافع عن
هذا الدين العظيم وقُرءآنه الكريم الذي طلب الله إتباعه بالكامل أي إتباع
كُل حرفٍ ورد فيه . وعدم إنكار أو التنكر لأي حرف فيه .
................................
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
..............
{وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }الأنبياء50
................
والقول بالنسخ والناسخ والمنسوخ هو إنكار وتكر لما قيل بأنه منسوخ
عمر المناصير 22 رمضان 1430 هجريه
............................................
بعض من الأدله على بُطلان الناسخ والمنسوخ
........
وأن
هذا القول وهذه الوصمة التي وُصم بها كتابُ الله الخاتم ووحيه الأخير
للبشر ، لا يقبل بها مؤلف من البشر ألف كتاباً بذل فيه من الجُهد والتعب
ليكون شبه مُتقن ، لياتي شخص ويصف كلامه في كتابه بأنه مُتناقض ونسخ وأبطل
وأزال المعنى في مواقع مُعينه ، لمواقع أُخرى من كتابه ، هذا ناهيك عن
المنسي والمرفوع والمٌسقط من كتابه....إلخ .
**********************************
وأن
أدنى ما قال به من قالوا بالناسخ والمنسوخ ، هو أن الآية أو الآيات
المنسوخة أُبطل وأُزيل العمل بها ، واصبح الحكم الموجود فيها لاغياً
ومُبطلا ، لوجود تناقض وتضارب واختلاف مع آيات أُخرى ، كآية سيفهم التي
قالوا إنها أبطلت وألغت الأحكام في 124 آيهً هي رحمة وسماحة الإسلام وسمو
دعوته وإنسانيتها ، وأن هذه الآيات أصبحت للقراءه فقط ، وانتهى العمل بها .
..........
هذا
عدا عن لسان حالهم الذي يقول بأن الله كان يُجري تجارب وأبحاث واختبارات
على ذلك القرءان ، في تلك البقعة المُحددة من الأرض ( مكة المُكرمة
والمدينة المُنورة ) وعلى أولئك الناس الذين تواجدوا في تلك البُقعة ،
ليختار ما هو الأنسب والأصلح للعباد....إلخ ، أي أن القرءان كان يُطبخ أو
يغلي على نار هادئة طيلة 23 عام ويتقلب ويتغير وغير مُستقر " والعياذُ
بالله " .
........
ولم يستقر ويثبت إلا في نهاية هذه السنوات أو بعد وفاة رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم .
...........
وأن
ذلك الكم من القرءان الذي تحدثوا عنهُ وغير موجود في هذا القرءان ، ذهب
نتيجة تلك التجارب والأبحاث ، وأن هذا القرءان الذي وصلنا هو زبدة وخُلاصة
تلك الغربلة والتمحيص وتلك التجارب ، وهذا هو نتاج قولهم وهذا هو لسان
حالهم وهو إيمانهم " والعياذُ بالله " .
.........
والذي لا دليل
عليه إلا أقوالهم وأقوال من أوجدوا لهم هذا الذي آمنوا به ، وقال فُلان
وقال علان ، وتقول الرواية وقالت " عمرة " وكُلها روايات واهنة لا تستحق
حتى أن تُقرأ أو أن يتم مُناقشتها ، وأغلبها إسرئيليات أو أسسها
المُستشرقون اليهود .
...........
وفي هذا تعدي على كلام الله ووحيه ،
وتحدي لله الذي يقول عن كُل آية من الآيات التي أنزلها إنها مُحكمه وبائنه
ومُبينة ومُفصلة ولا يأتيها الباطل والاختلاف والريب ، وأنها حق ولا عوج
فيها وواجبة الإتباع ، وأن الله تكفل بحفظ كُل ما أنزله على نبيه الأكرم .
.....................................................................................
قال سُبحانه وتعالى
.......
{حم }{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ }الدخان 2
............
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }يوسف 1
...........
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
.........
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
..........
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
...........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ....... }الأنعام92
............
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }الزخرف4
........
{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ }آل عمران58
.........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
..........
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف52
.........
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
...........
{وَمَا
كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ
فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }يونس37
...........
{....... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
...........
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }النساء174
.............
{....... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
........
{...... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
.......
{........ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }الإسراء12
.............
وهل
البرهان المُفصل والذي لا عوج فيه والذي هو من الله والنور المُبين
والمُبارك ، والذي فيه تبيان لكُل شيء ، والذي لا ريب ولا اختلاف فيه ، ولم
يفرط الله فيه من شيء يجوز القول ببطلان منهُ ولو حرف واحد ، وأن فيه عوج
والعياذُ بالله .
...........
".....أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ
مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ }البقرة85
****************************************
{مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
}ألبقرة
............
فالمولى يُعرف هذا الخير وهذه الرحمة وهذا
الفضل الظيم ، التي والذي أختص بها وبه هذا النبي وأُمته ومن سيتبعونه إلى
يوم القيامة ، بأن ناتج ما نسخه وما تم تنسيته ونسيانه من آيات السابقين "
كتابيةٍ وبيانيةٍ "
................
فاليهود ما كان بودهم أن يتزل
هذا الخير وهذه الرحمة وهذا الفضل ، لأنهم يعلمون أنه نسخ كُل كُتبهم وكُتب
السابقين ، وآياتهم وآيات أنبياءهم ورسلهم وأنبياء ورسل غيرهم .
.................
ولذلك سعوا وما قصروا وما تراخوا وما آلوا عن جُهد لكي يردوا المُسلمين كُفاراً كما كانوا ، حسداً من عند أنفسهم
................
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ
..........
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }الحج52
....................
أَوْ نُنسِهَا
..............
{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
...............
نأتي بمثلها أو خيرٍ منها
.........
{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا .......}يونس27
{........... أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ......... }الإسراء88
..............
{........ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ........}البقرة194
..............
بمثلها ، أي الشبيهه لها تماماً ، لو كان الله يتكلم عن آيةٍ قُرءانية ،
أي الآية مثل الآية تماماً في كُل حرف وكلمة وتشكيل فيها ، وما يخص ذلك من
معنى أو بيان أو حكم أو تفصيل ، مثال على ذلك .
........
" قُل هو اللهُ أحد "
مثلُها
" قُل هو اللهُ أحد "
.........
ما
الفائدة من ذلك وما الجدوى ، أن تُنسخ آية أو تُنسى ويؤتى بمثلها ، أو أن
ينسخ أو يُنسي الله آية ويأتي بمثلها ، إلا إذا ضاع الأصل ، ولا بُد من
الإتيان بالمثل ، وهل كلام الله يضيع في القُرآن والعياذُ بالله .
...........
خير منها ، أي ان هذه الآية التي نَسخت أكثر في الخيرية ، من التي نُسخت
أو أُنسيت ، وتلك خيريتها أقل في كُل شيء ، وهل في كلام الله والعياذُ
بالله ، كلام أخير وأجود من كلام في هذا القرءان .
...........
هل
هذا يُناسب كلام الله ووحيه الخاتم " القُرءآن " والقول بذلك أليس هذا هو
تعدي وجُرأة على الله وعلى كلامه ووحيه ، وبالتالي هو إيذاء لله ، وينفذ
فيه قوله تعالى : -
..........
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ
لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57
...........
ونترك لمن قال بهذه الضلالة والفرية ، والتعدي والتجرأ على كلام الله ووحيه ، ما معنى ما ورد في قوله تعالى السابق " يؤذون الله "
.................
{قُلْ
أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ
رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ }آل عمران15
..........
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26
..........
ولذلك
لا حديث للمولى عز وجل عن آيات هذا القرءان ، بل المولى يتكلم عن الآيات
أو آيةٍ كونيةٍ دلاليةٍ أو مُعجزيةٍ ، وإذا كان هُناك معنى ضمني ، فإن الله
أتي في هذا القرءان العظيم بما هو المثل بل وبما هو أخير ، مما تم نسخه أو
تم نسيانه من آيات كُتب السابقين .
*******************************************
بدايةً
يجب أن نعرف ويكون عندنا اليقين أن هذا القُرآن الكريم ، والخطاب الرباني
العظيم ، هو كلامُ الله ووحيه ، والخطاب الإلهي الخاتم والأخير للبشريه ،
تكفل الله بقُرآنه وبجمعه وبحفظه ، وإنه وصلنا عن رسول الله صلى اللهُ عليه
وسلم ، والذي تلقاهُ من جبريل عليه السلام ، مأخوذاً عن اللوح المحفوظ ،
بكامله غير منقوص أو مزيود عليه ولو حرف واحد أو سكون ، جُمع ودون كما نزل
، لم ينسى منهُ ولو سكون ، ولم يُرفع أو يُنسى أو يُسقط منهُ ولو فتحة ،
وأنه ناسخ وشامل ومُحتوي لكُل الكُتب والشرائع السابقة ، ومُهيمن عليها ،
ما نسخ منها أو أُنسي ، أتى بمثلها وعلى مثلها بل وبخير وبأخير منها ، وهو
البديلُ عنها .
............
وأن الله قيض لنبيه سهولة حفظه ، وحفظ
صحابته لهُ ، حيثُ كان يٌلقي ما يتنزل عليه إليهم أولاً بأول ويحفظونه
بتلهف وشوق ، وهيء اللهُ لهُ أمر حفظه وتدوينه وكتابته من لحظة نزوله ، ولم
يقتصر رسول الله على كاتبٍ واحد فقط ، بل كان لهُ كاتبان على الأقل ، وقد
سُمي أحدهم " كاتب النبي " وأشتُهر بذلك وهو " زيدُ إبنُ ثابت الأنصاري " ،
ومنهم أيضاً مُعاذ بن جبل ، واُبي بن كعب ، وعبدُ الله بن مسعود ،
وعبدالله إبنُ عُمر ، وعبدُالله بن سعد بن أبي السرح ، وثابت إبنُ قيس ،
وأبان إبنُ سعيد رضي اللهُ عنهم جميعاً ، بالإضافه للخُلفاء الأربعة
والذين كانوا يُجيدون الكتابة والقراءة ، ومن غير الممكن أنهم لم يكتبوا
الوحي وهُناك ما يدل على ذلك ، وقد سُموا من وُكل لهم هذا الامر : -
...........
" كتبة الوحي "
..........
ومن الذين عُرفوا بحفظهم لكامل القُرآن ، أُبيُ إبنُ كعب ، ومُعاذُ إبنُ جبل ، وزيدإبنُ ثابت ، وأبو زيد رضي اللهُ عنهم جميعاً .
...........
والوحيُ
كُتب منذُ بدايته وفي مكة وقصة إسلام عُمر بن الخطاب ، خير دليل على ذلك
وتلك الصحيفة التي وجدها مع أُخته وزوجُها ، والتي قرأ فيها ذلك القُرءآن
الذي كان سبباً في إسلامه ، وقد إنتقل رسول الله للرفيق الأعلى ، والقُرءآن
كُله مكتوب ومُرتب حسب ما يجب أن يُجمع عليه ، وعلى حرفٍ ولسانٍ واحد ، هو
حرف ولسان رسول الله ، وعلى مُختلف الأدوات التي توفرت لديهم ، ومنها
الجلود والرقاع والأكتاف وعسب النخيل ، وما شابه الورق وصلُح للكتابة عليه
، ، ورحل رسول الله والقُرءآن كُله محفوظ في صدور الرجال ، ومكتوب ومُدون
بالكامل ولكنه غير مجموع ، وجُمع في عهد الخليفه ابا بكر ، ولم تمر سنتان
حتى دون التدوين النهائي في عهد الخليفه عثمان بن عفان رضي اللهُ عنهم
جميعاً ، وعلى مان يقرأه رسول الله بحرفه ولسانه ، والذي هو حرف ولسان
قُريش ، وإلا ما هي الصُحف التي كان يتلو منها رسول الله .
قال تعالى :-
...........
{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2
............
يقول
عبدُالله بن عُمر " رضي اللهُ عنهُ ، كُنتُ أكتبُ كُل شيءٍ أسمعهُ من رسول
الله صلى اللهُ عليه وسلم ، أُريدُ حفظهُ ، فنهتني قُريش ، وقالوا أتكتبُ
كُل شيء تسمعه ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا ، قال فأمسكتُ عن
الكتابه ، فذكرتُ ذلك لرسول الله ، فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال : -
.........
" أُكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منهُ إلا حقٌّ "
.........
{فَتَعَالَى
اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن
يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
...........
{لَا
تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ }{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ } القيامة16 -18
............
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
.........
فالله من فوق سبع سموات هو الذي أوكل أمر حفظ هذا القرءان لنفسه
.......
وأن
ابا بكرٍ جمع القُرآن على حرفٍ واحد ، بعد ان انتهت الضروره للقراءة بباقي
الأحرف وضعفت ، والتي هي غير مُلزمه أو واجبه على الأُمة ، ولكن كانت
لضروره آنيه ووقتيه وللتسهل والتيسير ، وبعدها أستقامت السنة العرب واحرفهم
على الحرف الذي كان يقرأ به رسول الله وغالبية صحابته ، وهو الحرف الذي
أجتمع عليه المُسلمون في آخر حياة رسول الله واستقر عليه لسانهم وأمرهم ،
وهو الحرف واللسان الذي كان يقرأ به رسول الله ، ولم يعودوا يقرؤون بغيره
بعد ذلك ، والذي هو حرف القُرآن الذي دون به والذي هو بين أيدينا الآن .
..........
ولم يسمح الله بترك أو نسيان أو رفع أو إسقاط كما قال النُساخ ، ولو حرف واحد من هذا القُرآن
...........
{فَلَعَلَّكَ
تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن
يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ
إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
...........
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
...........
يقول
زيدُ إبنُ ثابت وهو من أشهر كُتاب الوحي " إن ابابكرٍ أرسل إليه عقب موقعة
اليمامه التي أُستشهد فيها الكثير من الحُفاظ للقُرءآن وهُم شُهداء – بئر
معونة – وقال لهُ ( تتبع القُرآن واجمعه) ويقول زيد تتبعتُ القُرآن أجمعهُ ،
فكانت الصُحف التي كُتب فيها القُرءآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ( والتي
أنتقلت لهُ من إبنته عائشه والتي أمر بتدوينها رسول الله قبل إنتقاله
للرفيق الأعلى ) ، ثُم عند عُمر في حياته ، ثُم عند حفصه بنت عُمر ، ثُم من
صدور الرجال ، حتى آخر سورة التوبه ، حتى جمعه كاملاً ، ونُسخت هذه
النُسخه بلسان قُريش والتي نزل القُرآن بها " وجمعُ عُثمان لهُ كان الجمع
على الحرف الذي أستقر عليه وهو الحرف الذي به لسان رسول الله وهو لسانُ
قُريش ، وذلك للقضاء على الإختلافات في القراءة ، وليس جمع وتدوين لهُ لأول
مره .
............
وكان القُرآن كاملاً في نُسخةٍ عند حفصه بنت
عُمر ، والتي كانت عند أبيها ، والتي جمعها أبا بكرٍ وكانت عند عائشه ،
والتي هي التي دونها كتبة الوحي بأمرٍ من رسول الله ، وكما أملاها عليه
جبريل عليه السلام .
..........
وورد قول رسول الله صلى اللهُ عليه
وسلم " أُعطيتُ مكان التوراة السبع الطوال ، وأُعطيتُ مكان الزبور المئين ،
وأُعطيتُ مكان الإنجيل المثاني ، وفصلتُ بالمُفصل "
...........
ولذلك
فإن ما أُعطي لرسول الله وصله كاملاً غير منقوص أو مزيود ، وتكفل الله لهُ
بجمعه وقُرآنه ، ووصل إلينا كاملاً ، وتكفل الله بحفظه إلى يوم القيامه ،
وعلى حرف ولسان نبيه مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وليس بأي لسان أو حرفٍ
آخر ، بعد أن أستقرت وأجتمعت السن العرب على حرفٍ واحد ، هو هذا الحرف
واللسان الذي بين أيدينا .
.............
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97
........
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58
...........
{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16
..................................
وأن
هذا القُرآن نزل بلسانٍ عربيٍ مُبين ، ولا غرائب لكلماتٍ فيه عن من أُنزل
اليهم ، وأن كُل كلمةٍ فيه كانوا يستعملونها ويعرفون معنى كُل كلمه فيه ،
وأن من قال بغير ذلك وأن فيه غرائب كلمات فقد أفترى على الله وعلى وحيه ،
وخدم أعداء هذا القُرءآن .
..........
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195
..........
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
............
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
............
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
..............
{وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ
الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُّبِينٌ }النحل103
............
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً
عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
............
{وَمِن قَبْلِهِ
كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً
عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ
}الأحقاف12
.......
ومع ذلك قالوا من لا يخافون الله بإن في هذا القُرءآن كلمات غير عربية .
............................
وأن
القول بغير ذلك هو تخبط وتعدي وتجرأ على الله ، وتخطي للخطوط الحمراء ،
وتحدي لله وتعدي على الله وجُراة على وحيه وكلامه الخاتم " كتاب الله
الكريم" لا يمكن أن يقبل به أي مُسلم ، وبالتالي هو مسبة وشتيمة لله كما
سبته النصارى عندما قالت وأطرت نبيه عيسى بقولهم إن المسيح هو الله ، كما
أن ذلك مسبه لوحيه الأمين جبريل عليه السلام ، ولنبيه ورسوله الكريم مُحمد
صلى اللهُ عليه وسلم ، ولصحابته من كتبةٍ لوحيه ولحفظته ، ولمن حرص على جمع
هذا الوحي وتدوينه التدوين النهائي ، وإذا وُجد في الكُتب التي تخص بعض من
عُلماء المُسلمين شيء من هذا القبيل ، فلا بُد لعُلماء الأُمه من دراسته
والبت فيه .
...........
والله سُبحانه وتعالى لم يبعث لنا إلا نبيه مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم وهذا القُرءآن العظيم
...........
وإن
هذا الدين العظيم لا يجوز أن نأخذه إلا من مصدره الأول وهو القُرآن العظيم
الذي تكفل اللهُ بحفظه ، والذي هو كلامُ الله ، ثُم ما نطق به وفعله وأقره
نبيُنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وأيُ أمرٍ نشك به نعرضه على كتاب الله
وعلى كلامه ، وعلى خُلق ورسالة ودين الفطره الذي جاء به نبيُنا فإن لم
يوافقه لا نقبل به ، وبغير ذلك من مصادر فنحنُ غير مُلزمين بأخذ ديننا عنها
، وأن لا نعمل كما عمل المسيحيون ، قال القديس الفُلاني أو كما هو مكتوب
وفي الكتاب وفي الكُتب ... وفُلان كتب وهو مُساق بالروح القُدس ، ونفعل
فعلهم ونقول قال العُلماء الثقات....... إلخ ، مع إحترامنا لكُل عُلماءنا
الأفاضل ولكنهم بشر مثلهم مثلنا ، وهُم غيرُ معصومين أجتهدوا وفسروا ، وقد
يكونوا أصابوا وقد يكونوا أخطأوا ، وكتبهم لم يتكفل الله بحفظها ، ولم
يعصمهم ألله من الوقوع في الخطأ ، وقد يكون دُس عليهم من المرويات الكاذبه ،
أو دُس في كتبهم ما لم يقولوا به..... إلخ .
............
وإن من
أقوى الأدله أنه لا يوجد مُسلم واحد ، منذُ نزول هذا القُرآن وحتى دوُن بين
دفتيه وكما هو الآن ، وعبر 1400 عام ونيف ، ومن مليار ونصف مُسلم الآن في
العالم ، يقرا هذا القُرءآن أو يحفظه عنده شك أن هذا القُرآن نقص منه أو
زيد عليه حرف ، وأنه كلام الله الوافي الكامل وكما هو وكما نزل على نبيه ،
ويُجل ويحترم كُل حرف بل وكُل آية فيه ، وأن كُل آية من آياته مُحكمة
ومُفصلة ومُبينة وبائنة ...إلخ ذلك ، وكما شهد له مُنزله .
...........
أما
ما قال به ذلك البائد ، ولا نُريد ان نُلوث هذا الملف باسمه النجس ، الذي
رضع حليب ولبن المُستشرقين ولعق من لُعابهم المسموم ، والذي شكك في كتاب
الله ، ومن أقواله النجسه .
...........
" إعطوني قلماً وقرطاساً لأُدون لكم اخطاء القُرآن "
...........
ما
أكثر الأقلام والورق في زمنك ايُها البائد ، ويا فاسق ، لماذا لم تدون
شيئاً ، دون ذلك في قبرك ولعل قلمك يكون الشُجاع الأقرع الذي سيأكل لسانك
الذي نطق بهذا العهر والفجور .
............
نسأل ُ الله أن
يُرشدنا للحق وللقول المُبين ، وأن لا يكون همُنا إلا الذود والذب عن هذا
الدين العظيم ، وبالذات عن هذا القرءان الكريم ، وعن أنبياء الله ورسله
وأطهاره ومُختاريه ، ونخص من أُنزل عليه هذا الكتاب ، وعن هذا الكتاب
والقُرآن العظيم الكريم ، الذي قال عنهُ مُنزله بأنه الكتاب الذي لا ريب
فيه ، وأنهُ الكتاب الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ
من حكيمٍ حميد ، وأنهُ كتابٌ أُحكمت وفُصلت آياته من لدن حكيمٍ خبير، وأنه
آياتٌ بينات ، وآياتٌ مُبينات ، وأنهُ لا مُبدل لكلماته ولا تبديل لكلماته ،
وأنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا ، وأنهُ لو أُنزل
على جبلٍ لرايته خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله.....إلخ ما وصف الله به هذا
القُرآن العظيم .
............
وقال عنهُ مُنزله بأنه نزل كاملاُ
مُكملاً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدُنيا ، في ليلةٍ مُباركه هي ليلةُ
القدر ، لا ناسخ فيه ولا منسوخ ، ولا مرفوعاً ولا منسياً أو مسقوطاً منهُ
ولو حرف...إلخ ، ونزله بعد ذلك مُنجماً على عبده على مدار 23 عاماً ، وحسب
المُقتضيات والمُناسبات والحاجات وإرادة وعلم الله ، وحيثُ قال عنهُ وهو جل
من قائل :-
..........
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }القدر1
...........
وبما
أنه لا يمكن ولا بأي حالٍ من الأحوال أن يكون هذا القُرءآن الذي بين
أيدينا وتنزل على مدى 23 عاماً ، يختلف عن هذا القُرءآن الذي أنزله الله في
تلك الليله المُباركه وهي ليلة القدر .
...............
فالذي أنزله الله في ليلة القدر يجب أن يكون هو نفسه الذي تنزل على سيدنا مُحمد
.............
فنسأل
من قال بوجود قُرآنٍ أُنسي وقُرآنٍ أُسقط وقُرآنٍ رُفع ، أو آيةٍ أكلتها
داجن ولا وجود لها في هذا القُرآن ، أين ذهب هذا القُرآن الذي يتحدثون عنهُ
والغير موجود ، هل ضاع على وجه هذه الكُرة الأرضية ، والمرفوع وغيره هل
تم إعادته إلى اللوح المحفوظ " قرءان مُسترجع مثلاً " .
...............
وهل
تضيع آيه يقام عليها حد من حدود الله لمجرد أكل داجن لها ، ولنفرض أكل أسد
أو فيل لها وليس داجن ، كيف تضيع هذه الآية اليهودية الإسرائيلية ، والله
تكفل بحفظ كُل حرف في هذا القُرءآن ، أم أن هذه الآية وما ماثلها لا وجود
لهُ إلا في عقل من أوجده .
..........
راجين من الله أن يغفر لنا
ويُسامحنا على أي هفوةٍ أو ذنبٍ ، نقترفه بهذا الموضوع أو غيره عن حُسن
نيةٍ صافيةٍ ، من خلال تنزيهنا لهذا الوحي الإلهي وهذا الكلام الرباني ،
وهذا الدين الخاتم العظيم عن أي نقيصةٍ بحقه ، أو شائبةٍ تشوبه ولو كانت
بمقدار الذره .
...........
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6
...........................................................................................
ولا
نُريد أن نتطرق لا للناسخ والمنسوخ كما فهمه من قالوا به ، ولا لمن قالوا
بالناسخ والمنسوخ ، ولمن قالوا به وأسسوه من قبل ، ولا لمن يقولون به الآن ،
ولا لمن يُدافعون عنهُ حتى الموت ، ولو لزم الأمر للشتائم وللقتال
والتقاتل والتكفير للطرف الآخر وسبه ، واتهامه بما لا يقبله الله ، ولمن
يُنزه كتاب الله عن هذا وذاك ، وقد أصبح التكفير أمراً هيناً عند بعض
مُسلمي هذا الزمان .
..........
ولن نتطرق للأنواع التي قالوا بها
للناسخ والمنسوخ ، ولا للآيات المنسوخه أو الناسخه ، إلا بعض الأمثله ،
والتي نستطيع تفنيد وتبرئة كُل آيه مما لحق بها على أنها ناسخة أو منسوخة ،
وأنها لا علاقة لها بالآية الأُخرى سواء كانت ناسخه أو منسوخة إلا التشابه
، وبحسب قولهم ، وحتى لو تطرقنا لتفنيد ما قالوا به ، فلا أتفاق حول عددها
عندهم ، هل هي 200 آيه أو أكثر أو هل هي 66 آيه كما يقول أحد الشيوخ ، أو
هي 4 آيات كما توصل وحجمها بعضهم ، ولن نتطرق لهذا الكم من الجدل الذي
يجري الآن ، بعد أن تطرق أعداء هذا الدين ونبيه الكريم ، لهذا الموضوع .
.............
حيث
لم يجدوا وعلى رأسهم قناة الحياه ، ببطرسها وبشيطانها وخنزيرها زكريا بطرس
، منفذا لهذا القُرآن العظيم ، وسكيناً مسمومه يطعنون بها هذا الدين
وبكتابه العظيم القُرآن إلا هذا المنفذ ، بوجود نسخ ، أو ناسخ ومنسوخ
لكلام الله في القُرآن ، بل لم يقفوا عند هذا الحد ، بل تمادوا وتجرأوا
أكثر من ذلك على وحي الله .
............
ولن نحتكم في هذا الموضوع
ولإثبات بُطلانه إلا لله ولكلامه ولوحيه ، لأن هذا الموضوع يخص الله نُكرر
يخص الله سُبحانه وتعالى ، ويخص وحيُهُ وكلامهُ وكتابه الخاتم والأخير
للبشريه .
............
وكلام الله واضح في هذا القُرآن الذي لا
ألغاز فيه ولا شُبهات ولا تناقض ولا أختلافات ولا خُرافات ، لا كما هي كُتب
الآخرين التي تلاعبت بها الأيدي والأهواء البشريه .
...........
وهذا الدين والمحجة البيضاء ، وهذا القُرآن العظيم ما جادله أحد إلا غُلب ، وما جادل أحدٌ هذا الدين إلا غلبه
..........
طُلب
منا تعريف النسخ أو الناسخ والمنسوخ ، فعرفناهُ بوصف من قالوا به ، بما
يخص كتاب الله القُرآن ، لأن تعاريفه الأُخرى يعرفها كُل من يبحث عنها وهي
مُتاحة ، وأوضحُها وحسب ما قالوا به هو الإزالة ، أما تعريفنا للنسخ فهو .
..............
"
بأنه طعنةٌ مسمومه في خاصرة هذا الدين وكتاب الله ، وفرية وضلالة ومسخرة
ومهزلة وتعدي وتمادي وجُرأه وتجرأ على الله وعلى كتاب الله ووحيه وكلامه
الخاتم ، وأذيةٌ لله ولرسوله ولصحابته ، وتُهمةٌ لنبيه ولمن جمع القُرءآن
ولمن دونه ولحفظة القُرءآن وأخيراً
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
المُسلمون
ومن يودون إعتناق الإسلام بل والبشرية كُلها ، يُطالبون من يؤمنون بالنسخ
وبالناسخ والمنسوخ ، بأن يُبينوا لهم على الأقل ما هو عدد الآيات المنسوخة
وما هي هذه الآيات ، حتى يعرفونها وهُم يقرؤون القرءان ؟؟؟؟؟؟
.............
حتى يعرفونها ويعملون على عدم العمل بها !!!!!
................
شاهد هذا الرابط لترى التخبط بالقول لأكثرأكثر من 500 آية لتتلاشى الفرية إلى 5 آيات
................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
...................
مع
أن رفع الحكم لا عُلاقة لهُ لا بالنسخ ، ولا بأدلتهم الباطلة سواء " ما
ننسخ من آيةٍ أو نُننسها..... " ولا " وإذا بدلنا آيةً مكان
آية.....".....، لأن الحكم المرفوع كما عُمل به ، يُعاد العمل به كما عُمل
به عند تنزله .
......................
{...... وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
...............
تابع
هؤلاء الشيوخ كيف هو التجرأ على الله ، وكيف هو الهذيان والتهريج ، كيف
يُشبهون الله وكلامه وأحكامه بكلام وأحكام البشر والطبيب ، وكيف هي الأمثلة
الواهنة الميتة التي تزيد طينتهم بلة ، والتي لا شبيه لها إلا تبريرات
المسيحيين للاهوت والناسوت وللثالوث" الشمس ونورها وما يصله النور " .
.................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
................
ما
أتانا به رسول الله هو كتاب الله وسُنته ، فأين هو الدليل على النسخ
والناسخ والمنسوخ من كتاب الله ، غير تلك الآيات التي عنى بها الله بأن
المنسوخة أو التي أُنسيت والتي مُحيت هي آيات السابقين " الآيات الكونية
الدلالية المُعجزية " ، وأين هو الدليل من كلام رسول الله ، لتطرقه لوجود
النسخ ، هل عدد أنواعه كما نوعوها ، هل عدد آياته وبينها كما عددوها
.....إلأخ
................
فيما يتعلق بالنسخ في القرآن الكريم
فليس في القرآن أي حكم منسوخ ، وأما قول بعض الفقهاء بأن هناك آيات بقيت
تلاوة ونُسخت حكما فهو قول مخالف للعقل والبرهان وحرمة القرآن الكريم
مخالفة صريحة ، إذ الاعتقاد بوجود النسخ في القرآن الكريم يؤدي إلى عدم
الثقة به وعدم الاعتماد عليه ، مع أن عظمة القرآن إنما هي في كونه صرحا
مشيدا على أسس اليقين ، والله الحفيظ بنفسه وعد وتولى حفظه.
.............
فكيف يحق لنا بعد ذلك أن نقبل في أحكامه وآياته ، رأى بعض العلماء
والفقهاء الذي لا يسانده إلا على قياساتهم المريبة والمبهمة ، فلا شك أنه
اعتقاد خاطئ مضل بيِّن التضليل ، ولا يمت إلى الإسلام بصلة.
..............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ والقول به في القرءان الكريم ، هو ضد حكمة الله وعلمه
المُسبق للغيب ، وكلامه المُحكم والذي لا يتبدل ولا تبديل لهُ ، ومن كلامه
يتبدل ويُبطل ويتغير هو الإنسان قصير النظر ، حيث يُبدل كلامه ويُغيره حسب
ما يبدو لهُ من ظروف ومُناسبات " البداء "
......................
لأن
ما نزل من كتاب الله مُفرقاً ، هو نفسه ما أُنزل في تلك الليلة المُباركة
وهي " ليلة القدر " إلى بيت العزة في السماء الدُنيا ، ومن الخطأ ربط ما
كان يتنزل من كتاب الله ، بتلك الأماكن بعينها وبأولئك البشر بعينهم ، فهذا
القرءان هو لكُل الأزمنة ولكُل الأمكنة ولكُل البشر ولكُل العوالم ، صالحٌ
ويصلُح به كُل مكان وكُل زمان ، وما مناسبة التزيل إلا لتُفيد في الفهم
والتفسير ، فما كان يتزل لا يمكن أن نُقيده بمكان وبزمان إلا لصلاحه لكُل
مكان ولكُل زمان .
.................
وهذا ما وقع به المُفسرون ومن
أوجدوا النسخ والناسخ والمنسوخ ، وكأن الحق سُبحانه وتعالى كان يُجري تجارب
وأبحاث على أولئك الناس والصحب الأخيار الأطهار بعينهم ولتلك الأمكنة
بعينها ليُحدد ما هو الأصلح والأخير للبشر " وحاشى والعياذُ بالله "
..................
قال سُبحانه وتعالى
......
{
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ }{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ
تُسْأَلُونَ }الزخرف43 -44
............
ما هو الذي أوحي إلى رسول
الله ونبيه الأكرم ، أليس كُل الرسالة التي بُعث بها ، وعلى رأسها هذا
القرءان الكريم ، كيف نوفق بين أن يتم التمسك بل الإستمساك بكامل ما
تلقاهُ من وحي من أول حرف تلقاهُ إلى آخر حرف تلقاه ، وبين النسخ والناسخ
والمنسوخ .
....................
وهل النسخ والناسخ والمنسوخ في كلام
الله يتماشى مع حكمته وصدقه وعلمه فمن هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها
بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف غير الإنسان القصير النظر.
.....
لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه ، فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله
وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول بأن كلمات الله لا
تتبدل ولا تبديل لكلماته وكلام الله كُله مُحكم ولا يمكن أن يأتيه البال أو
الاختلاف أو الشُبهة .
.............
أليس النسخ والناسخ والمنسوخ
هو الحل بنظرهم ، لمن ظن بأن من أتى برسالة وجاء بأمر وأراد تغييره ، لوجود
إعتراض أو لأي سبب ، فيوجد النسخ كحل لهذا الأمر .
............
إذا
كان القرءان هو كلام الله الأزلي وأخذ من اللوح المحفوظ ، فهل في اللوح
المحفوظ نسخ وناسخ ومنسوخ ، وهل كلام الله يُبطل أو يُلغى أو يُزال .
.............
وكيف
لقرءان يتنزل ثُم يُقرأ ويتم وعيه وقراءته ، ويتم كتابته وتدوينه ، ثُم
يذهب هذا القرءان بالكُلية ، وكأنه لم يتنزل ولم يُقرأ ولم يُكتب أو يُدون ،
وهو ما قالوا عنهُ " ما نُسخ حكمه وحرفه " من يقول بهذا أليس بمجنون أو
أنه يهودي ؟؟؟؟
..........
ويبقى السؤال كيف لمن يقرأ كتاب الله
ويُريد أن يعمل به أن يعرف ما الناسخ وما هو المنسوخ مما قرأه ، ومما سيعمل
به ، كيف يعرف أن هذه الآية التي قرأها منسوخة ، بما معناه ما هو المعيار
أو المعايير لمعرفة النسخ والناسخ والمنسوخ ؟؟؟؟؟
..................
ثُم
السؤال الأصعب للنوع الثالث من نسخهم وناسخهم ومنسوخهم " ما نُسخ لفظه
وبقي حكمه " كيف لدينٍ من الأديان أن يُطالب مُعتنقيه بكلام قالوا إنه تنزل
من عند الله ، وهو غير موجود ، كتلك التفاهات التي قالوا إنها أكلتها
الداجن ، هل يُبررون ذلك ويُحملونه للداجن وللدواجن ؟؟؟؟؟
................
بداية
لا ندري من هو المؤسس والموجد لهذه الفرية والضلالة وهذه الطعنة المسمومة ،
ولكن لنكن معذورين أن كان خطابنا موجه لما هو موجود ، مع الجهل بمن أوجد
ما هو موجود ، وإن كانت كُل مُصيبة في العالم وعانى منها البشر يقف وراءها
من أوجدوا ما لا وجود لهُ في الوجود ، ومن لغير هذا غير اليهود .
...........
ونعتذر
عن أننا لا نُخاطب من أنتقلوا لجوار ربهم وحجتهم معهم ، ولكن نُخاطب نصوص ،
والخطاب موجه لمن يؤمن بها ويُصر على صحتها ممن هُم على قيد الحياة .
................
قال
وقال ابن القيم الجوزية - رحمه الله عليه - عن سيد الخلق سيدنا مُحمد صلى
اللهُ عليه وسلم ، وما نطق به من قرءانٍ وسُنةٍ مُطهرةٍ .
...................
وأما
القول بأن هُناك حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما
ناسخاً للآخر : فهذا لا يوجد أصلاً ، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق
المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق"
.................
زاد المعاد " ( 4 / 149)
..............
ويقول
فصلوات الله وسلامه عليه مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ،
فالاختلاف والإشكال ، والاشتباه إنما هو في الأفهام ، لا فيما خرج من
بين شفتيه من الكلام ، والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى
أصدق قائل ، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم .
......................
" مفتاح دار السعادة " ( 3 / 383 (
..............
وقال الشاطبي – رحمة الله عليه
.......................
كل
مَن تحقق بأصول الشريعة ، فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض ، كما أن كل مَن
حقق مناط المسائل ، فلا يكاد يقف في متشابه ، لأن الشريعة لا تعارض فيها
البتة ، فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر ، فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ،
ولذلك لا تجد ألبتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم
الوقوف ،
لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ ، أمكن التعارض بين الأدلة عندهم .
...............................
لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ ، أمكن التعارض بين الأدلة عندهم
................
" الموافقات " ( 4 / 294 (
...........
وقد برز طوائف من العلماء يتحدون من يزعم وجود تعارض بين نصوص الوحي ، ومنهم الإمام ابن خزيمة رحمه الله حيث قال: -
" لا أعرف حديثين متضادين ، فمن كان عنده فليأتني بهما لأؤلف بينهما "
..................
" تدريب الراوي " ( 2 / 176 ) - : "
...................
ولذلك
فيجب أن يكون الشكُ لازماً وواجباً في كُل ما نُسب لعلماءنا الإجلاء وخالف
مثل هذه الأقوال لهم ، وهذه أمثلة من أقوالهم العذبة النقية كنقاوتهم ،
ومن العدل تبرئتهم مما قد يكون ليس منهم حدث بعد رحيلهم لجوار ربهم .
*************************************
قال المولى سُبحانه وتعالى
.........
{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91
..........
ولذلك
هل القرءان الذي تحدث عنهُ النسخ والناسخ والمنسوخ ، ونخص القرءان الذي
قالوا عنهُ إنهُ غير موجود في هذا القرءان ، يشمله حديث رسولنا الأكرم " من
قرأ حرفا من القرءان.......لا أقول "الم" حرف بل....."
..............
بدايةً
يجب التنويه بأن بعض ما قال به النساخ ، من رفعٍ للحكم ، أو التدرج أو
التخصيص ، أو التقييد....إلخ ذلك ، هذا ليس نسخ ولا علاقة لهُ بما أوجدوه
من ناسخٍ ومنسوخ ، هذا مع علم الله بمن هو الموجد والمؤسس لهذه الطعنة
المسمومة التي وُجهت لخاصرة هذا الدين العظيم .
............
وبلتالي
هل يُكلف الله عباده والبشرية بقرءان في غير هذا القرءان ، وهل هذا من عدل
الله أن يكون هُناك قرءان لا يعرفه عباد كلفهم بكُل ما أنزله من هذا
القرءان ، أو يُنزل قرءان يقرأه ويعوه ويعرفه الأولون ويطلعون عليه ، ثُم
لا يعلم به المُتأخرون إلا بأنه منسوخ أو مرفوع أو منسي أو مُسقط .
.......
إذاً
فما هو القرءان الذي طلب الله إتباعه بالكامل ، وقال بأنه أنزله وبأنه
مُبارك ، أي مُبارك كُل حرف فيه ، ويجب اتباع كُل حرف ورد فيه أيضاً ، هذا
الطلب وجهه الله لنبيه الأكرم ، ثُم وجهه لمن أتبعوه واتبعوا دعوته وآمنوا
بها إلى يوم القيامة .
........
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }الأحزاب2
........
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يونس109
........
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام106
.......
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الأنعام155
........
هل
القرءان الذي طلب المولى عز وجل" إتباعه " هو القرءان الذي هو كلام الله
والمسطور في اللوح المحفوظ ، والذي أُنزل في تلك الليلة المُباركة " ليلة
القدر " إلى " بيت العزة " في السماء الدُنيا ، والذي أنزله الله على نبيه
الأكرم عن طريق الملاك جبريل عليه السلام ، ونزل مُنجماً وعلى مدار 23
عاماً .
...........
أم أن القرءان الذي يتحدث عنهُ النساخ ومن أوجدوا الناسخ والمنسوخ ، هو قرءان آخر غير ذلك القرءان .
......
ولذلك
هل نتبع ما قاله الله سًبحانه وتعالى وما طلبه منا ، أم نتبع النساخ ومن
أوجدوا الناسخ والمنسوخ ، الذين يتكلمون عن ضياع على الأقل 300 صفحة ، من
هذا الوحي المُبارك الذي طلب اللهُ إتباعه
........
وهل هُناك ناسخٌ
ومنسوخ في الكُتب السماوية السابقة ، كالتوراة والإنجيل والزبور ، أو قال
أهلها ومن تنزلت عليهم بأن فيها ناسخٌ ومنسوخ ، كما قال بعض المُسلمون عن
هذا القرءان الكريم ، وهل يقبل اليهود والنصارى أو المسيحيون أن ما بين
أيديهم ينسخ بعضه بعضاً ، وهل الناسخ والمنسوخ يتوافق مع حكمة الله وعدله
وصدقه وثبات كلماته ، على الأقل في نفس الشريعة ، وهل كلام الله يُبطل أو
يُلغى أو يُزال أو يقبل التبديل .
...........
هل قالت أي أُمة صاحبة
كتاب عن كتابها ، كما قال النساخ من المُسلمين عن هذا القرءان الكريم ، أو
هل قال مؤلف كتاب عن كتابه كما قال النساخ عن القرءان الكريم .
........
في انجيل متى { 5: 17-18} يقول المسيح عليه السلام : -
.........
"
لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ.
مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ
أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ "
........
حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
.........
والكُل سيكون بمبعث سيد الخلق والآنام ، ومجيئه بهذا القرءان الكريم والسُنة النبوية الاهرة وهو الناموسُ كُله .
.......
وبالتالي
الكُل هو مبعث سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، الذي سيأتي بالكُل
والشامل والمُتمم وهو الشريعة الإسلامية وعلى رأسها القرءان الكريم ، ثُم
سُنته الشريفة الطاهرة .
.....
إذا كان المسيح عليه السلام يقول ( أن
تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطةُ واحدة من الناموس ) فكيف
يتم القبول بزوال ليس نقطةُ أو حرف ، بل أحرف وآيات وسور كثيرةُ من القرءان
الكريم ، حسب ما يقول به النساخ .
...........
وهل يُقبل أن لمجرد
إعتراض البشر يُغير الله كلامه ويُبدله ليُرضيهم ، أو يأتي وحيه على هوى من
تنزل الوحي في زمنهم ، أو قبول الناسخ والمنسوخ لتصحيح الأخطاء التي خرجت
بها التجارب مثلاً .
...........
أو هل ما تم نسخه قد يكون الشيطان ألقاه في أُمنية نبيه ، لأن ما نسخه الله هو ما يُلقيه الشيطان في أُمنية أنبياءه ورسله .
............
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }الحج52
.........
فالنسخ في تعريف الله لهُ هو الإلغاء
والمسح والإبطال والإزالة ، ولا يتم في قرءانه الكريم أو تم إلا لما القاه
الشيطان ، وتخيله اليهود وكانت آياتهم الشيطانية تلك ، التي وثقت بعنايةٍ
على أن نبينا الأكرم نطقها " والعياذُ بالله وحاشى "
......
وهل تُقبل هذه على الله وعلى كتاب الله وعلى رسول الله .
...........
وإذا
كان القرءان هو كلام الله ، الذي نزل مُنجماً طيلة 23 عام ، وهو نفسه الذي
أُنزل في تلك الليلة المُباركة ، ويجب أن يكون هو نفسه الموجود في اللوح
المحفوظ .
........
فإذا تم ناسخ ومنسوخ وبأنواعه التي أوجدها
النُساخ في هذا القرءان الكريم ، فهل هُناك ناسخ ومنسوخ فيما هو موجود في
اللوح المحفوظ " منسوخ ومرفوع ومُسقط ومنسيي وملهي عنهُ...إلخ " أي ما يجب
زواله أو إهماله أو نسيانه...
...........
وهل هُناك طريقة أو
قواعد ثابتةٌ لمعرفة الناسخ من المنسوخ ، بشكل قطعي لا يُرد القول فيه أو
يحدث حوله اختلاف أو شُبهة ، أم أن ذلك يخضع لأمزجة وفهم وتقدير من قالوا
بته وأوجدوه ، وإذا كانت السور التي قالوا بأنه لم يعتريها الناسخ والمنسوخ
هي فقط 43 سورة ومعظمها من قصار السور ، فكم يتبقى من كتاب الله غير
منسوخ .
*******************************************************************
قال سُبحانه وتعالى
........
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
...........
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99
..........
وإن
اتهام أي آيةٍ من آيات هذا القرءان الكريم ، بأنها بطل حكمها وبأنها غير
بينة وغير مُبينةٍ وغير مُفصلةٍ ، هو اتهام لوحي الله ولكلامه الخاتم بإنه
ذو عوج ، هو كذلك كُفر بها وتنكر لها ، ولا يقدم على ذلك إلا الفاسقون .
**************************************************************
في هذا الملف أكثر من 60 دليل تُبطل أن في كتاب الله ناسخ أو منسوخ
.........
قال سُبحانه وتعالى
......
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1
........
{الم }{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان1-2
........
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر2
.........
{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
..........
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
............
{إِنَّا
أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ
بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }النساء105
.........
{وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ........ }المائدة48
.........
فكُل حرفٍ أنزله الله هو حق ، حقُ نزوله وبالحق نزل ، وفيه حكمةُ ومُحكم ومهيمن على كُل ما سبقه من حروف كُتب السابقين .
.............
هذه
بعضٌ من الأدله على بُطلان هذه الفرية والضلالة ، ولدفع هذه الفرية
والطعنة المشؤومة المسمومة التي وجهها من من أوجدوها لهذا الحق ، ولكتاب
الله الحكيم ووحيه الخاتم والنهائي للبشر ، ولخاصرة هذا القُرءآن العظيم ،
هذا الكتاب الذي كُل حرفٍ فيه هو حق ، وكُل حرف فيه فيه حكمة ، وكُل آيةٍ
فيه مُحكمةٌ وفيها حكمة وحُكم مُستقل عن الحُكم في الآية الأُخرى ، والكتاب
الذي ليس لهُ أو فيه عوج أو تناقضاً أو اختلافا أو تناقضاً ، وبائنةٌ
ومُبينةٌ جميعُ آياته .
.........
هذه الطعنة التي عجز أن يقول بها
ألد أعداء الإسلام وأشدهم حقداً وكُرهاً له ، فقُدمت لهم هذه السكين
مغموسةً بدم من لوثوها ، هديةً لهم ليلوحوا بها في وجه كُل من يُدافع عن
هذا الدين العظيم وقُرءآنه الكريم الذي طلب الله إتباعه بالكامل أي إتباع
كُل حرفٍ ورد فيه . وعدم إنكار أو التنكر لأي حرف فيه .
................................
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
..............
{وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }الأنبياء50
................
والقول بالنسخ والناسخ والمنسوخ هو إنكار وتكر لما قيل بأنه منسوخ
عمر المناصير 22 رمضان 1430 هجريه
............................................
بعض من الأدله على بُطلان الناسخ والمنسوخ
........
وأن
هذا القول وهذه الوصمة التي وُصم بها كتابُ الله الخاتم ووحيه الأخير
للبشر ، لا يقبل بها مؤلف من البشر ألف كتاباً بذل فيه من الجُهد والتعب
ليكون شبه مُتقن ، لياتي شخص ويصف كلامه في كتابه بأنه مُتناقض ونسخ وأبطل
وأزال المعنى في مواقع مُعينه ، لمواقع أُخرى من كتابه ، هذا ناهيك عن
المنسي والمرفوع والمٌسقط من كتابه....إلخ .
**********************************
وأن
أدنى ما قال به من قالوا بالناسخ والمنسوخ ، هو أن الآية أو الآيات
المنسوخة أُبطل وأُزيل العمل بها ، واصبح الحكم الموجود فيها لاغياً
ومُبطلا ، لوجود تناقض وتضارب واختلاف مع آيات أُخرى ، كآية سيفهم التي
قالوا إنها أبطلت وألغت الأحكام في 124 آيهً هي رحمة وسماحة الإسلام وسمو
دعوته وإنسانيتها ، وأن هذه الآيات أصبحت للقراءه فقط ، وانتهى العمل بها .
..........
هذا
عدا عن لسان حالهم الذي يقول بأن الله كان يُجري تجارب وأبحاث واختبارات
على ذلك القرءان ، في تلك البقعة المُحددة من الأرض ( مكة المُكرمة
والمدينة المُنورة ) وعلى أولئك الناس الذين تواجدوا في تلك البُقعة ،
ليختار ما هو الأنسب والأصلح للعباد....إلخ ، أي أن القرءان كان يُطبخ أو
يغلي على نار هادئة طيلة 23 عام ويتقلب ويتغير وغير مُستقر " والعياذُ
بالله " .
........
ولم يستقر ويثبت إلا في نهاية هذه السنوات أو بعد وفاة رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم .
...........
وأن
ذلك الكم من القرءان الذي تحدثوا عنهُ وغير موجود في هذا القرءان ، ذهب
نتيجة تلك التجارب والأبحاث ، وأن هذا القرءان الذي وصلنا هو زبدة وخُلاصة
تلك الغربلة والتمحيص وتلك التجارب ، وهذا هو نتاج قولهم وهذا هو لسان
حالهم وهو إيمانهم " والعياذُ بالله " .
.........
والذي لا دليل
عليه إلا أقوالهم وأقوال من أوجدوا لهم هذا الذي آمنوا به ، وقال فُلان
وقال علان ، وتقول الرواية وقالت " عمرة " وكُلها روايات واهنة لا تستحق
حتى أن تُقرأ أو أن يتم مُناقشتها ، وأغلبها إسرئيليات أو أسسها
المُستشرقون اليهود .
...........
وفي هذا تعدي على كلام الله ووحيه ،
وتحدي لله الذي يقول عن كُل آية من الآيات التي أنزلها إنها مُحكمه وبائنه
ومُبينة ومُفصلة ولا يأتيها الباطل والاختلاف والريب ، وأنها حق ولا عوج
فيها وواجبة الإتباع ، وأن الله تكفل بحفظ كُل ما أنزله على نبيه الأكرم .
.....................................................................................
قال سُبحانه وتعالى
.......
{حم }{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ }الدخان 2
............
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }يوسف 1
...........
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
.........
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
..........
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
...........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ....... }الأنعام92
............
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }الزخرف4
........
{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ }آل عمران58
.........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
..........
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف52
.........
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
...........
{وَمَا
كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ
فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }يونس37
...........
{....... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
...........
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
..........
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }النساء174
.............
{....... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
........
{...... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
.......
{........ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }الإسراء12
.............
وهل
البرهان المُفصل والذي لا عوج فيه والذي هو من الله والنور المُبين
والمُبارك ، والذي فيه تبيان لكُل شيء ، والذي لا ريب ولا اختلاف فيه ، ولم
يفرط الله فيه من شيء يجوز القول ببطلان منهُ ولو حرف واحد ، وأن فيه عوج
والعياذُ بالله .
...........
".....أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ
مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ }البقرة85
****************************************
{مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
}ألبقرة
............
فالمولى يُعرف هذا الخير وهذه الرحمة وهذا
الفضل الظيم ، التي والذي أختص بها وبه هذا النبي وأُمته ومن سيتبعونه إلى
يوم القيامة ، بأن ناتج ما نسخه وما تم تنسيته ونسيانه من آيات السابقين "
كتابيةٍ وبيانيةٍ "
................
فاليهود ما كان بودهم أن يتزل
هذا الخير وهذه الرحمة وهذا الفضل ، لأنهم يعلمون أنه نسخ كُل كُتبهم وكُتب
السابقين ، وآياتهم وآيات أنبياءهم ورسلهم وأنبياء ورسل غيرهم .
.................
ولذلك سعوا وما قصروا وما تراخوا وما آلوا عن جُهد لكي يردوا المُسلمين كُفاراً كما كانوا ، حسداً من عند أنفسهم
................
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ
..........
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }الحج52
....................
أَوْ نُنسِهَا
..............
{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
...............
نأتي بمثلها أو خيرٍ منها
.........
{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا .......}يونس27
{........... أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ......... }الإسراء88
..............
{........ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ........}البقرة194
..............
بمثلها ، أي الشبيهه لها تماماً ، لو كان الله يتكلم عن آيةٍ قُرءانية ،
أي الآية مثل الآية تماماً في كُل حرف وكلمة وتشكيل فيها ، وما يخص ذلك من
معنى أو بيان أو حكم أو تفصيل ، مثال على ذلك .
........
" قُل هو اللهُ أحد "
مثلُها
" قُل هو اللهُ أحد "
.........
ما
الفائدة من ذلك وما الجدوى ، أن تُنسخ آية أو تُنسى ويؤتى بمثلها ، أو أن
ينسخ أو يُنسي الله آية ويأتي بمثلها ، إلا إذا ضاع الأصل ، ولا بُد من
الإتيان بالمثل ، وهل كلام الله يضيع في القُرآن والعياذُ بالله .
...........
خير منها ، أي ان هذه الآية التي نَسخت أكثر في الخيرية ، من التي نُسخت
أو أُنسيت ، وتلك خيريتها أقل في كُل شيء ، وهل في كلام الله والعياذُ
بالله ، كلام أخير وأجود من كلام في هذا القرءان .
...........
هل
هذا يُناسب كلام الله ووحيه الخاتم " القُرءآن " والقول بذلك أليس هذا هو
تعدي وجُرأة على الله وعلى كلامه ووحيه ، وبالتالي هو إيذاء لله ، وينفذ
فيه قوله تعالى : -
..........
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ
لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57
...........
ونترك لمن قال بهذه الضلالة والفرية ، والتعدي والتجرأ على كلام الله ووحيه ، ما معنى ما ورد في قوله تعالى السابق " يؤذون الله "
.................
{قُلْ
أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ
رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ }آل عمران15
..........
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26
..........
ولذلك
لا حديث للمولى عز وجل عن آيات هذا القرءان ، بل المولى يتكلم عن الآيات
أو آيةٍ كونيةٍ دلاليةٍ أو مُعجزيةٍ ، وإذا كان هُناك معنى ضمني ، فإن الله
أتي في هذا القرءان العظيم بما هو المثل بل وبما هو أخير ، مما تم نسخه أو
تم نسيانه من آيات كُتب السابقين .
*******************************************
بدايةً
يجب أن نعرف ويكون عندنا اليقين أن هذا القُرآن الكريم ، والخطاب الرباني
العظيم ، هو كلامُ الله ووحيه ، والخطاب الإلهي الخاتم والأخير للبشريه ،
تكفل الله بقُرآنه وبجمعه وبحفظه ، وإنه وصلنا عن رسول الله صلى اللهُ عليه
وسلم ، والذي تلقاهُ من جبريل عليه السلام ، مأخوذاً عن اللوح المحفوظ ،
بكامله غير منقوص أو مزيود عليه ولو حرف واحد أو سكون ، جُمع ودون كما نزل
، لم ينسى منهُ ولو سكون ، ولم يُرفع أو يُنسى أو يُسقط منهُ ولو فتحة ،
وأنه ناسخ وشامل ومُحتوي لكُل الكُتب والشرائع السابقة ، ومُهيمن عليها ،
ما نسخ منها أو أُنسي ، أتى بمثلها وعلى مثلها بل وبخير وبأخير منها ، وهو
البديلُ عنها .
............
وأن الله قيض لنبيه سهولة حفظه ، وحفظ
صحابته لهُ ، حيثُ كان يٌلقي ما يتنزل عليه إليهم أولاً بأول ويحفظونه
بتلهف وشوق ، وهيء اللهُ لهُ أمر حفظه وتدوينه وكتابته من لحظة نزوله ، ولم
يقتصر رسول الله على كاتبٍ واحد فقط ، بل كان لهُ كاتبان على الأقل ، وقد
سُمي أحدهم " كاتب النبي " وأشتُهر بذلك وهو " زيدُ إبنُ ثابت الأنصاري " ،
ومنهم أيضاً مُعاذ بن جبل ، واُبي بن كعب ، وعبدُ الله بن مسعود ،
وعبدالله إبنُ عُمر ، وعبدُالله بن سعد بن أبي السرح ، وثابت إبنُ قيس ،
وأبان إبنُ سعيد رضي اللهُ عنهم جميعاً ، بالإضافه للخُلفاء الأربعة
والذين كانوا يُجيدون الكتابة والقراءة ، ومن غير الممكن أنهم لم يكتبوا
الوحي وهُناك ما يدل على ذلك ، وقد سُموا من وُكل لهم هذا الامر : -
...........
" كتبة الوحي "
..........
ومن الذين عُرفوا بحفظهم لكامل القُرآن ، أُبيُ إبنُ كعب ، ومُعاذُ إبنُ جبل ، وزيدإبنُ ثابت ، وأبو زيد رضي اللهُ عنهم جميعاً .
...........
والوحيُ
كُتب منذُ بدايته وفي مكة وقصة إسلام عُمر بن الخطاب ، خير دليل على ذلك
وتلك الصحيفة التي وجدها مع أُخته وزوجُها ، والتي قرأ فيها ذلك القُرءآن
الذي كان سبباً في إسلامه ، وقد إنتقل رسول الله للرفيق الأعلى ، والقُرءآن
كُله مكتوب ومُرتب حسب ما يجب أن يُجمع عليه ، وعلى حرفٍ ولسانٍ واحد ، هو
حرف ولسان رسول الله ، وعلى مُختلف الأدوات التي توفرت لديهم ، ومنها
الجلود والرقاع والأكتاف وعسب النخيل ، وما شابه الورق وصلُح للكتابة عليه
، ، ورحل رسول الله والقُرءآن كُله محفوظ في صدور الرجال ، ومكتوب ومُدون
بالكامل ولكنه غير مجموع ، وجُمع في عهد الخليفه ابا بكر ، ولم تمر سنتان
حتى دون التدوين النهائي في عهد الخليفه عثمان بن عفان رضي اللهُ عنهم
جميعاً ، وعلى مان يقرأه رسول الله بحرفه ولسانه ، والذي هو حرف ولسان
قُريش ، وإلا ما هي الصُحف التي كان يتلو منها رسول الله .
قال تعالى :-
...........
{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2
............
يقول
عبدُالله بن عُمر " رضي اللهُ عنهُ ، كُنتُ أكتبُ كُل شيءٍ أسمعهُ من رسول
الله صلى اللهُ عليه وسلم ، أُريدُ حفظهُ ، فنهتني قُريش ، وقالوا أتكتبُ
كُل شيء تسمعه ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا ، قال فأمسكتُ عن
الكتابه ، فذكرتُ ذلك لرسول الله ، فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال : -
.........
" أُكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منهُ إلا حقٌّ "
.........
{فَتَعَالَى
اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن
يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
...........
{لَا
تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ }{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ } القيامة16 -18
............
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
.........
فالله من فوق سبع سموات هو الذي أوكل أمر حفظ هذا القرءان لنفسه
.......
وأن
ابا بكرٍ جمع القُرآن على حرفٍ واحد ، بعد ان انتهت الضروره للقراءة بباقي
الأحرف وضعفت ، والتي هي غير مُلزمه أو واجبه على الأُمة ، ولكن كانت
لضروره آنيه ووقتيه وللتسهل والتيسير ، وبعدها أستقامت السنة العرب واحرفهم
على الحرف الذي كان يقرأ به رسول الله وغالبية صحابته ، وهو الحرف الذي
أجتمع عليه المُسلمون في آخر حياة رسول الله واستقر عليه لسانهم وأمرهم ،
وهو الحرف واللسان الذي كان يقرأ به رسول الله ، ولم يعودوا يقرؤون بغيره
بعد ذلك ، والذي هو حرف القُرآن الذي دون به والذي هو بين أيدينا الآن .
..........
ولم يسمح الله بترك أو نسيان أو رفع أو إسقاط كما قال النُساخ ، ولو حرف واحد من هذا القُرآن
...........
{فَلَعَلَّكَ
تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن
يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ
إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
...........
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
...........
يقول
زيدُ إبنُ ثابت وهو من أشهر كُتاب الوحي " إن ابابكرٍ أرسل إليه عقب موقعة
اليمامه التي أُستشهد فيها الكثير من الحُفاظ للقُرءآن وهُم شُهداء – بئر
معونة – وقال لهُ ( تتبع القُرآن واجمعه) ويقول زيد تتبعتُ القُرآن أجمعهُ ،
فكانت الصُحف التي كُتب فيها القُرءآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ( والتي
أنتقلت لهُ من إبنته عائشه والتي أمر بتدوينها رسول الله قبل إنتقاله
للرفيق الأعلى ) ، ثُم عند عُمر في حياته ، ثُم عند حفصه بنت عُمر ، ثُم من
صدور الرجال ، حتى آخر سورة التوبه ، حتى جمعه كاملاً ، ونُسخت هذه
النُسخه بلسان قُريش والتي نزل القُرآن بها " وجمعُ عُثمان لهُ كان الجمع
على الحرف الذي أستقر عليه وهو الحرف الذي به لسان رسول الله وهو لسانُ
قُريش ، وذلك للقضاء على الإختلافات في القراءة ، وليس جمع وتدوين لهُ لأول
مره .
............
وكان القُرآن كاملاً في نُسخةٍ عند حفصه بنت
عُمر ، والتي كانت عند أبيها ، والتي جمعها أبا بكرٍ وكانت عند عائشه ،
والتي هي التي دونها كتبة الوحي بأمرٍ من رسول الله ، وكما أملاها عليه
جبريل عليه السلام .
..........
وورد قول رسول الله صلى اللهُ عليه
وسلم " أُعطيتُ مكان التوراة السبع الطوال ، وأُعطيتُ مكان الزبور المئين ،
وأُعطيتُ مكان الإنجيل المثاني ، وفصلتُ بالمُفصل "
...........
ولذلك
فإن ما أُعطي لرسول الله وصله كاملاً غير منقوص أو مزيود ، وتكفل الله لهُ
بجمعه وقُرآنه ، ووصل إلينا كاملاً ، وتكفل الله بحفظه إلى يوم القيامه ،
وعلى حرف ولسان نبيه مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وليس بأي لسان أو حرفٍ
آخر ، بعد أن أستقرت وأجتمعت السن العرب على حرفٍ واحد ، هو هذا الحرف
واللسان الذي بين أيدينا .
.............
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97
........
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58
...........
{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16
..................................
وأن
هذا القُرآن نزل بلسانٍ عربيٍ مُبين ، ولا غرائب لكلماتٍ فيه عن من أُنزل
اليهم ، وأن كُل كلمةٍ فيه كانوا يستعملونها ويعرفون معنى كُل كلمه فيه ،
وأن من قال بغير ذلك وأن فيه غرائب كلمات فقد أفترى على الله وعلى وحيه ،
وخدم أعداء هذا القُرءآن .
..........
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195
..........
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
............
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
............
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
..............
{وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ
الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُّبِينٌ }النحل103
............
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً
عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
............
{وَمِن قَبْلِهِ
كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً
عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ
}الأحقاف12
.......
ومع ذلك قالوا من لا يخافون الله بإن في هذا القُرءآن كلمات غير عربية .
............................
وأن
القول بغير ذلك هو تخبط وتعدي وتجرأ على الله ، وتخطي للخطوط الحمراء ،
وتحدي لله وتعدي على الله وجُراة على وحيه وكلامه الخاتم " كتاب الله
الكريم" لا يمكن أن يقبل به أي مُسلم ، وبالتالي هو مسبة وشتيمة لله كما
سبته النصارى عندما قالت وأطرت نبيه عيسى بقولهم إن المسيح هو الله ، كما
أن ذلك مسبه لوحيه الأمين جبريل عليه السلام ، ولنبيه ورسوله الكريم مُحمد
صلى اللهُ عليه وسلم ، ولصحابته من كتبةٍ لوحيه ولحفظته ، ولمن حرص على جمع
هذا الوحي وتدوينه التدوين النهائي ، وإذا وُجد في الكُتب التي تخص بعض من
عُلماء المُسلمين شيء من هذا القبيل ، فلا بُد لعُلماء الأُمه من دراسته
والبت فيه .
...........
والله سُبحانه وتعالى لم يبعث لنا إلا نبيه مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم وهذا القُرءآن العظيم
...........
وإن
هذا الدين العظيم لا يجوز أن نأخذه إلا من مصدره الأول وهو القُرآن العظيم
الذي تكفل اللهُ بحفظه ، والذي هو كلامُ الله ، ثُم ما نطق به وفعله وأقره
نبيُنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وأيُ أمرٍ نشك به نعرضه على كتاب الله
وعلى كلامه ، وعلى خُلق ورسالة ودين الفطره الذي جاء به نبيُنا فإن لم
يوافقه لا نقبل به ، وبغير ذلك من مصادر فنحنُ غير مُلزمين بأخذ ديننا عنها
، وأن لا نعمل كما عمل المسيحيون ، قال القديس الفُلاني أو كما هو مكتوب
وفي الكتاب وفي الكُتب ... وفُلان كتب وهو مُساق بالروح القُدس ، ونفعل
فعلهم ونقول قال العُلماء الثقات....... إلخ ، مع إحترامنا لكُل عُلماءنا
الأفاضل ولكنهم بشر مثلهم مثلنا ، وهُم غيرُ معصومين أجتهدوا وفسروا ، وقد
يكونوا أصابوا وقد يكونوا أخطأوا ، وكتبهم لم يتكفل الله بحفظها ، ولم
يعصمهم ألله من الوقوع في الخطأ ، وقد يكون دُس عليهم من المرويات الكاذبه ،
أو دُس في كتبهم ما لم يقولوا به..... إلخ .
............
وإن من
أقوى الأدله أنه لا يوجد مُسلم واحد ، منذُ نزول هذا القُرآن وحتى دوُن بين
دفتيه وكما هو الآن ، وعبر 1400 عام ونيف ، ومن مليار ونصف مُسلم الآن في
العالم ، يقرا هذا القُرءآن أو يحفظه عنده شك أن هذا القُرآن نقص منه أو
زيد عليه حرف ، وأنه كلام الله الوافي الكامل وكما هو وكما نزل على نبيه ،
ويُجل ويحترم كُل حرف بل وكُل آية فيه ، وأن كُل آية من آياته مُحكمة
ومُفصلة ومُبينة وبائنة ...إلخ ذلك ، وكما شهد له مُنزله .
...........
أما
ما قال به ذلك البائد ، ولا نُريد ان نُلوث هذا الملف باسمه النجس ، الذي
رضع حليب ولبن المُستشرقين ولعق من لُعابهم المسموم ، والذي شكك في كتاب
الله ، ومن أقواله النجسه .
...........
" إعطوني قلماً وقرطاساً لأُدون لكم اخطاء القُرآن "
...........
ما
أكثر الأقلام والورق في زمنك ايُها البائد ، ويا فاسق ، لماذا لم تدون
شيئاً ، دون ذلك في قبرك ولعل قلمك يكون الشُجاع الأقرع الذي سيأكل لسانك
الذي نطق بهذا العهر والفجور .
............
نسأل ُ الله أن
يُرشدنا للحق وللقول المُبين ، وأن لا يكون همُنا إلا الذود والذب عن هذا
الدين العظيم ، وبالذات عن هذا القرءان الكريم ، وعن أنبياء الله ورسله
وأطهاره ومُختاريه ، ونخص من أُنزل عليه هذا الكتاب ، وعن هذا الكتاب
والقُرآن العظيم الكريم ، الذي قال عنهُ مُنزله بأنه الكتاب الذي لا ريب
فيه ، وأنهُ الكتاب الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ
من حكيمٍ حميد ، وأنهُ كتابٌ أُحكمت وفُصلت آياته من لدن حكيمٍ خبير، وأنه
آياتٌ بينات ، وآياتٌ مُبينات ، وأنهُ لا مُبدل لكلماته ولا تبديل لكلماته ،
وأنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا ، وأنهُ لو أُنزل
على جبلٍ لرايته خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله.....إلخ ما وصف الله به هذا
القُرآن العظيم .
............
وقال عنهُ مُنزله بأنه نزل كاملاُ
مُكملاً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدُنيا ، في ليلةٍ مُباركه هي ليلةُ
القدر ، لا ناسخ فيه ولا منسوخ ، ولا مرفوعاً ولا منسياً أو مسقوطاً منهُ
ولو حرف...إلخ ، ونزله بعد ذلك مُنجماً على عبده على مدار 23 عاماً ، وحسب
المُقتضيات والمُناسبات والحاجات وإرادة وعلم الله ، وحيثُ قال عنهُ وهو جل
من قائل :-
..........
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }القدر1
...........
وبما
أنه لا يمكن ولا بأي حالٍ من الأحوال أن يكون هذا القُرءآن الذي بين
أيدينا وتنزل على مدى 23 عاماً ، يختلف عن هذا القُرءآن الذي أنزله الله في
تلك الليله المُباركه وهي ليلة القدر .
...............
فالذي أنزله الله في ليلة القدر يجب أن يكون هو نفسه الذي تنزل على سيدنا مُحمد
.............
فنسأل
من قال بوجود قُرآنٍ أُنسي وقُرآنٍ أُسقط وقُرآنٍ رُفع ، أو آيةٍ أكلتها
داجن ولا وجود لها في هذا القُرآن ، أين ذهب هذا القُرآن الذي يتحدثون عنهُ
والغير موجود ، هل ضاع على وجه هذه الكُرة الأرضية ، والمرفوع وغيره هل
تم إعادته إلى اللوح المحفوظ " قرءان مُسترجع مثلاً " .
...............
وهل
تضيع آيه يقام عليها حد من حدود الله لمجرد أكل داجن لها ، ولنفرض أكل أسد
أو فيل لها وليس داجن ، كيف تضيع هذه الآية اليهودية الإسرائيلية ، والله
تكفل بحفظ كُل حرف في هذا القُرءآن ، أم أن هذه الآية وما ماثلها لا وجود
لهُ إلا في عقل من أوجده .
..........
راجين من الله أن يغفر لنا
ويُسامحنا على أي هفوةٍ أو ذنبٍ ، نقترفه بهذا الموضوع أو غيره عن حُسن
نيةٍ صافيةٍ ، من خلال تنزيهنا لهذا الوحي الإلهي وهذا الكلام الرباني ،
وهذا الدين الخاتم العظيم عن أي نقيصةٍ بحقه ، أو شائبةٍ تشوبه ولو كانت
بمقدار الذره .
...........
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6
...........................................................................................
ولا
نُريد أن نتطرق لا للناسخ والمنسوخ كما فهمه من قالوا به ، ولا لمن قالوا
بالناسخ والمنسوخ ، ولمن قالوا به وأسسوه من قبل ، ولا لمن يقولون به الآن ،
ولا لمن يُدافعون عنهُ حتى الموت ، ولو لزم الأمر للشتائم وللقتال
والتقاتل والتكفير للطرف الآخر وسبه ، واتهامه بما لا يقبله الله ، ولمن
يُنزه كتاب الله عن هذا وذاك ، وقد أصبح التكفير أمراً هيناً عند بعض
مُسلمي هذا الزمان .
..........
ولن نتطرق للأنواع التي قالوا بها
للناسخ والمنسوخ ، ولا للآيات المنسوخه أو الناسخه ، إلا بعض الأمثله ،
والتي نستطيع تفنيد وتبرئة كُل آيه مما لحق بها على أنها ناسخة أو منسوخة ،
وأنها لا علاقة لها بالآية الأُخرى سواء كانت ناسخه أو منسوخة إلا التشابه
، وبحسب قولهم ، وحتى لو تطرقنا لتفنيد ما قالوا به ، فلا أتفاق حول عددها
عندهم ، هل هي 200 آيه أو أكثر أو هل هي 66 آيه كما يقول أحد الشيوخ ، أو
هي 4 آيات كما توصل وحجمها بعضهم ، ولن نتطرق لهذا الكم من الجدل الذي
يجري الآن ، بعد أن تطرق أعداء هذا الدين ونبيه الكريم ، لهذا الموضوع .
.............
حيث
لم يجدوا وعلى رأسهم قناة الحياه ، ببطرسها وبشيطانها وخنزيرها زكريا بطرس
، منفذا لهذا القُرآن العظيم ، وسكيناً مسمومه يطعنون بها هذا الدين
وبكتابه العظيم القُرآن إلا هذا المنفذ ، بوجود نسخ ، أو ناسخ ومنسوخ
لكلام الله في القُرآن ، بل لم يقفوا عند هذا الحد ، بل تمادوا وتجرأوا
أكثر من ذلك على وحي الله .
............
ولن نحتكم في هذا الموضوع
ولإثبات بُطلانه إلا لله ولكلامه ولوحيه ، لأن هذا الموضوع يخص الله نُكرر
يخص الله سُبحانه وتعالى ، ويخص وحيُهُ وكلامهُ وكتابه الخاتم والأخير
للبشريه .
............
وكلام الله واضح في هذا القُرآن الذي لا
ألغاز فيه ولا شُبهات ولا تناقض ولا أختلافات ولا خُرافات ، لا كما هي كُتب
الآخرين التي تلاعبت بها الأيدي والأهواء البشريه .
...........
وهذا الدين والمحجة البيضاء ، وهذا القُرآن العظيم ما جادله أحد إلا غُلب ، وما جادل أحدٌ هذا الدين إلا غلبه
..........
طُلب
منا تعريف النسخ أو الناسخ والمنسوخ ، فعرفناهُ بوصف من قالوا به ، بما
يخص كتاب الله القُرآن ، لأن تعاريفه الأُخرى يعرفها كُل من يبحث عنها وهي
مُتاحة ، وأوضحُها وحسب ما قالوا به هو الإزالة ، أما تعريفنا للنسخ فهو .
..............
"
بأنه طعنةٌ مسمومه في خاصرة هذا الدين وكتاب الله ، وفرية وضلالة ومسخرة
ومهزلة وتعدي وتمادي وجُرأه وتجرأ على الله وعلى كتاب الله ووحيه وكلامه
الخاتم ، وأذيةٌ لله ولرسوله ولصحابته ، وتُهمةٌ لنبيه ولمن جمع القُرءآن
ولمن دونه ولحفظة القُرءآن وأخيراً