أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
آيات قال النساخ إنها منسوخةٌ
........
الجُزء – 2 –
.....
فإن
النسخ والناسخ والمنسوخ ، والذي لا يمكن إلا أن يكون اليهود هُم من أسسوه ،
وجروا من جروا لإتباعهم ، فالنسخ هو من أوجد ذلك الفكر المُتطرف ، وأصحاب
الروح القتالية ، وذلك الفكر التكفيري التفجيري العدواني ، الذي أسس على
الكراهية والعنف وعدم قبول الآخر ، فأقله إيمانهم " بآية السيف " التي بها
دمروا وقتلوا كُل التسامح وكُل الرحمة وكُل المودة وكُل المحبة وكُل ما دار
حول ذلك في هذا الدين العظيم ، ليوجدوا من الإسلام دين قتل وذبح ويؤسس على
الكراهية والحقد على الآخرين وقتلهم .
..........
حتى لم يسلم أخاهم
المُسلم من ذلك الفكر الذي يرفض الآخر ويُقصيه ، ويصفه بأوصاف أقلها بأنه
جاهل وبأنه رويبضة ، وبأنه يهرف بما لا يعرف وبأنه جارفُ سيل وحاطبُ ليل ،
وحتى ربما يصل الأمر لتكفير أخاهُ المُسلم ، وربما قتله وتفجير نفسه لقتل
أنفس حرم الله قتلها بإسم الجهاد وبإسم الشهادة في سبيل الله ، حتى أنه
يقتلهم لو كانوا يُؤدون الصلاة في المساجد....إلخ
............
وتلك
الآية المظلومة التي سموها من عند انفسهم " آية السيف " فند ما ورد بشأنها "
فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي " أطال اللهُ في عمره ، في كتابه " فقه
الجهاد " كُل الآيات ال 124 آيةٍ التي قتلوها وأخمدوا أحكامها وأبطلوها ،
بتلك الآية التي لا شأن لها بتلك الآيات لا من قريبٍ ولا من بعيد ، إلا
أنها تتحدث عن فئةٍ مُحددة مُعاهدةٍ نقضت العهد وخانته .
...........
تنويه :- كتاب " عتاد الجهاد " هو للشيخ الذي نسأل الله أن يجعله من أهل الفردوس الأعلى " أحمد ديدات " طيب اللهُ ثراه .
**************************************************
ولذلك
لن نضرب الكثير من الأمثلة ، ولن نتطرق لما فنده فضيلة الشيخ ، بل سنكتفي
بقدرٍ مُعين من الأمثلة في هذا الملف بالإضافة لما ورد في الملف الذي سبقه ،
لأن من تقدم للقاضي بما يزيد عن 300 شهادة حول قضيةٍ مُعينةٍ ، وتبين
للقاضي خطأه وعدم صوابه في على الأقل 294 شهادة ، ستُرد شهادته وقضيته
وتسقط ، ولا تُقبل لهُ لا قضية ولا شهادة ، هذا فيما يخص النوع الأول من
النسخ والناسخ والمنسوخ ، فكيف هو السقوط للنوعين الآخرين اللذين أعتمدا
على الروايات المشبوهة والمدسوسات والإسرائيليات ، فلا قبول لما أُستدل به ،
لأن هذا القرءان لم يوثق أو وصلنا أو تكفل الله بحفظه ، عن طريق روايات
وتكهنات وتخيلات وتوهمات ، وعن وعن ، وعن حدثنا وحدثنا وقال فُلان وقالت
فُلانة .
**********************************************
قال الله سُبحانه وتعالى
.......
............
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1
..........
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }الواقعة78
.............
{ ...........فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17
...............
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
.........................
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
..............
فَنَسِيتَهَا
..........
فإن
القول بالنسخ ومن أوجد الناسخ والمنسوخ ، أتهم الكثير من كتاب الله الحكيم
المكنون بأنه تم نسيانه أو تنسيته ، وبالذات إتهامهم لرسول الله بذلك ،
بطلبه اللهو عن قرءان ، وتنسية سورة من القرءان ، وأن المنسوخ هو فيه مرية
وشك ، معاندين قول الله السابق في سورة طه وهود
*********************************************
قال سُبحانه وتعالى
...........
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30
.....................
هَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُوراً
..............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ ، هو الطلب بهجرُ الكثير من الأحكام التي وردت في كثيرٍ
من الآيات بل في الكثير من السور القرءآنية التي تحدثوا عن عدم وجودها في
كتاب الله ، وهجر أحكامها ، بعدم تطبيقها والعمل بها ، هذا لمن طبق الحكم
بالشريعة الإسلامية ، والمهجورة الآن في كُل البلاد العربية والإسلامية ،
سائلين الله أن يُقيض لهذه الأمة من يُطبق شرعها وشريعتها ، ويُطبق أحكام
الله في عباده
............
والنسخ يتهم بتعمدُ نسيان آيات الله وهجر
أحكامها ، بعدم تطبيقها والعمل بها ، هذا لمن طبق الحكم بالشريعة
الإسلامية ، والمهجورة الآن في كُل البلاد العربية والإسلاميهة ، سائلين
الله أن يُقيض لهذه الأمة من يُطبق شرعها وشريعتها ، ويُطبق أحكام الله في
عباده.
...............
علماً بأن لا شيء من النسخ أو الناسخ
والمنسوخ طُبق في الخلافة الإسلامية ، ويبقى السؤال متى وُلد النسخ والناسخ
والمنسوخ ومن هُم من أسسوا لهُ وأوجدوه ، مع إصرارنا على تبرئة عُلماءنا
الأفاضل من أعطوا وما بخلوا ، ومن رحلوا لجوار ربهم ، وعلمهم وحُجتهم معهم ،
ولا مجال لإدانة أيٍ منهم ما دام هو غير موجود .
***************************************
قال المولى عز وجل
......
{ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
.........
بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ
............
{وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31
.........
{تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }البقرة252
...........
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
..............
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
.................
إذا
كان المولى عز وجل يقول عن آيات هذا القرءان بأنها كُلها حق ، وأن الكتاب
الذي تنزل كُله حق ، كيف يتم إبطال الكثير من الآيات بل والقول بإبطال سور
بأكملها .
..............
والنسخ والناسخ والمنسوخ هو تبديل وتعطيل
وإبطال للأحكام في آيات الله المُحكمة الحقة ، التي أنزلها على عبده ، وهل
الحق الذي يُنزله الله ، وهل القرءان الذي فُصلت آياته ، يُبدل أو يُنسخ أو
يُنسى أو يُرفع أو يُسقط أو يُلهى عنهُ ، والقول بأن هذا الحكم هو بديل
لذلك الحكم المُبطل ، وأن الله أنزل آيات بدل أو بديل عن آيات أُخرى ، فهل
هُناك ناسخ ومنسوخ في تلك الآيات التي في اللوح المحفوظ ، لأن التي تنزلت
هي عن الأصل الموجود في اللوح المحفوظ ، وهي نفسها التي تنزلت في تلك
الليلة المُباركة " ليلة القدر " والذي هو كلام الله الأزلي ، فهل في كلام
الله الأزلي ناسخ ومنسوخ ، وهل كلماته تتبدل أو تتغير أو تتناقض .
*******************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا
يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ }يونس15
......................
ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ
.........
كيف
تجرأوا بالقول أن هُناك قُرءان في غير هذا القرءان ، كيف تجرأوا وتطاولوا
على كلام الله ووحيه بالقول ، إنه تم تبديل آيات فيه بآيات أخرى .
***************************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى
فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
..............
{......أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ
ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة 85
...............
{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ
بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ
لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ
نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
...............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ هو إيمان ببعض القرءان والكُفر والتنكر لبعض القرءان لما
قالوا إنه منسوخ ، والإعراض عنهُ ، سواء لما جعلوه بأنه قرءان فقط للتلاوة
وبأنه باطل الأحكام ومُعطلةٌ أحكامه وملغية ، أو لما قالوا بأنه قرءان في
غير هذا القرءان ، ومحتواه اتهام لرسول الله بترك الكثير مما أوحاه الله
لهُ ، والترك للوحي هو كُفرٌ وجحودٌ به .
...............
والناسخ والمنسوخ هو الطلب بترك الكثير من الأحكام التي أنزلها الله ، والتي هي من وحي الله .
*****************************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
..............
نسأل
النساخ ومن يؤمنون بالناسخ والمنسوخ ، أي قرءانٍ هذا الذي تحدث عنهُ المولى
عز وجل ، بأنه لو تنزل على جبلٍ لرأيناه خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله ،
هل هو هذا القرءان الذي بين أيدينا الآن والذي وعد الله بتكفله بحفظه ،
والذي هو نفسه كلام الله الذي أُخذه جبريل عليه السلام من اللوح المحفوظ ،
ونزل به مُفرقاً أو مُنجماً على مدى 23 عام .
.............
أم أنه هو القرءان الذي تحدث عنهُ النساخ " المنسوخ والمنسي والمُسقط والمرفوع والملهي عنهُ ........إلخ "
............
وهل
القرءان المنسوخ والمنسي والمُسقط والمرفوع وما تبقى مما هو قرءان غير
موجود في هذا القرءان ، كما وثق النساخ ومن قالوا بالناسخ والمنسوخ ومن
يؤمنون به .
...........
هل هذا القرءان الغير موجود ، والذي يصل لما
يُقارب من 300 صفحة وكذلك المنسوخ ، هل لو أُنزل على جبلٍ لرأيته خاشعاً
مُتصدعاً من خشية الله ، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يُنسخ وكيف يُنسى وكيف
ما تبقى لا يكون موجود في هذا القرءان وأين هو؟؟؟؟؟؟؟
**********************************
{.... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ .......}البقرة85
.................
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ ........}البقرة174
.................
أليس
الحديث عن قرءان منسوخ وقرءان منسي وقرءان مُسقط وقرءان مرفوع ، علم به
الأولون ولم يعلمه المُتأخروه هو كتمان لما أنزله الله ، أم انه قرءان لم
يُنزله الله " ، وهو طلب لعدم الإيمان به لعدم وجوده .
........
"
ولذلك فالقول بوجوج النسخ في هذا القرءان وبما عددوه وتفننوا فيه هو هُراءٌ
وغُثاء يبعث على الغثيان والتقيؤ من سوء وشدة القول به أو مُناقشته أو
ذكره "
...............
فهل يجوز لنا أن نُطبق على البشر قرءان غير موجود في هذا القرءان ، كآية الرجم الشيطانية اليهودية الإسرائيلية .
........
{ذَلِكَ
بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ
اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }البقرة176
...................
أليس الناسخ والمنسوخ أوجد الإختلاف وأوجد الشقاق في هذا الحق الذي أنزله الله
........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ .........}الأنعام92
..............
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ........}الأنعام155
.............
فأين
ورد قول لله سُبحانه وتعالى بأن لا نتبع شيء من هذا القرءان الذي أنزله ،
وأين ورد قول لرسولنا الأكرم بهذا الخصوص ، وهل ما قال به النُساخ غير
مُبارك .
..............
{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }الأعراف2
..................
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
.................
هل
ما قال به النُساخ فيه حرج ، أو فيه عوج ، ولذلك كيف نوفق بين قول من قال
بالناسخ والمنسوخ وبين أقوال الله هذه ، صاحب الكلام وصاحب الوحي ومُنزل
هذا البيان الخالد .
.......
وهذه أمثلة من أعداد كبيرةٍ من الآيات
القرءانية ، التي تطوي النسخ وتلفه وترميه بوجه من أوجدوه ومن أسسوه من
اليهود ، ومن آمنوا به وأصروا على ذلك وجعلوه من علوم الدين أو أصول الدين ،
وأجمعوا الأمة عليه وهي لا علم لها به ، وتركوا قول الله وقول رسول الله .
..............
ولا قول لهم إلا قال العُلماء وقال جمهور العُلماء ، وقال أهل العلم ،
وهكذا ورد ، وفي الصحيحين ، وقال الزركشي وقال قتاده وقال الضحاك وقال
الجوزي..وقال...وقال...وقال فُلان وقال علان....وقال وقالت عمرة.. واتبعوا
روايات ساقطة وإسرائيليات ومدسوسات تم دسها وتوثيقها في فترة ، غابت العيون
الأمينة وأتمن الخائن والخونة ، فوثقوا ما وثقوه ، وأخذه البعض من هذا
الجيل على أنه حقائق لا بُد من قبولها وتصديقها والإيمان بها ، حتى لو كانت
ساطعة كالشمس في مُخالفتها وفي طعنها في كتاب الله وفي رسول الله وفي
رسالته ونبوته وبهذا الدين العظيم .....
.............................
وهذا ما حدث مع المسيحيون وما أوجده لهم اليهود ، مما قالوا لهم إن ذلك
كتبه قديسوا الله وهُم مُساقون بالروح القُدس ، والحقيقة أن غالبيته كتبه
كتبة اليهود الذين لا يخافون الله وهُم مُساقون بروح الشيطان فيقولون : -
......
" في الكتاب ، يقول الكتاب ، مكتوب في الكتاب ، هكذا في الكتاب " وما تم
إيجاده للشيعة " تقول الرواية وتقول الروايات...وعن أبي عبد الله ، وفي بحر
الأنوار ، وفي الكافي......"
............
وربما كُل ما ألصق بأهل
العلم وبجمهور العُلماء وبالعُلماء لا علم لا للعُلماء به ولا علم لجمهور
العُلماء به ، فمن السهل إيجاد الرواية ومن السهل وضع السند لها ، ومن
السهل دس كلمات أو جُمل أو حتى حروف .
..........
فاليهود إنتزعوا من
قرار مجلس الأمن (242 ) حرفين فقط وهُما أل التعريف ، فكان القرار من نصه "
الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية التي أُحتلت عام 1967 م " فجعله اليهود
بعد نزع حرفين فقط " الإنسحاب من أراضي فلسطينية " الأول الإنسحاب من كامل
الأراضي ، والثاني ربما ينسحبون من دونم من الأرض ، أو قرية أو بلدةٍ
فلسطينيةٍ ، ويكون أنهم أنسحبوا من أراضي فلسطينية ، وطبقوا القرار ، هؤلاء
هُم اليهود وهكذا هو التحريف وهكذا هي المدسوسات والإسرائيليات ، والتي
على الأغلب يظهر فيها الغباء اللغوي لم يؤلفها .
*******************************************************
ويبقى
السؤال هل من عدل الله أن يُطالب البشرية بعد رحيل نبيه الأكرم ، بقرءان
في غير هذا القرءان ، كالآية الإسرائيلية اليهودية التي أوجدها لهم اليهود ،
وآمنوا بها وصدقوها وسموها " آية الرجم " وكذلك آيات الرضعات المكذوبات .
...........
الآية
أُم " الشيخة " وأُم " البتة " وأُم " اللذة "هل يوجد في اللغة العربية
كلمة " شيخة " أم أن المؤلف هو يهودي أو مُستشرق حاقد ، فلا فرق عنده بين
أُسته وبين فمه ، وبالتالي هي أُم الشخايخ الإسرائيلية النتنة العفنة ،
وخسئت وخسئ من ألفها من اليهود على أن قرءاننا العظيم يحتويها ، وكذبت كُل
الروايات التي وُثقت لتأكيدها ، وتنزه كُل من أُلصقت بهم على أنهم ذكروها
ونخص فاروقنا ذلك القديس الطاهر.
............
وإذا قامت خلافةٌ
إسلامية ، ولنترك هل يتم التطبيق لما يقٌارب 300 آيةٍ منسوخةٍ أم أنها
تُطبق ما دون ال 6 آيات ، لنترك هذه ، هل تُطبق هذه الخلافة أن هُناك "
آيةٌ للسيف " لم يقُل بها لا الله ولا رسوله ، بل أوجدها النُساخ من عند
أنفسهم وهي من إختراعاتهم ومن إبتكاراتهم وفنونهم النسخية ، وقتلوا بها 124
آيةٍ من كتاب الله على هواهم ومُبتغاهم ومُبتغى روحهم الهجومية القتالية
العنفوية ، هي آيات الرحمة والتسامح والمودة والمُجادلة بالتي
أحسن......ألخ ، لتكون هذه الخلافة دولة عنف وقتل وذبح ودولة كراهيةٍ ولا
رحمة عندها للآخرين ، وتؤسس على الكراهية للآخرين ونبذهم بل وذبحهم ، حتى
ذبح الأسرى والأطفال.....كما هُم بنو إسرائيل ، وكما هو إله ورب الجنود في
الكتاب المُكدس...إله بني إسرائيل الذي يأمر بذبح النساء والشيوخ والأطفال
وحتى البهائم وكُل نفس وكُل ما يتنفس..... .
*****************************************************************
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم يتمارون في القرءآن فقال : إنما هلك من
كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق
بعضه بعضا , ولا يكذب بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه
فكلوه إلى عالمه}
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
أليس
قول رسول الله هذا ينسف النسخ والناسخ والمنسوخ من جذوره ، وهو أن نضرب
كتاب الله بعضه ببعض ، والإصرار على الفهم والتفسير الكامل لهُ ، ونتجادل
حوله ، ولا نراه يُصدق بعضه البعض ، وأن نرى فيه ما يُكذب بعضه البعض "
الإلغاء والإبطال والإزالة "
ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا
..........
والنسخ
هو ضرب لكلام الله بعضه ببعض موجداً كم هائل من الجدل حتى بين من أوجدوه
وقالوا به ، على الأقل حول عدم إتفاقهم على عدد آياتهم التي نسخوها ، فكم
واحدٍ منهم أبطل ما قال به من سبقه ، وهو إصرار على الفهم والتفسير والعلم
بكُل آيات الله .
.............................
فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
فقد
أصر النساخ على العلم والفهم والتفسير الكامل ، لكُل الآيات التي تحدثوا
عنها سواء كانت ناسخةً أو منسوخةً ، ولم يتركوا لغيرهم فهماً أو تفسيراً ،
وأوقف البعض هذا القرءان الذي لا تنقضي عجائبه إلى قيام الساعة ، والذي هو
لكُل البشرية ، الى الفهم والتفسير بفهم وتفسير سلف الأُمة ( فهم القرءان
والسُنة بفهم سلف الأُمة.....تجميد للدين عند تلك المرحلة وذلك الفهم...) ،
أي ما دون القرن الثالث الهجري أو الرابع ، وجهلوا أبناء الأمة لما بعد
ذلك ، وما عليهم إلا التلقي فقط ، ولسان حالهم يقضي على أن القرءان أنقضت
عجائبه وفُهم كُل ما فيه... .
*****************************************
وروى أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية : فقال : -
....
" أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ؟ وأين أذهب ؟ وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله به ؟ "
...........
ما هو موقف النساخ ومن قالوا بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، أو من أوجد الناسخ والمنسوخ ، بقولهم في كتاب الله بغير ما أراد الله .
********************************************
وقال
الصادق المصدوق صلى اللهُ عليه وسلم ، والذي لا ينطقُ عن الهوى ، والذي
وعد اللهُ أن يضع كلامه في فمه " والرواية عن الصحابي الجليل علي بن أبي
طالب رضي الله عنهُ " .
...............
" ستكونُ فتنٌ "
قُلتُ فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : -
........
"
كتابُ الله فيهِ نبأُ ما قبلكم ، وخبرُ ما بعدكم ، وحكمُ ما بينكم ، وهو
الفصلُ وليس بالهزل ، من تركهُ من جبارٍ قصمه الله ، ومن إبتغى الهُدى في
غيرهِ أضلهُ الله ، وهو حبلُ الله المتين ، ونورهُ المُبين ، وهو الذكرُ
الحكيم ، وهو السراطُ المُستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس
به الألسنة ، ولا تتشعب معهُ الآراء ، ولا يشبع منهُ العُلماء ، ولا يملهُ
الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الترداد ، ولا تنقضي عجائبهُ ، من علمَ
عِلمهُ سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أُجر ، ومن دعا
إليهِ هُدي إلى صراطٍ مُستقيم " .
...........
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تتشعب معهُ الآراء
...........
والنسخ
والناسخ والمنسوخ ، زاغت به الأهواء ، وتشعبت به الآراء على الأقل حول
عدد الآيات الناسخة والمنسوخة ، التي لم يتفقوا عليها منذُ قالوا بها ولحد
الآن ، فمنهم من أكثرها وزادها عن 300 آيةٍ ، والإمام المرحوم جلال الدين
السيوطي أكدها على 20 آية ، والشيخ محمد حسان قال بأنها فقط 66 آية ، حتى
أوصلوها أخيراً إلى 6 آيات فقط ، ولذلم من هو الذي على صواب منهم .
*************************************************************
مثال رقم ( 16 )
..................
قال سُبحانه وتعالى
.......
{
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
...............
وَبِالْوَالِدَيْنِ
..........
قالوا نسختها هذه الآية
......
{
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ
لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113
.....................
لِلْمُشْرِكِينَ
................
والله
إن شر البلية ما يُضحك ، سنبقى نُكرر ما عُلاقة ما عُلاقة ، ما عُلاقة
الآية الأُولى بالثانيه ، وكُل آيه منهما تتحدث عن أمر وموضوع مُختلف (
آيةٌ تتحدث عن البر بالوالدين ، وآيةٌ تتحدث عن المُشركين ) وكُل آيةٍ
حكمها مُختلف عن الحكم في الآية الأُخرى ، في الآية الأُولى يوصي الله
بالإحسان للوالدين ، وخاصة عند كبرهما ، حتى مجرد التأفف غير مسموح بحقهما ،
حتى لو كانوا مُشركين وكُفار ، وهذه من رحمات وتسامح هذا الدين العظيم
وعظمته .
.....................
مهزلة وقمة المهزلة ، أمر من الله
بالإحسان إلى الوالدين مهما كان دينهما وعقيدتهما ، وإحسان القول لهما وعدم
التأفف منهما ، وربط ذلك بعبادته ، والدعوة من الله بأن يرحمهما كما
ربياهُ صغيرا ، هذا دين الرحمة ، وهذا ما بُعث بت من بُعث رحمةً للعالمين .
.............
وَقَضَى رَبُّكَ
........
حتى
ما يقضيه الله عندهم إستعداد لإلغاءه وإبطاله ، شيء طبيعي عندهم التعدي
والتجرأ على وحي الله لأنهم تجرأوا قبلها وأبطلوا وألغوا وصايا من الله .
.............
وصايا
الله وما يقضيه المسيحيون الذين ظُلموا بعد أن حرف اليهود دينهم ومسخوه ،
يُقدسون وصايا الله وما يقضيه ويعتبرونها خطوط حمراء ، أما النُساخ فكسر
الوصايا وكسر ما يقضيه الله أمر هين عندهم ، فمن ضل الطريق شيء طبيعي أن
يتخبط وتختلط عليه الأمور .
.........
والآية الثانية تتحدث عن موضوع
آخر يتعلق بالمُشركين الذين أصروا على شركهم وكُفرهم ومنهم من مات على ذلك
، والآية التي قبلها تتحدث عن الوالدين بالذات ، فما هذا الخلط ، هل يُسوى
الوالدين بالآخرين .
ما عُلاقة الاستغفار للمُشركين ، الذين وضح
أمرهم بأنهم أصروا على ما هم عليه ، والذي نهايته أنهم من أصحاب الجحيم ،
بمُعاملة الوالدين بالرفق وبالإحسان ، وتنفيذ وصية الله هذه ، وأمر قضى به
وقضاه الله من فوق سبع سموات ، والتي لم يُميز الله بهذا الأمر وهذا القضاء
بين الوالدين سواء كانوا مؤمنين أو مُشركين أو كُفار .
...............
بما
معناه هل قول الله سُبحانه وتعالى بأنه ما كان لسيدنا مُحمد ومن معه من
المُسلمين ، أن يستغفروا للمُشركين حتى لو كانوا أقرباءهم وذوي قُربى معهم ،
بعدما أصروا على الكُفر والشرك ووضح بأنهم من أهل النار ، والحديث هُنا
يغلب عليه أن الكلام عن من هُم أحياء وعلموا برسالة رسول الله وبما جاء به
ولم يتبعوه ، وماتوا على ما هُم عليه من الكُفر والشرك كعمه ، أما من ماتوا
فأمرهم إلى الله ولا يعلم على ما ماتوا عليه إلا ربهم ، لأن الجزيرة
العربية كانت فيها من يوحدون الله ، فهُناك الحنفية والنصرانية والصابئة .
..........
وهذه
نرد بها على من كفروا والدي رسول الله ، الذي لا يمكن أن يولد من صُلب
كُفار ، والذي أخبر بأن الله نقله من أصلاب طاهرة ومن أرحامٍ طاهرة إلى أن
وُلد من صُلبٍ ورحمٍ طاهرين .
.....................
لكننا نعلم
أصحاب النوايا السوداء ما الذي قصدوه ، وأنهم أستهدفوا والدي رسول الله
الطاهرين زوراً وبُهتاناً ، وهذه نرد بها على من كفروا والدي رسول الله ،
وأنهما من أهل الشرك والكُفر ولا يجوز أن يستغفر لهما رسول الله مُتبعين
تلك الإسرائيليات التي هدفها تدمير رسول الله وهدم وتدمير نسبه وصلبه ،
الذي لا يمكن أن يولد من صُلب كُفار ، والذي أخبر بأن الله نقله من أصلاب
طاهرة ومن أرحامٍ طاهرة إلى أن وُلد من صُلبٍ ورحمٍ طاهرين .
....................
قال عليه الصلاة و السلام: -
"
انا أنفسكم نسبا و صهرا و حسبا . لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة
إلى الأرحام الطاهرة مصطفى مهذبا . لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما فأنا
خيركم نفسا وخيركم أبا " .
.........
انا أنفسكم نسبا و صهرا و حسبا .
.........
من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة
.......
وخيركم أبا
..................
كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري
.........
" بعثت من خير قرون بنى آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه "
.....................
ما
عُلاقة الوالدين والإحسان لهما ، بالإستغفار للمُشركين ، خلط لقضايا واضحة
يخجل أن يخلط بها الأطفال ، وأقوال لا يقول بها الأطفال في المدارس
الإبتدائية .
*****************************************
مثال رقم ( 17 )
............
{
وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ
لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم
لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
}الأنعام121
.........
قالوا نسختها هذه الآية
........
{
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة5
..........
إذا
الآية الأولى منسوخة حسب ما أراد النساخ ، فعلينا إلغاء أمر الله بالتسمية
وأن نأكل مما لم يُذكر أسم الله عليه ، وندخل في دائرة الفسق ، هذا هو
فحوى قولهم وفحوى ما يُريدونه ، المولى عز وجل يطلب ويأمر بعدم الأكل مما
لم يُذكر إسم الله عليه عند الذبح ، والمقصود هُنا الأكل من الذبائح ،
وبرأيهم أن هذه الآية منسوخة الحكم وحكمها مُبطل ومُلغى ، وعكس ذلك هو
الأكل من الذبائح التي لم يُذكر عليها إسم ُ الله.... ما هذا....يا أيُها
النساخ تُبطلون أوامر الله وتُلغونها ..........
وبالتالي ما علاقة
الحكم الوارد في الآية الأولى وهو أمر من الله ويجب أن لا يُخالف وأن لا
يُعصى ، وأن لا نأكل من الذبائح إلا ما ذُكر أسم الله عليها ، والأمر
مُتعلق بما يُذبح ويجب التسمية عليه .
..........
بينما الحكم في
الآية الثانية أن الله أحل لهذه الأمة الطيبات من الطعام ، والطيباتُ فقط
وليس الخبائث ، والطيبات التي من ضمنها لحوم الذبائح التي ذُكر ويجب أن
يُذكر أسم الله عليها عند ذبحها .
............
ما علاقة الآية
الثانية بالأولى حتى تنسخها ، وهل أوامر الله ونواهيه تُنسخ وتُلغى وتُبطل ،
وهل من الجائز اتهام الله بأنه يأمر بأمر ثُم يتراجع عنهُ ويأمر بأم آخر
مُغاير لهُ ، هذا هو قولهم وهذا لسان حالهم من القول .
................
وطعام
أهل الكتاب حلال للمُسلمين ما عدا ذبائحهم لأنهم لا يذكرون إسم الله عليها
، أما طعامهم من الذبائح التي ذُكر إسمُ الله عليها وذُبحت الذبح الحلال ،
فلا مُشكلة بمشاركتهم طعامهم هذا .
*****************************************
مثال رقم ( 18 )
..........
{
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ
شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ
فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج 78
........
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } الحج39
.............
آيتان من كتاب الله كُل آية تحمل حُكم مُختلف ، لا علاقة بالحكم الثاني إلا أنه جُزء من الحكم الأول .
...........
هل
معنى أو ما يريده النساخ أن لا نُجاهد في الله حق جهاده ، وبالتالي إلغاء
كافة أنواع المجاهدة في الله حق جهاده ، سواء جهاد إقامة الدين وإقامة دولة
الإسلام ودولة الخلافة ، وإقامة ملكوت الله ومشيئته على الأرض ،
والمُجاهدة والأخذ بما أمر الله به ، والتقيد بما نهى عنهُ ، أو مُجاهدة
الكُفار والمُشركين ، أو مُجاهدة النفس....إلخ أنواع الجهاد ، هل نُلغي ذلك
لأن هذه الآية منسوخة وملغية سواء الجهاد في سبيل الله أو الجهاد للنفس
والجهاد بالمال......الخ .
..............
والآية الثانية تتحدث عن
أن الذين يُقاتلون من المُسلمين بأنهم ظُلموا ووقع عليهم هذا الجور والظُلم
ممن يُقاتلونهم من الكُفار ومن المُشركين ومن غيرهم ، وأن الله أعطاهم
الإذن منذُ هذه اللحظة بأن عليهم المقاتلة ودفع هذا الظُلم والأذى عن
أنفسهم وعن دينهم ، وأن الله تكفل بأنه سينصرهم على هؤلاء الذين ظلموهم
واعتدوا عليهم
.................. .
ما عُلاقة إذن الله وسماحه
للذين ظُلموا من المُسلمين من قبل الكُفار والمُشركين ، وهُم في حالة قتال
ودفاع عن أنفسهم بأنهم ظُلموا من قبل أعداءهم ، وأن عليهم القتال والدفاع
عن أنفسهم ، وأن الله سينصرهم ، ما علاقة ما تتحدث عنهُ هذه الآية ، بطلب
الله بالجهاد حق المُجاهدة ، وبُمختلف أنواع الجهاد والمٌجاهدة لنيل رضي
الله وتجنب عصيانه وإغضابه .
******************************************************
مثال رقم ( 19 )
..........
"ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه": نسخ معناها بقوله (تعالى): "سنقرئك فلا تنسى".
......................
{فَتَعَالَى
اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن
يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
...........
قالوا إنها منسوخة بهذه الآيات
.........
{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }
.....................
{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }{إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } {وَنُيَسِّرُكَ ليسرى }الأعلى 6-8
.............
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
................
يظن
من ظن ظن السوء ، بأن الله أقرأ نبيه القرءان ونسي سيدنا مُحمد صلى اللهُ
عليه وسلم شيء من هذا القرءان ، وكأن الله قد أنزل هذا القرءان لكي يُنسى ،
اتهام لله سيء هل كانت هُناك عبثية فيما يخص تنزل هذا القرءان العظيم
..........
الآية
الثانية تتحدث بأن الله سُبحانه وتعالى سيُقرئ نبيه هذا القرءان ، وإنه لن
ينسى منهُ خلال تنزله وتلقيه لهُ إلا ما يشاءه الله ، أو لن ينسى شيء منهُ
إلا بمشيئة وإرادة من الله ، نسياناً مؤقتاً وذلك تيسيراً عليه ورحمةً به ،
لأن ما هو مطلوب منهُ عبئ كبير ، ولا يقتصر على حفظه لهذا القرءان فقط ،
وما سينساهُ سيكون مُدون ومكتوب فيما كتبه ودونه كتبة الوحي ، وما سينساه
هو يكون حفظة الوحي يحفظونه ، وما سينساه سيكون الله مُتكفل به الله
وبتذكيره به عن طريق الوحي جبريل عليه السلام ، الذي يُعيده عليه كُل عام ،
وفي العام الذي لقي فيه وجه ربه وأنتقل للرفيق الأعلى عارضه به مرتين .
..............
والآية
الأُولى يأمر الله نبيه بأن لا يتعجل في القرءان قبل أن ينتهي الوحي جبريل
عليه السلام من تكملته لهُ ، نهي عن أن لا يتعجل رسول الله القرءان سواء
بقراءته أو التعجل بحفظه ، ورفع صوته به ، أو الإستعجال بطلبه ، لأن هُناك
فترة قضاها الله حتى يتم الإنتهاء من تنزل هذا الوحي ، وأن يعلم بما حفظته
سواء جهرت أو أسسرت به .
..........
نواياهم العاطلة الباطلة السيئة
تُشير بأن هذا القرءان الذي طلب الله من رسوله أن لا يتعجل بقراءته وطلبه
قبل أن ينتهي الله ويُقضى وحيه ، بأن رسول الله سينسى منهُ الكثير ، تمشياً
مع فهمهم وتفسيرهم السيء للآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها...." فتخبطوا
ذلك التخبط لإيجاد قرءان منسوخ فاختلطت عليهم الأمور ووقعوا في مُتشابه
القرءان ، ولكنهم وقعوا في مطب الفهم والتفسير السيء ، وهو " نُنسها " فكان
لا بُد لهم من إيجاد آيات أو قرءان يُنسى ، فوجدوا هذه الآية وعلى رأي
إخواننا المصريين " فربما قالوا ضاعت ولقيناها أهيه " -- سَنُقْرِؤُكَ
فَلَا تَنسَى-- إذاً رسول الله كان الله يُنزل عليه القرءان فينساه.....إلخ
هذه النوايا العاطلة الباطلة الفاسدة .
.........
وكُل هذا النسيان الذي يتم بمشيئة من الله وعلم منهُ هو للتيسير عليك " وَنُيَسِّرُكَ ليسرى "
........
فكُل آية تتحدث عن حكم مُختلف عن الآخر ، كيف تنسخ الآية الثانية الآية الأولى
........
وروى أبو داود وابن خزيمة وابن أبي عاصم وغيرهم عَنْ الْمُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ الْمَالِكِيِّ
.......
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى
وَرُبَّمَا قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَّا
أَذْكَرْتَنِيهَا قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا
نُسِخَتْ "
...........
...........
سُليمان ابو النسخ من أين جئت هُنا ومن أنتدبك لتقول هذا القول ، تراها من أنت حتى تراها
.......
وهذا حديث حسن حسنه النووي في الخلاصة والألباني في صحيح أبي داود .
............
فعن عبد الرحمن بن أبزي قال :
.............
"
صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فترك آية و في القوم أبي ابن كعب فقال :
يا رسول الله نسيت آية كذا و كذا أو نسخت قال : نسيتها "
....
رواه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي في الكبرى بسند صحيح صححه الشيخ الألباني
...........
فشيء
طبيعي أن ينسى رسول الله شيء من القرءان مثله مثل غيره ، وشيء طبيعي أن
يثذكره بت أحد صحابته ، ولكن ما الذي أتى بسليمان هُنا ومن هو سُليمان ،
الذي يرى أنها نُسخت ، في الرواية الأولى .
..........
بينما الرواية الثانية ، كيف تم حشوه هُنا وحشو جملته المسمومة هذه " أو نُسخت " بينما رسول الله قال نسيتها وهو أمر طبيعي .
******************************************
مثال رقم ( 20 )
........................................
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ
لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
}{سَوَاء عَلَيْهِمْ استغفرت لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ }سورة المنافقون 5-6
.........
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً
فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ
وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة 80
........................................
ما
علاقة الآية الثانية أن تنسخ الآية الأولى وهُما آيتان تُكملان وتؤكدان
بعضهما البعض ، والآية الثانية تؤكد الآية الأولى ، وكلام الله يتحدث عن
الفاسقين المُنافقين ، كيف يغفر الله لمن هو مُنافق وكافر وفاسق ويلوي رأسه
ويصد عن سبيل الله ويأخذه الكبر ، وحتى لو أستغفر لهم رسول الله ولو
أستغفر لهم 70 مرة لن يغفر اللهُ لهم ، لأنهم قومٌ فاسقون ويُخفون كفرهم
بالله ورسوله ، ويُظهرون غير ما يُبطنون .
................
وكلام
الله يتحدث عن المُنافقين من الكُفار ، كيف يغفر الله لمن هو مُنافق ويلوي
رأسه مُتكبراً ومُتعاليا ويصد عن سبيل الله ويأخذه الكبر ، ولا يقبل الذهاب
لرسول الله .
..........
ونُكرر بأن سوء النية هُنا مُبيت أيضاً نحو
رسول الله ، بأن مهما استغفر ولو أستغفر 70 مرة ، ودائماً يقصدون والدي
رسول الله ، هُم اليهود لعنهم الله وغضب عليهم قتلة الأنبياء والرُسل ،
أصحاب الصفحات السود ، الذين لم يُسجل لهم التاريخ صفحةً واحدةً بيضاء ، ما
سلم من شرهم نبي أو رسول إبتعثه الله ، مُخربي الأديان ومُشوهوا العقائد .
............
ولكن ما يؤسف لهُ من أخذ ما أوجدوه على أنه من ديننا وجعله عقيدته ومُعتقده .
******************************************************
مثال رقم ( 21 )
.......
{ فأينما تولوا فثم وجه الله } منسوخة على رأي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بقوله تعالى { فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام .
..........
وجملة " على رأي ابن عباس " جملةٌ يدور حولها مئة سؤال وسؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟
..........
قال سُبحانه وتعالى
........
{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115
.........
قالوا نسختها هذه الآية
.......
{قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا
كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ
الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ
بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }البقرة144
...........
ونوجه رسالة
هُنا للمُجسددة وللمُشبههة من أخذوا عن المسيحيين وتأثروا بهم وبتلك
التفاسير التقليدية التي أخذت عن الإسرائيليات " نخلق الإنسان على صورتنا
وشبهنا " " وخلق الله الإنسان على صورته وشبهه" والعياذُ بالله من هكذا
أقوال ، نقول لمن قالوا لله يد ولكن ليس كمثله شيء، ولله عين ولكن ليس
كمثله شيء .
..........
نسألهم هل لله وجوه تملأ أركان الكون وأينما
توجهنا نجد لله وجه ، ايُها المُشبهة المُجسدة " نعوذُ بالله من أقوالكم
وتشبيهاتكم وإثباتكم..."
..............
والمولى تواضع وتنازل من
علياءه وجبروته ، واستعمل كلمات من واقع هذا الإنسان الضعيف الذي خلقه ،
ولكنه أكرمه ليفهمه الله ما يرمي إليه ، فعنما يقول الله يد الله فوق
أيديهم ، هذا لا يُعني أن لله يد والعياذُ بالله ، ولكن هذا هو القرءان
العظيم وهذه كناياته وهذه تعابيره وهذا إعجازه ، وهي كناية على أن عناية
الله وترعاهم وقوته تُحيط بهم....إلخ
..........
آيةٌ تتحدث عن أن
الله موجود ويقبل الدُعاء ، أينما توجه الإنسان بالدُعاء ، وأن لله المشرقُ
والمغرب ، وأينما توجه الإنسان بالدُعاء والطلب من الله ، فالله موجود
ويقبل دعاء أينما ولى وجهه أثناء الدُعاء والطلب من الله ، والآية لا تتحدث
عن الصلاة أو عن قبلة والتوجه لها بالتحديد ، ومن أراد الصلاة ولم يستطع
تحديد القبلة والتوجه لها ، سواء للقبلة الأولى أو للقبلة الجديدة ، وصلى
لأي جهةٍ فصلاته مقبولةٌ ، فالله خالق المكان وخالق الزمان ، وموجود في كُل
مكان وزمان ويملأ المكان والزمان ، ولا يحده لا المكان ولا الزمان .
.........
بينما
الآية الثانية تُحدد القبلة الجديدة التي أمر الله نبيه ورسوله وأُمته
بالتوجه إليها أثناء الصلاة ، والتي كان رسوله يبحث عنها ، عوضاً عن القبلة
السابقة والتي كانوا يتوجهون فيها للبيت المقدس ، وكان رسول الله غير راضٍ
عنها بما أفصحت عنهُ هذه الآية الكريمة .
.........
والآية الأولى شاملةٌ للآية الثانية وحكمها يشمل الحكم الآخر
.........
ورُوي
أنه عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر
شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين. وقد صلى
أصحابه في مسجد بني سلمة وركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل
الميزاب، وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!
..............
لكن
لا لوم على النُساخ ، من قالوا نُثبت لله ما أثبته لنفسه ولكن ليس كمثله
شيء ، يعني لله وجه أو يد أو قدم " والعياذُ بالله " لكن ليس كمثله شيء .
.........
وهو نفس قول النصارى والمسيحيون ، خلق الله الإنسان على صورته وشبهه ، لكن الله نور .
........
تجسيد
لله وتشبيه ، فاليد والوجه والقدم هي أجزاء من جسد الإنسان ، ولذلك على من
قال نُثبت لله ما أثبته لنفسه عليه تكملة بقية الأعضاء سواء ذكريةٍ أو
أُنثويةٍ....ياللعيب...ويا للأسف...وتبت يدا أبي لهبٍ وتب...
****************************************
مثال رقم ( 22)
....................
{لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
............
قالوا إنها منسوخةٌ بهذه الآية
.......
{فَإِذَا
انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ
مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5
..........................
هُناك
فئة من غير المُسلمين ، هذه الفئة لم تُقاتل المُسلمين ولم تُعاديهم "
مُشركون " ولم يشتركوا مع من أجبروا المُسلمين على الخروج من ديارهم ، هذه
الفئة لا ينهى الله المُسلمين عن أن يبروهم ويُحسنوا إليهم ويقسطوا إليهم ،
لأن الله يُحب المُقسطين لعل ذلك يكون باباً لدخولهم في هذا الدين العظيم .
...........
بينما الآية الثانية تتحدث وتخص فئة مُحددة من المُشركين المُعاهدين الذين نقضوا عهدهم وميثاقهم مع المُسلمين
ولذلك
علينا أن لا نفهم أنهُ على المُسلمين ذبح الناس وقتلهم ، حتى لو لم
يُقاتلوا المُسلمين ، ويجب عدم البر بهم ولا أن يُقسط لهم ، وعدم التمييز
بين من يُقاتلهم أو غيره بل ذبح الجميع وبدون تمييز .
.........
وإلا
كيف قبل البشر هذا الدين لو كان كما أراده النُساخ ، كيف قبلون ديناً
دموياً قتالياً ، ولكن هذا الإسلام أتى للناس بالحمة والمُواددة والتقرب
فقبلوه من حُسن ما وجدوا فيعه من رحمةٍ وتسامح .
.......
وهذا الدين
العظيم لا يأمر إلا بمقاتلة من يُقاتل المُسلمين أو يتآمر عليهم ، أو ينقض
العهود معهم أو يقف في طريق نشر الإسلام ، لأن كُل ذلك وما ماثله يندرج تحت
المُقاتلة ، ويجب أن يكون القتال في سبيل الله ، ويجب عدم الإعتداء على
الآخرين .
***********************************************
مقال رقم ( 23 )
................
قوله
(تعالى): "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون": منسوخة بقوله (تعالى): "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم
وينصركم عليهم"
.............
{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن
كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً
مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }{وَمَا كَانَ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ }الأنفال33
...............
{قَاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
...............
آيتان
من كتاب الله كُل آية تحمل حكم مُختلف عن الحكم الوارد في الآية الأُخرى ،
وما ورد من حكم في الآيتين في واد ، وما قال به النساخ هو في وادي آخر
..........
الحكم
في الآية الأولى أن الله لم يُعذب قوم من الأقوام أستحقوا وقوع العذاب ،
وأن يكون نبيه ومن أتبعوه في وسط أولئك المُعذبين ، ولا بُد من أن يُنجي
الله نبيه ومن أتبعوه ن ثُم يوقع عذابه على قومه ممن كذبوه ، كما حدث مع
سيدنا لوط ومع سيدنا نوح ، وأن الله لا يُعذب قوم يستغفرون الله ، لأن هذا
يتنافى مع عدل الله .
............
وكُفار مكة والمُشركين يُطمن الله
رسوله الأكرم ، بأن الله لن يوقع عذابه عليهم ما دام هو بينهم ، ولن يوقعه
عليهم ما دام هُناك من يستغفرون الله ممن أتبعوك ومنهم .
..........
وهذه
كرامةٌ أختص اللهُ بها نبيه ورسوله الأكرم ، بأن الله لن يُعذب من أُمته
من كانت دعوته ورسالته حيةُ فيهم ، كما كان وهو بينهم ، ويُقيمون ويتلون
الكتاب الذي أتي به إليهم ويُقيمون سُنته ، ممن هُم من بعده ، وعد من الله
أنه لن يُعذبهم أو يُنزل عذابه فيهم .
............
ولن يُعذب أمته
ما داموا يستغفرون الله ويلجأون لهُ ، وهذا وعدُ قائم منذُ كان رسول الله
بين أُمته ، وحتى بعد رحيله للرفيق الأعلى ولحد الآن .
..............
بينما
الآية الثانية تتحدث عن الأمر بمُقاتلة من نكثوا أيمانهم وخانوا العهود
ونقضوها ، وحاولوا إخراج الرسول وصحابته وطرده ، وهُم الذين بدئوا بالخيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
آيات قال النساخ إنها منسوخةٌ
........
الجُزء – 2 –
.....
فإن
النسخ والناسخ والمنسوخ ، والذي لا يمكن إلا أن يكون اليهود هُم من أسسوه ،
وجروا من جروا لإتباعهم ، فالنسخ هو من أوجد ذلك الفكر المُتطرف ، وأصحاب
الروح القتالية ، وذلك الفكر التكفيري التفجيري العدواني ، الذي أسس على
الكراهية والعنف وعدم قبول الآخر ، فأقله إيمانهم " بآية السيف " التي بها
دمروا وقتلوا كُل التسامح وكُل الرحمة وكُل المودة وكُل المحبة وكُل ما دار
حول ذلك في هذا الدين العظيم ، ليوجدوا من الإسلام دين قتل وذبح ويؤسس على
الكراهية والحقد على الآخرين وقتلهم .
..........
حتى لم يسلم أخاهم
المُسلم من ذلك الفكر الذي يرفض الآخر ويُقصيه ، ويصفه بأوصاف أقلها بأنه
جاهل وبأنه رويبضة ، وبأنه يهرف بما لا يعرف وبأنه جارفُ سيل وحاطبُ ليل ،
وحتى ربما يصل الأمر لتكفير أخاهُ المُسلم ، وربما قتله وتفجير نفسه لقتل
أنفس حرم الله قتلها بإسم الجهاد وبإسم الشهادة في سبيل الله ، حتى أنه
يقتلهم لو كانوا يُؤدون الصلاة في المساجد....إلخ
............
وتلك
الآية المظلومة التي سموها من عند انفسهم " آية السيف " فند ما ورد بشأنها "
فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي " أطال اللهُ في عمره ، في كتابه " فقه
الجهاد " كُل الآيات ال 124 آيةٍ التي قتلوها وأخمدوا أحكامها وأبطلوها ،
بتلك الآية التي لا شأن لها بتلك الآيات لا من قريبٍ ولا من بعيد ، إلا
أنها تتحدث عن فئةٍ مُحددة مُعاهدةٍ نقضت العهد وخانته .
...........
تنويه :- كتاب " عتاد الجهاد " هو للشيخ الذي نسأل الله أن يجعله من أهل الفردوس الأعلى " أحمد ديدات " طيب اللهُ ثراه .
**************************************************
ولذلك
لن نضرب الكثير من الأمثلة ، ولن نتطرق لما فنده فضيلة الشيخ ، بل سنكتفي
بقدرٍ مُعين من الأمثلة في هذا الملف بالإضافة لما ورد في الملف الذي سبقه ،
لأن من تقدم للقاضي بما يزيد عن 300 شهادة حول قضيةٍ مُعينةٍ ، وتبين
للقاضي خطأه وعدم صوابه في على الأقل 294 شهادة ، ستُرد شهادته وقضيته
وتسقط ، ولا تُقبل لهُ لا قضية ولا شهادة ، هذا فيما يخص النوع الأول من
النسخ والناسخ والمنسوخ ، فكيف هو السقوط للنوعين الآخرين اللذين أعتمدا
على الروايات المشبوهة والمدسوسات والإسرائيليات ، فلا قبول لما أُستدل به ،
لأن هذا القرءان لم يوثق أو وصلنا أو تكفل الله بحفظه ، عن طريق روايات
وتكهنات وتخيلات وتوهمات ، وعن وعن ، وعن حدثنا وحدثنا وقال فُلان وقالت
فُلانة .
**********************************************
قال الله سُبحانه وتعالى
.......
............
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1
..........
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }الواقعة78
.............
{ ...........فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17
...............
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
.........................
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
..............
فَنَسِيتَهَا
..........
فإن
القول بالنسخ ومن أوجد الناسخ والمنسوخ ، أتهم الكثير من كتاب الله الحكيم
المكنون بأنه تم نسيانه أو تنسيته ، وبالذات إتهامهم لرسول الله بذلك ،
بطلبه اللهو عن قرءان ، وتنسية سورة من القرءان ، وأن المنسوخ هو فيه مرية
وشك ، معاندين قول الله السابق في سورة طه وهود
*********************************************
قال سُبحانه وتعالى
...........
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30
.....................
هَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُوراً
..............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ ، هو الطلب بهجرُ الكثير من الأحكام التي وردت في كثيرٍ
من الآيات بل في الكثير من السور القرءآنية التي تحدثوا عن عدم وجودها في
كتاب الله ، وهجر أحكامها ، بعدم تطبيقها والعمل بها ، هذا لمن طبق الحكم
بالشريعة الإسلامية ، والمهجورة الآن في كُل البلاد العربية والإسلامية ،
سائلين الله أن يُقيض لهذه الأمة من يُطبق شرعها وشريعتها ، ويُطبق أحكام
الله في عباده
............
والنسخ يتهم بتعمدُ نسيان آيات الله وهجر
أحكامها ، بعدم تطبيقها والعمل بها ، هذا لمن طبق الحكم بالشريعة
الإسلامية ، والمهجورة الآن في كُل البلاد العربية والإسلاميهة ، سائلين
الله أن يُقيض لهذه الأمة من يُطبق شرعها وشريعتها ، ويُطبق أحكام الله في
عباده.
...............
علماً بأن لا شيء من النسخ أو الناسخ
والمنسوخ طُبق في الخلافة الإسلامية ، ويبقى السؤال متى وُلد النسخ والناسخ
والمنسوخ ومن هُم من أسسوا لهُ وأوجدوه ، مع إصرارنا على تبرئة عُلماءنا
الأفاضل من أعطوا وما بخلوا ، ومن رحلوا لجوار ربهم ، وعلمهم وحُجتهم معهم ،
ولا مجال لإدانة أيٍ منهم ما دام هو غير موجود .
***************************************
قال المولى عز وجل
......
{ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
.........
بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ
............
{وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31
.........
{تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }البقرة252
...........
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران3
..............
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
.................
إذا
كان المولى عز وجل يقول عن آيات هذا القرءان بأنها كُلها حق ، وأن الكتاب
الذي تنزل كُله حق ، كيف يتم إبطال الكثير من الآيات بل والقول بإبطال سور
بأكملها .
..............
والنسخ والناسخ والمنسوخ هو تبديل وتعطيل
وإبطال للأحكام في آيات الله المُحكمة الحقة ، التي أنزلها على عبده ، وهل
الحق الذي يُنزله الله ، وهل القرءان الذي فُصلت آياته ، يُبدل أو يُنسخ أو
يُنسى أو يُرفع أو يُسقط أو يُلهى عنهُ ، والقول بأن هذا الحكم هو بديل
لذلك الحكم المُبطل ، وأن الله أنزل آيات بدل أو بديل عن آيات أُخرى ، فهل
هُناك ناسخ ومنسوخ في تلك الآيات التي في اللوح المحفوظ ، لأن التي تنزلت
هي عن الأصل الموجود في اللوح المحفوظ ، وهي نفسها التي تنزلت في تلك
الليلة المُباركة " ليلة القدر " والذي هو كلام الله الأزلي ، فهل في كلام
الله الأزلي ناسخ ومنسوخ ، وهل كلماته تتبدل أو تتغير أو تتناقض .
*******************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا
يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ }يونس15
......................
ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ
.........
كيف
تجرأوا بالقول أن هُناك قُرءان في غير هذا القرءان ، كيف تجرأوا وتطاولوا
على كلام الله ووحيه بالقول ، إنه تم تبديل آيات فيه بآيات أخرى .
***************************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى
فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
..............
{......أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ
ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة 85
...............
{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ
بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ
لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ
نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
...............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ هو إيمان ببعض القرءان والكُفر والتنكر لبعض القرءان لما
قالوا إنه منسوخ ، والإعراض عنهُ ، سواء لما جعلوه بأنه قرءان فقط للتلاوة
وبأنه باطل الأحكام ومُعطلةٌ أحكامه وملغية ، أو لما قالوا بأنه قرءان في
غير هذا القرءان ، ومحتواه اتهام لرسول الله بترك الكثير مما أوحاه الله
لهُ ، والترك للوحي هو كُفرٌ وجحودٌ به .
...............
والناسخ والمنسوخ هو الطلب بترك الكثير من الأحكام التي أنزلها الله ، والتي هي من وحي الله .
*****************************************
قال سُبحانه وتعالى
.........
{
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
..............
نسأل
النساخ ومن يؤمنون بالناسخ والمنسوخ ، أي قرءانٍ هذا الذي تحدث عنهُ المولى
عز وجل ، بأنه لو تنزل على جبلٍ لرأيناه خاشعاً مُتصدعاً من خشية الله ،
هل هو هذا القرءان الذي بين أيدينا الآن والذي وعد الله بتكفله بحفظه ،
والذي هو نفسه كلام الله الذي أُخذه جبريل عليه السلام من اللوح المحفوظ ،
ونزل به مُفرقاً أو مُنجماً على مدى 23 عام .
.............
أم أنه هو القرءان الذي تحدث عنهُ النساخ " المنسوخ والمنسي والمُسقط والمرفوع والملهي عنهُ ........إلخ "
............
وهل
القرءان المنسوخ والمنسي والمُسقط والمرفوع وما تبقى مما هو قرءان غير
موجود في هذا القرءان ، كما وثق النساخ ومن قالوا بالناسخ والمنسوخ ومن
يؤمنون به .
...........
هل هذا القرءان الغير موجود ، والذي يصل لما
يُقارب من 300 صفحة وكذلك المنسوخ ، هل لو أُنزل على جبلٍ لرأيته خاشعاً
مُتصدعاً من خشية الله ، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يُنسخ وكيف يُنسى وكيف
ما تبقى لا يكون موجود في هذا القرءان وأين هو؟؟؟؟؟؟؟
**********************************
{.... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ .......}البقرة85
.................
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ ........}البقرة174
.................
أليس
الحديث عن قرءان منسوخ وقرءان منسي وقرءان مُسقط وقرءان مرفوع ، علم به
الأولون ولم يعلمه المُتأخروه هو كتمان لما أنزله الله ، أم انه قرءان لم
يُنزله الله " ، وهو طلب لعدم الإيمان به لعدم وجوده .
........
"
ولذلك فالقول بوجوج النسخ في هذا القرءان وبما عددوه وتفننوا فيه هو هُراءٌ
وغُثاء يبعث على الغثيان والتقيؤ من سوء وشدة القول به أو مُناقشته أو
ذكره "
...............
فهل يجوز لنا أن نُطبق على البشر قرءان غير موجود في هذا القرءان ، كآية الرجم الشيطانية اليهودية الإسرائيلية .
........
{ذَلِكَ
بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ
اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }البقرة176
...................
أليس الناسخ والمنسوخ أوجد الإختلاف وأوجد الشقاق في هذا الحق الذي أنزله الله
........
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ .........}الأنعام92
..............
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ........}الأنعام155
.............
فأين
ورد قول لله سُبحانه وتعالى بأن لا نتبع شيء من هذا القرءان الذي أنزله ،
وأين ورد قول لرسولنا الأكرم بهذا الخصوص ، وهل ما قال به النُساخ غير
مُبارك .
..............
{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }الأعراف2
..................
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
.................
هل
ما قال به النُساخ فيه حرج ، أو فيه عوج ، ولذلك كيف نوفق بين قول من قال
بالناسخ والمنسوخ وبين أقوال الله هذه ، صاحب الكلام وصاحب الوحي ومُنزل
هذا البيان الخالد .
.......
وهذه أمثلة من أعداد كبيرةٍ من الآيات
القرءانية ، التي تطوي النسخ وتلفه وترميه بوجه من أوجدوه ومن أسسوه من
اليهود ، ومن آمنوا به وأصروا على ذلك وجعلوه من علوم الدين أو أصول الدين ،
وأجمعوا الأمة عليه وهي لا علم لها به ، وتركوا قول الله وقول رسول الله .
..............
ولا قول لهم إلا قال العُلماء وقال جمهور العُلماء ، وقال أهل العلم ،
وهكذا ورد ، وفي الصحيحين ، وقال الزركشي وقال قتاده وقال الضحاك وقال
الجوزي..وقال...وقال...وقال فُلان وقال علان....وقال وقالت عمرة.. واتبعوا
روايات ساقطة وإسرائيليات ومدسوسات تم دسها وتوثيقها في فترة ، غابت العيون
الأمينة وأتمن الخائن والخونة ، فوثقوا ما وثقوه ، وأخذه البعض من هذا
الجيل على أنه حقائق لا بُد من قبولها وتصديقها والإيمان بها ، حتى لو كانت
ساطعة كالشمس في مُخالفتها وفي طعنها في كتاب الله وفي رسول الله وفي
رسالته ونبوته وبهذا الدين العظيم .....
.............................
وهذا ما حدث مع المسيحيون وما أوجده لهم اليهود ، مما قالوا لهم إن ذلك
كتبه قديسوا الله وهُم مُساقون بالروح القُدس ، والحقيقة أن غالبيته كتبه
كتبة اليهود الذين لا يخافون الله وهُم مُساقون بروح الشيطان فيقولون : -
......
" في الكتاب ، يقول الكتاب ، مكتوب في الكتاب ، هكذا في الكتاب " وما تم
إيجاده للشيعة " تقول الرواية وتقول الروايات...وعن أبي عبد الله ، وفي بحر
الأنوار ، وفي الكافي......"
............
وربما كُل ما ألصق بأهل
العلم وبجمهور العُلماء وبالعُلماء لا علم لا للعُلماء به ولا علم لجمهور
العُلماء به ، فمن السهل إيجاد الرواية ومن السهل وضع السند لها ، ومن
السهل دس كلمات أو جُمل أو حتى حروف .
..........
فاليهود إنتزعوا من
قرار مجلس الأمن (242 ) حرفين فقط وهُما أل التعريف ، فكان القرار من نصه "
الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية التي أُحتلت عام 1967 م " فجعله اليهود
بعد نزع حرفين فقط " الإنسحاب من أراضي فلسطينية " الأول الإنسحاب من كامل
الأراضي ، والثاني ربما ينسحبون من دونم من الأرض ، أو قرية أو بلدةٍ
فلسطينيةٍ ، ويكون أنهم أنسحبوا من أراضي فلسطينية ، وطبقوا القرار ، هؤلاء
هُم اليهود وهكذا هو التحريف وهكذا هي المدسوسات والإسرائيليات ، والتي
على الأغلب يظهر فيها الغباء اللغوي لم يؤلفها .
*******************************************************
ويبقى
السؤال هل من عدل الله أن يُطالب البشرية بعد رحيل نبيه الأكرم ، بقرءان
في غير هذا القرءان ، كالآية الإسرائيلية اليهودية التي أوجدها لهم اليهود ،
وآمنوا بها وصدقوها وسموها " آية الرجم " وكذلك آيات الرضعات المكذوبات .
...........
الآية
أُم " الشيخة " وأُم " البتة " وأُم " اللذة "هل يوجد في اللغة العربية
كلمة " شيخة " أم أن المؤلف هو يهودي أو مُستشرق حاقد ، فلا فرق عنده بين
أُسته وبين فمه ، وبالتالي هي أُم الشخايخ الإسرائيلية النتنة العفنة ،
وخسئت وخسئ من ألفها من اليهود على أن قرءاننا العظيم يحتويها ، وكذبت كُل
الروايات التي وُثقت لتأكيدها ، وتنزه كُل من أُلصقت بهم على أنهم ذكروها
ونخص فاروقنا ذلك القديس الطاهر.
............
وإذا قامت خلافةٌ
إسلامية ، ولنترك هل يتم التطبيق لما يقٌارب 300 آيةٍ منسوخةٍ أم أنها
تُطبق ما دون ال 6 آيات ، لنترك هذه ، هل تُطبق هذه الخلافة أن هُناك "
آيةٌ للسيف " لم يقُل بها لا الله ولا رسوله ، بل أوجدها النُساخ من عند
أنفسهم وهي من إختراعاتهم ومن إبتكاراتهم وفنونهم النسخية ، وقتلوا بها 124
آيةٍ من كتاب الله على هواهم ومُبتغاهم ومُبتغى روحهم الهجومية القتالية
العنفوية ، هي آيات الرحمة والتسامح والمودة والمُجادلة بالتي
أحسن......ألخ ، لتكون هذه الخلافة دولة عنف وقتل وذبح ودولة كراهيةٍ ولا
رحمة عندها للآخرين ، وتؤسس على الكراهية للآخرين ونبذهم بل وذبحهم ، حتى
ذبح الأسرى والأطفال.....كما هُم بنو إسرائيل ، وكما هو إله ورب الجنود في
الكتاب المُكدس...إله بني إسرائيل الذي يأمر بذبح النساء والشيوخ والأطفال
وحتى البهائم وكُل نفس وكُل ما يتنفس..... .
*****************************************************************
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم يتمارون في القرءآن فقال : إنما هلك من
كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق
بعضه بعضا , ولا يكذب بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه
فكلوه إلى عالمه}
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
أليس
قول رسول الله هذا ينسف النسخ والناسخ والمنسوخ من جذوره ، وهو أن نضرب
كتاب الله بعضه ببعض ، والإصرار على الفهم والتفسير الكامل لهُ ، ونتجادل
حوله ، ولا نراه يُصدق بعضه البعض ، وأن نرى فيه ما يُكذب بعضه البعض "
الإلغاء والإبطال والإزالة "
ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا
..........
والنسخ
هو ضرب لكلام الله بعضه ببعض موجداً كم هائل من الجدل حتى بين من أوجدوه
وقالوا به ، على الأقل حول عدم إتفاقهم على عدد آياتهم التي نسخوها ، فكم
واحدٍ منهم أبطل ما قال به من سبقه ، وهو إصرار على الفهم والتفسير والعلم
بكُل آيات الله .
.............................
فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
فقد
أصر النساخ على العلم والفهم والتفسير الكامل ، لكُل الآيات التي تحدثوا
عنها سواء كانت ناسخةً أو منسوخةً ، ولم يتركوا لغيرهم فهماً أو تفسيراً ،
وأوقف البعض هذا القرءان الذي لا تنقضي عجائبه إلى قيام الساعة ، والذي هو
لكُل البشرية ، الى الفهم والتفسير بفهم وتفسير سلف الأُمة ( فهم القرءان
والسُنة بفهم سلف الأُمة.....تجميد للدين عند تلك المرحلة وذلك الفهم...) ،
أي ما دون القرن الثالث الهجري أو الرابع ، وجهلوا أبناء الأمة لما بعد
ذلك ، وما عليهم إلا التلقي فقط ، ولسان حالهم يقضي على أن القرءان أنقضت
عجائبه وفُهم كُل ما فيه... .
*****************************************
وروى أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية : فقال : -
....
" أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ؟ وأين أذهب ؟ وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله به ؟ "
...........
ما هو موقف النساخ ومن قالوا بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، أو من أوجد الناسخ والمنسوخ ، بقولهم في كتاب الله بغير ما أراد الله .
********************************************
وقال
الصادق المصدوق صلى اللهُ عليه وسلم ، والذي لا ينطقُ عن الهوى ، والذي
وعد اللهُ أن يضع كلامه في فمه " والرواية عن الصحابي الجليل علي بن أبي
طالب رضي الله عنهُ " .
...............
" ستكونُ فتنٌ "
قُلتُ فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : -
........
"
كتابُ الله فيهِ نبأُ ما قبلكم ، وخبرُ ما بعدكم ، وحكمُ ما بينكم ، وهو
الفصلُ وليس بالهزل ، من تركهُ من جبارٍ قصمه الله ، ومن إبتغى الهُدى في
غيرهِ أضلهُ الله ، وهو حبلُ الله المتين ، ونورهُ المُبين ، وهو الذكرُ
الحكيم ، وهو السراطُ المُستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس
به الألسنة ، ولا تتشعب معهُ الآراء ، ولا يشبع منهُ العُلماء ، ولا يملهُ
الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الترداد ، ولا تنقضي عجائبهُ ، من علمَ
عِلمهُ سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أُجر ، ومن دعا
إليهِ هُدي إلى صراطٍ مُستقيم " .
...........
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تتشعب معهُ الآراء
...........
والنسخ
والناسخ والمنسوخ ، زاغت به الأهواء ، وتشعبت به الآراء على الأقل حول
عدد الآيات الناسخة والمنسوخة ، التي لم يتفقوا عليها منذُ قالوا بها ولحد
الآن ، فمنهم من أكثرها وزادها عن 300 آيةٍ ، والإمام المرحوم جلال الدين
السيوطي أكدها على 20 آية ، والشيخ محمد حسان قال بأنها فقط 66 آية ، حتى
أوصلوها أخيراً إلى 6 آيات فقط ، ولذلم من هو الذي على صواب منهم .
*************************************************************
مثال رقم ( 16 )
..................
قال سُبحانه وتعالى
.......
{
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
...............
وَبِالْوَالِدَيْنِ
..........
قالوا نسختها هذه الآية
......
{
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ
لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113
.....................
لِلْمُشْرِكِينَ
................
والله
إن شر البلية ما يُضحك ، سنبقى نُكرر ما عُلاقة ما عُلاقة ، ما عُلاقة
الآية الأُولى بالثانيه ، وكُل آيه منهما تتحدث عن أمر وموضوع مُختلف (
آيةٌ تتحدث عن البر بالوالدين ، وآيةٌ تتحدث عن المُشركين ) وكُل آيةٍ
حكمها مُختلف عن الحكم في الآية الأُخرى ، في الآية الأُولى يوصي الله
بالإحسان للوالدين ، وخاصة عند كبرهما ، حتى مجرد التأفف غير مسموح بحقهما ،
حتى لو كانوا مُشركين وكُفار ، وهذه من رحمات وتسامح هذا الدين العظيم
وعظمته .
.....................
مهزلة وقمة المهزلة ، أمر من الله
بالإحسان إلى الوالدين مهما كان دينهما وعقيدتهما ، وإحسان القول لهما وعدم
التأفف منهما ، وربط ذلك بعبادته ، والدعوة من الله بأن يرحمهما كما
ربياهُ صغيرا ، هذا دين الرحمة ، وهذا ما بُعث بت من بُعث رحمةً للعالمين .
.............
وَقَضَى رَبُّكَ
........
حتى
ما يقضيه الله عندهم إستعداد لإلغاءه وإبطاله ، شيء طبيعي عندهم التعدي
والتجرأ على وحي الله لأنهم تجرأوا قبلها وأبطلوا وألغوا وصايا من الله .
.............
وصايا
الله وما يقضيه المسيحيون الذين ظُلموا بعد أن حرف اليهود دينهم ومسخوه ،
يُقدسون وصايا الله وما يقضيه ويعتبرونها خطوط حمراء ، أما النُساخ فكسر
الوصايا وكسر ما يقضيه الله أمر هين عندهم ، فمن ضل الطريق شيء طبيعي أن
يتخبط وتختلط عليه الأمور .
.........
والآية الثانية تتحدث عن موضوع
آخر يتعلق بالمُشركين الذين أصروا على شركهم وكُفرهم ومنهم من مات على ذلك
، والآية التي قبلها تتحدث عن الوالدين بالذات ، فما هذا الخلط ، هل يُسوى
الوالدين بالآخرين .
ما عُلاقة الاستغفار للمُشركين ، الذين وضح
أمرهم بأنهم أصروا على ما هم عليه ، والذي نهايته أنهم من أصحاب الجحيم ،
بمُعاملة الوالدين بالرفق وبالإحسان ، وتنفيذ وصية الله هذه ، وأمر قضى به
وقضاه الله من فوق سبع سموات ، والتي لم يُميز الله بهذا الأمر وهذا القضاء
بين الوالدين سواء كانوا مؤمنين أو مُشركين أو كُفار .
...............
بما
معناه هل قول الله سُبحانه وتعالى بأنه ما كان لسيدنا مُحمد ومن معه من
المُسلمين ، أن يستغفروا للمُشركين حتى لو كانوا أقرباءهم وذوي قُربى معهم ،
بعدما أصروا على الكُفر والشرك ووضح بأنهم من أهل النار ، والحديث هُنا
يغلب عليه أن الكلام عن من هُم أحياء وعلموا برسالة رسول الله وبما جاء به
ولم يتبعوه ، وماتوا على ما هُم عليه من الكُفر والشرك كعمه ، أما من ماتوا
فأمرهم إلى الله ولا يعلم على ما ماتوا عليه إلا ربهم ، لأن الجزيرة
العربية كانت فيها من يوحدون الله ، فهُناك الحنفية والنصرانية والصابئة .
..........
وهذه
نرد بها على من كفروا والدي رسول الله ، الذي لا يمكن أن يولد من صُلب
كُفار ، والذي أخبر بأن الله نقله من أصلاب طاهرة ومن أرحامٍ طاهرة إلى أن
وُلد من صُلبٍ ورحمٍ طاهرين .
.....................
لكننا نعلم
أصحاب النوايا السوداء ما الذي قصدوه ، وأنهم أستهدفوا والدي رسول الله
الطاهرين زوراً وبُهتاناً ، وهذه نرد بها على من كفروا والدي رسول الله ،
وأنهما من أهل الشرك والكُفر ولا يجوز أن يستغفر لهما رسول الله مُتبعين
تلك الإسرائيليات التي هدفها تدمير رسول الله وهدم وتدمير نسبه وصلبه ،
الذي لا يمكن أن يولد من صُلب كُفار ، والذي أخبر بأن الله نقله من أصلاب
طاهرة ومن أرحامٍ طاهرة إلى أن وُلد من صُلبٍ ورحمٍ طاهرين .
....................
قال عليه الصلاة و السلام: -
"
انا أنفسكم نسبا و صهرا و حسبا . لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة
إلى الأرحام الطاهرة مصطفى مهذبا . لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما فأنا
خيركم نفسا وخيركم أبا " .
.........
انا أنفسكم نسبا و صهرا و حسبا .
.........
من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة
.......
وخيركم أبا
..................
كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري
.........
" بعثت من خير قرون بنى آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه "
.....................
ما
عُلاقة الوالدين والإحسان لهما ، بالإستغفار للمُشركين ، خلط لقضايا واضحة
يخجل أن يخلط بها الأطفال ، وأقوال لا يقول بها الأطفال في المدارس
الإبتدائية .
*****************************************
مثال رقم ( 17 )
............
{
وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ
لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم
لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
}الأنعام121
.........
قالوا نسختها هذه الآية
........
{
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة5
..........
إذا
الآية الأولى منسوخة حسب ما أراد النساخ ، فعلينا إلغاء أمر الله بالتسمية
وأن نأكل مما لم يُذكر أسم الله عليه ، وندخل في دائرة الفسق ، هذا هو
فحوى قولهم وفحوى ما يُريدونه ، المولى عز وجل يطلب ويأمر بعدم الأكل مما
لم يُذكر إسم الله عليه عند الذبح ، والمقصود هُنا الأكل من الذبائح ،
وبرأيهم أن هذه الآية منسوخة الحكم وحكمها مُبطل ومُلغى ، وعكس ذلك هو
الأكل من الذبائح التي لم يُذكر عليها إسم ُ الله.... ما هذا....يا أيُها
النساخ تُبطلون أوامر الله وتُلغونها ..........
وبالتالي ما علاقة
الحكم الوارد في الآية الأولى وهو أمر من الله ويجب أن لا يُخالف وأن لا
يُعصى ، وأن لا نأكل من الذبائح إلا ما ذُكر أسم الله عليها ، والأمر
مُتعلق بما يُذبح ويجب التسمية عليه .
..........
بينما الحكم في
الآية الثانية أن الله أحل لهذه الأمة الطيبات من الطعام ، والطيباتُ فقط
وليس الخبائث ، والطيبات التي من ضمنها لحوم الذبائح التي ذُكر ويجب أن
يُذكر أسم الله عليها عند ذبحها .
............
ما علاقة الآية
الثانية بالأولى حتى تنسخها ، وهل أوامر الله ونواهيه تُنسخ وتُلغى وتُبطل ،
وهل من الجائز اتهام الله بأنه يأمر بأمر ثُم يتراجع عنهُ ويأمر بأم آخر
مُغاير لهُ ، هذا هو قولهم وهذا لسان حالهم من القول .
................
وطعام
أهل الكتاب حلال للمُسلمين ما عدا ذبائحهم لأنهم لا يذكرون إسم الله عليها
، أما طعامهم من الذبائح التي ذُكر إسمُ الله عليها وذُبحت الذبح الحلال ،
فلا مُشكلة بمشاركتهم طعامهم هذا .
*****************************************
مثال رقم ( 18 )
..........
{
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ
شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ
فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج 78
........
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } الحج39
.............
آيتان من كتاب الله كُل آية تحمل حُكم مُختلف ، لا علاقة بالحكم الثاني إلا أنه جُزء من الحكم الأول .
...........
هل
معنى أو ما يريده النساخ أن لا نُجاهد في الله حق جهاده ، وبالتالي إلغاء
كافة أنواع المجاهدة في الله حق جهاده ، سواء جهاد إقامة الدين وإقامة دولة
الإسلام ودولة الخلافة ، وإقامة ملكوت الله ومشيئته على الأرض ،
والمُجاهدة والأخذ بما أمر الله به ، والتقيد بما نهى عنهُ ، أو مُجاهدة
الكُفار والمُشركين ، أو مُجاهدة النفس....إلخ أنواع الجهاد ، هل نُلغي ذلك
لأن هذه الآية منسوخة وملغية سواء الجهاد في سبيل الله أو الجهاد للنفس
والجهاد بالمال......الخ .
..............
والآية الثانية تتحدث عن
أن الذين يُقاتلون من المُسلمين بأنهم ظُلموا ووقع عليهم هذا الجور والظُلم
ممن يُقاتلونهم من الكُفار ومن المُشركين ومن غيرهم ، وأن الله أعطاهم
الإذن منذُ هذه اللحظة بأن عليهم المقاتلة ودفع هذا الظُلم والأذى عن
أنفسهم وعن دينهم ، وأن الله تكفل بأنه سينصرهم على هؤلاء الذين ظلموهم
واعتدوا عليهم
.................. .
ما عُلاقة إذن الله وسماحه
للذين ظُلموا من المُسلمين من قبل الكُفار والمُشركين ، وهُم في حالة قتال
ودفاع عن أنفسهم بأنهم ظُلموا من قبل أعداءهم ، وأن عليهم القتال والدفاع
عن أنفسهم ، وأن الله سينصرهم ، ما علاقة ما تتحدث عنهُ هذه الآية ، بطلب
الله بالجهاد حق المُجاهدة ، وبُمختلف أنواع الجهاد والمٌجاهدة لنيل رضي
الله وتجنب عصيانه وإغضابه .
******************************************************
مثال رقم ( 19 )
..........
"ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه": نسخ معناها بقوله (تعالى): "سنقرئك فلا تنسى".
......................
{فَتَعَالَى
اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن
يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
...........
قالوا إنها منسوخة بهذه الآيات
.........
{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }
.....................
{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }{إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } {وَنُيَسِّرُكَ ليسرى }الأعلى 6-8
.............
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
................
يظن
من ظن ظن السوء ، بأن الله أقرأ نبيه القرءان ونسي سيدنا مُحمد صلى اللهُ
عليه وسلم شيء من هذا القرءان ، وكأن الله قد أنزل هذا القرءان لكي يُنسى ،
اتهام لله سيء هل كانت هُناك عبثية فيما يخص تنزل هذا القرءان العظيم
..........
الآية
الثانية تتحدث بأن الله سُبحانه وتعالى سيُقرئ نبيه هذا القرءان ، وإنه لن
ينسى منهُ خلال تنزله وتلقيه لهُ إلا ما يشاءه الله ، أو لن ينسى شيء منهُ
إلا بمشيئة وإرادة من الله ، نسياناً مؤقتاً وذلك تيسيراً عليه ورحمةً به ،
لأن ما هو مطلوب منهُ عبئ كبير ، ولا يقتصر على حفظه لهذا القرءان فقط ،
وما سينساهُ سيكون مُدون ومكتوب فيما كتبه ودونه كتبة الوحي ، وما سينساه
هو يكون حفظة الوحي يحفظونه ، وما سينساه سيكون الله مُتكفل به الله
وبتذكيره به عن طريق الوحي جبريل عليه السلام ، الذي يُعيده عليه كُل عام ،
وفي العام الذي لقي فيه وجه ربه وأنتقل للرفيق الأعلى عارضه به مرتين .
..............
والآية
الأُولى يأمر الله نبيه بأن لا يتعجل في القرءان قبل أن ينتهي الوحي جبريل
عليه السلام من تكملته لهُ ، نهي عن أن لا يتعجل رسول الله القرءان سواء
بقراءته أو التعجل بحفظه ، ورفع صوته به ، أو الإستعجال بطلبه ، لأن هُناك
فترة قضاها الله حتى يتم الإنتهاء من تنزل هذا الوحي ، وأن يعلم بما حفظته
سواء جهرت أو أسسرت به .
..........
نواياهم العاطلة الباطلة السيئة
تُشير بأن هذا القرءان الذي طلب الله من رسوله أن لا يتعجل بقراءته وطلبه
قبل أن ينتهي الله ويُقضى وحيه ، بأن رسول الله سينسى منهُ الكثير ، تمشياً
مع فهمهم وتفسيرهم السيء للآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها...." فتخبطوا
ذلك التخبط لإيجاد قرءان منسوخ فاختلطت عليهم الأمور ووقعوا في مُتشابه
القرءان ، ولكنهم وقعوا في مطب الفهم والتفسير السيء ، وهو " نُنسها " فكان
لا بُد لهم من إيجاد آيات أو قرءان يُنسى ، فوجدوا هذه الآية وعلى رأي
إخواننا المصريين " فربما قالوا ضاعت ولقيناها أهيه " -- سَنُقْرِؤُكَ
فَلَا تَنسَى-- إذاً رسول الله كان الله يُنزل عليه القرءان فينساه.....إلخ
هذه النوايا العاطلة الباطلة الفاسدة .
.........
وكُل هذا النسيان الذي يتم بمشيئة من الله وعلم منهُ هو للتيسير عليك " وَنُيَسِّرُكَ ليسرى "
........
فكُل آية تتحدث عن حكم مُختلف عن الآخر ، كيف تنسخ الآية الثانية الآية الأولى
........
وروى أبو داود وابن خزيمة وابن أبي عاصم وغيرهم عَنْ الْمُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ الْمَالِكِيِّ
.......
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى
وَرُبَّمَا قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَّا
أَذْكَرْتَنِيهَا قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا
نُسِخَتْ "
...........
...........
سُليمان ابو النسخ من أين جئت هُنا ومن أنتدبك لتقول هذا القول ، تراها من أنت حتى تراها
.......
وهذا حديث حسن حسنه النووي في الخلاصة والألباني في صحيح أبي داود .
............
فعن عبد الرحمن بن أبزي قال :
.............
"
صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فترك آية و في القوم أبي ابن كعب فقال :
يا رسول الله نسيت آية كذا و كذا أو نسخت قال : نسيتها "
....
رواه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي في الكبرى بسند صحيح صححه الشيخ الألباني
...........
فشيء
طبيعي أن ينسى رسول الله شيء من القرءان مثله مثل غيره ، وشيء طبيعي أن
يثذكره بت أحد صحابته ، ولكن ما الذي أتى بسليمان هُنا ومن هو سُليمان ،
الذي يرى أنها نُسخت ، في الرواية الأولى .
..........
بينما الرواية الثانية ، كيف تم حشوه هُنا وحشو جملته المسمومة هذه " أو نُسخت " بينما رسول الله قال نسيتها وهو أمر طبيعي .
******************************************
مثال رقم ( 20 )
........................................
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ
لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
}{سَوَاء عَلَيْهِمْ استغفرت لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ }سورة المنافقون 5-6
.........
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً
فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ
وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة 80
........................................
ما
علاقة الآية الثانية أن تنسخ الآية الأولى وهُما آيتان تُكملان وتؤكدان
بعضهما البعض ، والآية الثانية تؤكد الآية الأولى ، وكلام الله يتحدث عن
الفاسقين المُنافقين ، كيف يغفر الله لمن هو مُنافق وكافر وفاسق ويلوي رأسه
ويصد عن سبيل الله ويأخذه الكبر ، وحتى لو أستغفر لهم رسول الله ولو
أستغفر لهم 70 مرة لن يغفر اللهُ لهم ، لأنهم قومٌ فاسقون ويُخفون كفرهم
بالله ورسوله ، ويُظهرون غير ما يُبطنون .
................
وكلام
الله يتحدث عن المُنافقين من الكُفار ، كيف يغفر الله لمن هو مُنافق ويلوي
رأسه مُتكبراً ومُتعاليا ويصد عن سبيل الله ويأخذه الكبر ، ولا يقبل الذهاب
لرسول الله .
..........
ونُكرر بأن سوء النية هُنا مُبيت أيضاً نحو
رسول الله ، بأن مهما استغفر ولو أستغفر 70 مرة ، ودائماً يقصدون والدي
رسول الله ، هُم اليهود لعنهم الله وغضب عليهم قتلة الأنبياء والرُسل ،
أصحاب الصفحات السود ، الذين لم يُسجل لهم التاريخ صفحةً واحدةً بيضاء ، ما
سلم من شرهم نبي أو رسول إبتعثه الله ، مُخربي الأديان ومُشوهوا العقائد .
............
ولكن ما يؤسف لهُ من أخذ ما أوجدوه على أنه من ديننا وجعله عقيدته ومُعتقده .
******************************************************
مثال رقم ( 21 )
.......
{ فأينما تولوا فثم وجه الله } منسوخة على رأي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بقوله تعالى { فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام .
..........
وجملة " على رأي ابن عباس " جملةٌ يدور حولها مئة سؤال وسؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟
..........
قال سُبحانه وتعالى
........
{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115
.........
قالوا نسختها هذه الآية
.......
{قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا
كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ
الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ
بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }البقرة144
...........
ونوجه رسالة
هُنا للمُجسددة وللمُشبههة من أخذوا عن المسيحيين وتأثروا بهم وبتلك
التفاسير التقليدية التي أخذت عن الإسرائيليات " نخلق الإنسان على صورتنا
وشبهنا " " وخلق الله الإنسان على صورته وشبهه" والعياذُ بالله من هكذا
أقوال ، نقول لمن قالوا لله يد ولكن ليس كمثله شيء، ولله عين ولكن ليس
كمثله شيء .
..........
نسألهم هل لله وجوه تملأ أركان الكون وأينما
توجهنا نجد لله وجه ، ايُها المُشبهة المُجسدة " نعوذُ بالله من أقوالكم
وتشبيهاتكم وإثباتكم..."
..............
والمولى تواضع وتنازل من
علياءه وجبروته ، واستعمل كلمات من واقع هذا الإنسان الضعيف الذي خلقه ،
ولكنه أكرمه ليفهمه الله ما يرمي إليه ، فعنما يقول الله يد الله فوق
أيديهم ، هذا لا يُعني أن لله يد والعياذُ بالله ، ولكن هذا هو القرءان
العظيم وهذه كناياته وهذه تعابيره وهذا إعجازه ، وهي كناية على أن عناية
الله وترعاهم وقوته تُحيط بهم....إلخ
..........
آيةٌ تتحدث عن أن
الله موجود ويقبل الدُعاء ، أينما توجه الإنسان بالدُعاء ، وأن لله المشرقُ
والمغرب ، وأينما توجه الإنسان بالدُعاء والطلب من الله ، فالله موجود
ويقبل دعاء أينما ولى وجهه أثناء الدُعاء والطلب من الله ، والآية لا تتحدث
عن الصلاة أو عن قبلة والتوجه لها بالتحديد ، ومن أراد الصلاة ولم يستطع
تحديد القبلة والتوجه لها ، سواء للقبلة الأولى أو للقبلة الجديدة ، وصلى
لأي جهةٍ فصلاته مقبولةٌ ، فالله خالق المكان وخالق الزمان ، وموجود في كُل
مكان وزمان ويملأ المكان والزمان ، ولا يحده لا المكان ولا الزمان .
.........
بينما
الآية الثانية تُحدد القبلة الجديدة التي أمر الله نبيه ورسوله وأُمته
بالتوجه إليها أثناء الصلاة ، والتي كان رسوله يبحث عنها ، عوضاً عن القبلة
السابقة والتي كانوا يتوجهون فيها للبيت المقدس ، وكان رسول الله غير راضٍ
عنها بما أفصحت عنهُ هذه الآية الكريمة .
.........
والآية الأولى شاملةٌ للآية الثانية وحكمها يشمل الحكم الآخر
.........
ورُوي
أنه عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر
شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين. وقد صلى
أصحابه في مسجد بني سلمة وركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل
الميزاب، وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!
..............
لكن
لا لوم على النُساخ ، من قالوا نُثبت لله ما أثبته لنفسه ولكن ليس كمثله
شيء ، يعني لله وجه أو يد أو قدم " والعياذُ بالله " لكن ليس كمثله شيء .
.........
وهو نفس قول النصارى والمسيحيون ، خلق الله الإنسان على صورته وشبهه ، لكن الله نور .
........
تجسيد
لله وتشبيه ، فاليد والوجه والقدم هي أجزاء من جسد الإنسان ، ولذلك على من
قال نُثبت لله ما أثبته لنفسه عليه تكملة بقية الأعضاء سواء ذكريةٍ أو
أُنثويةٍ....ياللعيب...ويا للأسف...وتبت يدا أبي لهبٍ وتب...
****************************************
مثال رقم ( 22)
....................
{لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
............
قالوا إنها منسوخةٌ بهذه الآية
.......
{فَإِذَا
انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ
مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5
..........................
هُناك
فئة من غير المُسلمين ، هذه الفئة لم تُقاتل المُسلمين ولم تُعاديهم "
مُشركون " ولم يشتركوا مع من أجبروا المُسلمين على الخروج من ديارهم ، هذه
الفئة لا ينهى الله المُسلمين عن أن يبروهم ويُحسنوا إليهم ويقسطوا إليهم ،
لأن الله يُحب المُقسطين لعل ذلك يكون باباً لدخولهم في هذا الدين العظيم .
...........
بينما الآية الثانية تتحدث وتخص فئة مُحددة من المُشركين المُعاهدين الذين نقضوا عهدهم وميثاقهم مع المُسلمين
ولذلك
علينا أن لا نفهم أنهُ على المُسلمين ذبح الناس وقتلهم ، حتى لو لم
يُقاتلوا المُسلمين ، ويجب عدم البر بهم ولا أن يُقسط لهم ، وعدم التمييز
بين من يُقاتلهم أو غيره بل ذبح الجميع وبدون تمييز .
.........
وإلا
كيف قبل البشر هذا الدين لو كان كما أراده النُساخ ، كيف قبلون ديناً
دموياً قتالياً ، ولكن هذا الإسلام أتى للناس بالحمة والمُواددة والتقرب
فقبلوه من حُسن ما وجدوا فيعه من رحمةٍ وتسامح .
.......
وهذا الدين
العظيم لا يأمر إلا بمقاتلة من يُقاتل المُسلمين أو يتآمر عليهم ، أو ينقض
العهود معهم أو يقف في طريق نشر الإسلام ، لأن كُل ذلك وما ماثله يندرج تحت
المُقاتلة ، ويجب أن يكون القتال في سبيل الله ، ويجب عدم الإعتداء على
الآخرين .
***********************************************
مقال رقم ( 23 )
................
قوله
(تعالى): "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون": منسوخة بقوله (تعالى): "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم
وينصركم عليهم"
.............
{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن
كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً
مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }{وَمَا كَانَ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ }الأنفال33
...............
{قَاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
...............
آيتان
من كتاب الله كُل آية تحمل حكم مُختلف عن الحكم الوارد في الآية الأُخرى ،
وما ورد من حكم في الآيتين في واد ، وما قال به النساخ هو في وادي آخر
..........
الحكم
في الآية الأولى أن الله لم يُعذب قوم من الأقوام أستحقوا وقوع العذاب ،
وأن يكون نبيه ومن أتبعوه في وسط أولئك المُعذبين ، ولا بُد من أن يُنجي
الله نبيه ومن أتبعوه ن ثُم يوقع عذابه على قومه ممن كذبوه ، كما حدث مع
سيدنا لوط ومع سيدنا نوح ، وأن الله لا يُعذب قوم يستغفرون الله ، لأن هذا
يتنافى مع عدل الله .
............
وكُفار مكة والمُشركين يُطمن الله
رسوله الأكرم ، بأن الله لن يوقع عذابه عليهم ما دام هو بينهم ، ولن يوقعه
عليهم ما دام هُناك من يستغفرون الله ممن أتبعوك ومنهم .
..........
وهذه
كرامةٌ أختص اللهُ بها نبيه ورسوله الأكرم ، بأن الله لن يُعذب من أُمته
من كانت دعوته ورسالته حيةُ فيهم ، كما كان وهو بينهم ، ويُقيمون ويتلون
الكتاب الذي أتي به إليهم ويُقيمون سُنته ، ممن هُم من بعده ، وعد من الله
أنه لن يُعذبهم أو يُنزل عذابه فيهم .
............
ولن يُعذب أمته
ما داموا يستغفرون الله ويلجأون لهُ ، وهذا وعدُ قائم منذُ كان رسول الله
بين أُمته ، وحتى بعد رحيله للرفيق الأعلى ولحد الآن .
..............
بينما
الآية الثانية تتحدث عن الأمر بمُقاتلة من نكثوا أيمانهم وخانوا العهود
ونقضوها ، وحاولوا إخراج الرسول وصحابته وطرده ، وهُم الذين بدئوا بالخيا