دليلهم على القول بالنسخ والناسخ والمنسوخ رقم ( 2 )
...........
{
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ } {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ
لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } {إِنَّمَا يَفْتَرِي
الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ }النحل101-105
.............
وأغرب ما في الأمر أن
هذه الآية هي آيةٌ مكيةٌ ، وهي تُناقض ما قالوا به بأن النسخ جاء مدنياً
والمنسوخ جاء مكياً ، ويلغي ما قالوا به قول الله تعالى : - .
.........
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
..........
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
..........
لا مُبدل لكلمات هذا القرءان ، ولا يمكن أن تكون آية بُدلت بآيةٍ أُخرى
.........
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29
.............
{...... يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ .......}الفتح15
..............
{..... وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ .....}البقرة211
.........
{وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا
يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ }يونس15
.........
أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ
..........
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
...........
{سَيَقُولُ
الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا
ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل
لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ
بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً
}الفتح15
..........
فهذه النعمة وهذا الكتاب الذي طلب الله من نبيه
أن يتلوه على أُمته لا مُبدل لا لكلماته ولا لآياته ، بل هو البديل للكُتب
السابقة ، وإنما قصد الله هُنا هو التبديل للآيات الكونية .
........
تبديل
آية انشقاق أو إنفلاق البحر لسيدنا موسى وقومه بآية انشقاق القمر لسيدنا
مُحمد والمُسلمين ، تلك نُسخت وما عاد لها وجود إلا الذكر ، وهذه حيةٌ
باقيةٌ لحد الآن تُدرس ويُدقق في أمرها من قبل عُلماء الفضاء ، تلك مكانها
بحر العريش كجزء من البحر الأحمر ، وهذه مكانها القمر في السماء .
.............
لا
بُد لنا من الإنتباه ومن التركيز على كلمتين ، كلمة " آيه " وكلمة " مكان "
ثُم كلمة " بدلنا " أي أن الله يتكلم عن "تبديل آيات بكاملها" ، وليس عن
حُكم مُعين أو حكم الآيه ، أي التبديل تم للآية بكاملها ، وللمكان وليس
الإستبدال للآيه لتُستبدل بأُخرى ، أو لحكم فيها ، وأن التبديل تم للآيه
بكاملها ، ولا يمكن أن يكون هُناك حديث عن الحُكم
...........
فالقبلة
الأولى لبيت المقدس والتوجه لها ، والتي توجه لها رسول الله والمُسلمين ما
بين 16-17 شهراً إقتداءً بشرعة من قبله وبالتوراة وبوحيٍ وبأمرٍ من الله ،
وسُر اليهود وأفرحهم ذلك ، أبدلها الله لهُ بآية التوجه " للبيت الحرام "
وعند ذلك أتهموه بالإفتراء ، تلك مكانها بيت المقدس ، وهذه مكانها مكة
المُكرمة......إلخ .
...........
ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام لما
قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب
بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين.
.........
وقد صلى أصحابه في مسجد
بني سلمة ركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وتبادل الرجال
والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!
...........
والآيه ليس
شرط أن الله يعني بها آيه كتابية قرءانية فقط وحصرها عليها ، فكلمة " آية "
وردت في كتاب الله 79 مرة ، كما أوردنا سابقاً ، كُلها عنى الله بها آيه
كونية أو بيانية ، فالله سبحانه وتعالى أعطى نبيه آية الإسراء وآية المعراج
وآية إنشقاق القمر وآية القبله للبيت الحرام وآية الجلد للزاني وآيات
المواريث....إلخ ، فكانت البديلة بل وخير مما سبقها ، الذي أُنسي وما نسخ
منهُ .
...............
وبما أن هذا القُرآن العظيم وبآياته الكريمة
هو البديل عن كُل كُتب السابقين ، والحاوي والشامل والمُهيمن والناسخ لها ،
ما أعلمنا الله عنها وما لم يُعلمنا ، وأن هذه الشريعة ككل هي الشريعة
البديلة والناسخة والحاوية لشرائع السابقين ، والمهيمنة عليها بل وألاغيه
لها ، ولا قبول عند الله إلا لهذا الإسلام بعد مبعث نبيه الكريم ، وهذا
القرءان الكريم ، وذلك بعد أن فسدت كُتبهم وشرائعهم نتيجة تحريفهم لها
وتلاعبهم بها ، وتحريفها وإخضاعها لشهواتهم ورغباتهم ومُتطلباتهم وتطويعها
لتحقيق أهدافهم ، ولذلك سُميت الشريعة الحارقة لما قبلها أو الشريعة
النارية ، أو التي لها نار لوضوحها ونقاءها وبيانها وهُداها .
...............
ما
ورد في سفر ألتثنيه { 33: 3 } "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجُل
الله بني إسرائيل قبل موته فقال. جاء ألربُ من سيناء وأشرق لهم من سعير
(سأعير جبل في القدس) وتلألأ من جبل فاران ( ولنؤكد على جبل فاران وليس
برية فاران ، جبل في مكة والذي يُعرف بجبل أبي قبيس والذي به غار حراء)
وأتى (أتى أتى وهي مرتبطة بالآتي مُستقبلاً في رحلة الإسراء) من ربوات
القُدس وعن يمينه نارُ شريعة لهم "
...................
............)
وفي نُسخ ومعه كتابٌ ناري ) ( وفي نُسخ وجاء معه عشرة الاف قديس أو الوف
الأطهار قاموا بحذفها من النُسخ الموجودة حالياً ) .
...............
وكان عدد الصحابة الذين رافقوا رسوله الأكرم في فتح مكة 10000 صحابي بالتكام والكمال ) عشرة آلاف قديس وحواري وطاهر وخير (
............
وكُل
ما يُنزله الله هو آيات من عنده ، سواء الآيات الكتابية التي وردت في كُتب
الله لرسله ، وكذلك الآيات الكونية والمُعجزيه والدلالية البيانية كُلها
تتنزل من عند الله ، وكذلك آيات العذاب التي يُعاقب الله بها الأمم المكذبة
أو التي يُريد عقابها تتنزل بأمرٍ من الله موكلاً بها ملائكته وبالذات
الروح الأمين جبريل عليه السلام .
........
وهذه الآيات الكونية
الدالة على قُدرة الله والتي هي من ضمن مُلك الله للسموات والأرض ، الكثير
منها موثق في آياتٍ كتابيه في هذا القرءان العظيم .
.......
فأعطى
الله نبيه ورسوله الأكرم آيات بديله مكان آيات السابقين ، وكُلما تنزلت على
رسول الله آية بديلة عن آياتهم ، واللهُ الأعلم بحكمة تنزيلها ، أتهم رسول
الله بالإفتراء ونقصد اليهود ومن معهم ، وما يتنزل كان عن طريق الوحي
جبريل عليه السلام ، وكانت هذه الآيات البديلة عن آيات السابقين تتنزل
بلسانٍ عربي مُبين ، وهي تدحض ما يفترونه على رسول الله ، بأن هُناك من
يُعلمه هذا القرءان بلسانٍ أعجمي ، وهم يفترون كُل إفتراءاتهم لانهم لا
إيمان عندهم بآيات الله .
........
إذاُ فما أعطاه الله لنبيه الأكرم
صلى اللهُ عليه وسلم ، في هذا القرءان العظيم ، وما فيه من بيانٍ وإعجاز ،
وهو مُعجزة الله الخالدة إلى إنقضاء الدهر ، وما جرى على يديه من مُعجزات
وبينات وما ورد في سُنته من إعجاز ، وما ايده الله به من آيات مُعجزية
وبيانية ، كُل ذلك هو البديل وهو مكان ما أعطى الله رسله وأنبياءه السابقين
، لنبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وما أُعطي لأممهم .
.........
فكان
هذا البديل من هذه الآيات هو بالمثل بل وعلى أخير مما سبق ، فشتان بين آية
إنشقاق البحر لسيدنا موسى عليه السلام ولقومه ، وبين ما أُعطي لنبينا
الأكرم من آية إنشقاق القمر ، فهذه آيةً حيه يدرسها العُلماء الآن وأثبتوها
وذُهلوا منها ، بينما تلك نُسيت ولا يُعرف مكانها .
........
ففي
هذه الآيات التي تتنزل والتي هي بديله عما هو عند اليهود والنصارى وغيرهم ،
كيف يبدل آية ألقبله لبيت المقدس بالإتجاه لآية البيت الحرام ، كيف تنزل
آية تأتي بعقوبة للجلد للزاني عند المُسلمين بديله عن آية لعقوبة الزنا
بالرجم عندهم وهكذا ، فأعطى الله نبيه آية إنشقاق القمر بديلاً عن آية
إنشقاق البحر لموسى وقومه وهكذا ، وآيات الله لا حصر لها ولا مجال لذكرها
هُنا .
.............
والله هو الذي يعلم بما يُنزل وقد عرفنا سابقاً
ما هذا الذي يتنزل بأنه الخير وهو هذا القُرآن العظيم وآياته الكريمة ،
والآيات التي يؤيد بها نبيه الكريم ، وأنه هو الخير والرحمة التي أختص الله
بها هذا النبي وأُمته في وقته ومن بعده .
وشتان بين قبلة الله
للبيت الحرام وبين القبلة لبيت المقدس ، وشتان بين الرجم وبين الجلد للزاني
، هذا عدى عن رحلة الإسراء ، وعن رحلة المعراج............إلخ
..............
فرسولنا
الأكرم وصحابته عرفوا النسخ بمعناه الحقيقي ، وأن هذا الخير وهذه الرحمة
التي أختص الله بها نبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم وأُمته ، سواء
للآيات التي نزلت في هذا القرءآن وهذه الشريعة ، أو ما أعطى الله نبيه من
آيات بيانية ومُعجزية ، هي البديل ونتاج ما نُسخ وما أُنسي من آيات
السابقين وما جاء به أنبياءهم ورسلهم ، ما أعلمنا الله منهم وما لم يُعلمنا
ولا علم لنا بما أنزل الله من كُتب أو ما اعطى انبياءه ورسله ، إلا بما
اخبرنا به هذا القرءان ورسولنا الأكرم ، واليهود أيضاً ومعهم الكُفار
والمشركين والمنافقين وأعداء الإسلام من غيرهم عرفوه كما عرفه متلقي الوحي
وصحابته ، ولنأتي لليهود لأن الأمر عناهم وخصهم .
............
ولذلك
ثارت ثائرة اليهود واعترضوا ولم يعترفوا بالنسخ ، لأنهم علموا بأن هذا
يعني إنتهاء شريعتهم وآياتهم وحلول هذه الشريعة الجديدة كبديل لشريعتهم بل
جاءت على خير وأخير مما عندهم ، وأن هذا النبي أُعطي من الآيات سواء في هذا
القرءآن أو الآيات الأُخرى بالمثل وكذلك بما هو خيراً مما أُعطي لهم
ولأنبياءهم ورسلهم ، فكان ذلك هو البديل لكُل ما عندهم وعند غيرهم.
...........
ولو
كان النسخ على ما قال به النُساخ لكان اليهود أول المُعترفين به ، ولطاروا
فرحاً وتشفياً ، ولكان اليهود أول الفرحين والراقصين والمغنين لهذا الأمر ،
ولأقاموا الدُنيا ولم يقعدوها ولألبوا الكفار والمشركين والمنافقين ،
ولاستخدموا ذلك سكيناً حاداً لطعن هذا الدين الجديد وقتها وحينها ، حول أن
هذا القرءآن فيه كُل ما قال به النساخ من مصائب لا مجال لذكرها الآن ، سواء
لآيات مبطلة وملغية الأحكام ، أي قرءآن يُبطل قرءآن ، أو لقرءآن ضاع وغير
موجود في هذا القرءآن ، سواء لسور أو آيات ، بين مسقط وبين مرفوع وبين منسي
وبين ما أكلته داجن وعدد ولا حرج ، ولكان للكفار والمشركين والمُنافقين
نفس الموقف مع رسول الله حول ما يتلقاه من وحي ، وحتى لن يخلو الأمر من
اعتراض من أعتنقوا هذا الدين الجديد ، ولدُمر هذا الدين ووئد حينها لو كان
لهذا الأمر حقيقة ووجود على ما قالوا به ، ولكن هذه المصيبة أوجدت فيما بعد
ومن موجدها هُم اليهود ، اداروا رأس السكين من نحورهم إلى نحر الإسلام
وبالذات هذا القرءان العظيم ، ولكن الله لهم بالمرصاد ، وهذا القرءان كفيل
برد هذه الفرية وهذه الضلالة وهذه الطعنه المسمومة التي وُجهت لخاصرة كتاب
الله العزيز .
********************************************
دليلهم رقم ( 3 )
...........
على النسخ أو طعنة الناسخ والمنسوخ
............
{ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }
.................
وهذه الآية هي آيةٌ مكيةٌ وليست مدنيةٌ .
.........
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
...........
{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52
.........
عن أُمنا الطاهرة عائشة رضي اللهُ عنها قالت : -
................
" ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية "
...........
حيث
يتهمون الله ويتهمون نبيه بأنه كان ينسى من القرءان ، أو أن الله كان
يُنسيه شيء من القرءان ، نسياناً ابدياً ، وهو اتهام ومسبة وشتيمة لا دليل
عليها ، ولا وجود لمُبرر لها ، واستمدوا قولهم بعد أن لم يكتفوا بالنسخ ،
بل لا بُد لهم من إيجاد قرءان منسي أو تم نسيانه أو تنسيته ، لأنه لا بُد
لمن تورط وفهم قول الله " ما ننسخ " واوجد النسخ ، تورط بتكملة الآية
الكريمة " أو نُنسها " فلا بُد لهُ من إيجاد قرءان منسي ، فوجدوا هذه
الآية واستدلوا باطلاً بها .
........
ولكن ما لا يمكن فهمه هو قولهم
عن قرءان مرفوع أو تم رفعه ، فالسؤال هو إلى اين تم رفعه ولماذا رُفع ومتى
رُفع....؟؟؟؟إلخ ، وعن قرءان أُسقط ، إلى أين أُسقط ، ولماذا أُسقط ، وعلى
كُل ذلك ما هو الدليل على ذلك من كتاب الله ، وما هو الدليل على ذلك من
قول رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ؟؟؟؟؟
.........
يا ترى إذا كان
الذي تم نسخه والذي تم تنسيته والذي تم رفعه والذي أُسقط والذي أكلته
الداجن ، وهو يجب أن يكون من هذا الكتاب المُبارك الذي أنزله الله ، وطلب
إتباعه بالكامل ، كيف نتبعه وهو غير موجود ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
قال سُبحانه وتعالى
........
{
سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }{إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ
الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } {وَنُيَسِّرُكَ ليسرى }{ فَذَكِّرْ إِن
نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى 6-9
..........
سَنُقْرِؤُكَ
..............
فَلَا تَنسَى
.................
إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ
...........
وَنُيَسِّرُكَ لليسرى
.....................
الآية
تتحدث بأن الله سُبحانه وتعالى سيُقرئ نبيه ورسوله الأكرم هذا القرءان ،
وإنه لن ينسى منهُ خلال تنزله وتلقيه لهُ إلا ما يشاءه الله ، أو لن ينسى
شيء منهُ إلا بمشيئة وإرادة من الله ، وذلك تيسيراً عليه ورحمةً به ، لأن
ما هو مطلوب منهُ عبئ كبير ، ولا يقتصر على حفظه لهذا القرءان فقط ، وما
سينساهُ سيكون مُدون ومكتوب فيما كتبه ودونه كتبة الوحي ، وما سينساه هو
يكون حفظة الوحي من صحابته يحفظونه ، وما سينساه سيكون الله مُتكفل به
وبتذكيره به عن طريق الوحي جبريل عليه السلام ، الذي يُعيده عليه كُل عام ،
وفي العام الذي لقي فيه وجه ربه وأنتقل للرفيق الأعلى عارضه به مرتين
ليتأكد من حفظ رسول الله لهُ ومن تأكده من تدوين ما تنزل ، وتأكد رسول الله
من حفظ صحابته لما حفظه من كامل ما تنزل عليه
.................... .
فالله
سُبحانه وتعالى يطمأن نبيه وعبده رسول الله ، بأنه سيقرؤه هذا القرءان
الكريم وهذا القول الثقيل ، وبأنه سينسى منهُ ، وبأن لا يقلق بشأن ما
سينساه ، لأن هذا سيتم بمشيئة الله وبإرادة منهُ ، لأن الله أراد لنبيه
وبنبيه اليُسر والتخليف عنهُ " وَنُيَسِّرُكَ ليسرى " وهذا من باب الرحمة
والتيسير على هذا النبي الكريم والرسول العظيم ،لأن ما هو مطلوب منه ومن
هذه الرسالة التي حمل عبئ تبليغها ، لا يقتصر على حفظه للقرآن وتبليغه ، بل
عليه ما هو أكثر من ذلك ، كمُنقذ ومُخلص للبشرية .
.......
أما
بشأن ما سينساه ، فهو نسيان مؤقت ، وما ينساهُ هو فسيكون في صدور صحابته ،
وسيكون فيما دونه وكتبه عن طريق كتبة الوحي ، بالإضافة لتكفل الله بحفظه ،
وبأن أمين وحيه سيُراجعه به كُل عام ليعرضه عليه ويتذاكر معه ويُذكره بما
قد يكون نسيه ، وليتذاكر مع صحابته ومن هو في صدورهم ، وفي العام الذي
أنتقل بت للرفيق الأعلى عرضه عليه جبريل عليه السلام مرتين .
.................
ومن
يعتقد أن الله وحسب ما فسروا أن نبيه نسي الكثير من القُرآن وضاع هذا
القُرآن ، فالله سُبحانه وتعالى يُطمئن نبيه ورسوله لئلا يأخذه القلق
واللوم على نفسه وتحميلها فوق طاقتها ، بنسيانه لبعض هذا القُرآن الذي
يتنزل عليه ، ويُخبره الله بأنه سينسى من هذا القُرآن الذي يُقرئهُ لهُ
البعض منهُ رحمةً منهُ لهُ وتخفيفاً عليه ، ولكن هذا لا يتم ولن يتم إلا
بمشيئة من الله وبإرادته ولوقت يشاءه الله ولما يُريده الله ، لأن هذا
النبي والرسول عليه عبئ كبير ومسؤولية ضخمه لتبليغ رسالة ربه ، وما هو
مطلوب منهُ كبير ولا يقتصر على حفظ هذا القُرآن .
.................
ولكن
الله تكفل لهُ بحفظه في النهاية ، وبأن ملاكه جبريل عليه السلام ، سيأتيه
ويُعيد عليه هذا القُرآن ليتأكد من حفظه لهُ ويُذكره بما نسيهُ منهُ ،
وكذلك تقييض الله بحفظ صحابته لهذا القرءان الذي يتنزل عليه ويقرئه جبريل
عليه السلام إياه ، وتكفل الله بأن يعرضه عليه جبريل مرتين في آخر عام من
حياته ، للتأكد من أنه تم حفظ رسول الله لهُ وحفظه صحابته وتلاميذه الأطهار
، وأن كُل حرفٍ تنزل قد تم كتابته وتدوينه وتم التحفظ والتحوط عليه .
....
ولذلك
شيء طبيعي نسيان رسول الله لآيتين من القُرآن عندما أم لصلاة الفجر ،
وسألهُ " أُبي بن كعب " رضي اللهُ عنهُ ، وطلب منه رسول الله أن يذكره
بهاتين الآيتين " هلا أذكرتنيها " ، فرسول الله نسي قراءتهما في الصلاة
بينما صحابته ومن أم بهم الصلاة يحفظونهما ، وأمر طبيعي سهو رسول الله عن
ركعتين من صلاة العصر ، وفي هذا تدليل من الله على بشرية هذا النبي ، فهل
معنى ذلك أن هاتين الآيتين تم تنسيتهما نهائياً وكذلك الركعتين .
.................
وروى أبو داود وابن خزيمة وابن أبي عاصم وغيرهم عَنْ الْمُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ الْمَالِكِيِّ
.......
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى
وَرُبَّمَا قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَّا
أَذْكَرْتَنِيهَا قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا
نُسِخَتْ "
......
وهذا حديث حسن حسنه النووي في الخلاصة والألباني في صحيح أبي داود .
.......................
نرى المقطع أو الجملة المدسوسة في هذا الحديث وهي " قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا نُسِخَتْ "
..........
من
هو سُليمان هذا ، وما الذي أتى به ليقول هذا القول ، هل يقصد بأنه رآها
نُسخت ، كُتبت أو دونت ، لا نظن ذلك ولكن هذه هي المدسوسات وهذه هي
الإضافات القاتلة ، هو يراها وأياً كان سُليمان هذا فرأيه يعود عليه ، هذا
إن كان قالها .
...............
هذه واحدة من بعض القُصاصات التي
يستدل بها من يؤمنون بهذه الفرية والضلالة وهذه الطعنة المسمومة " قال
سُليمان لا يكون سيدنا سُليمان عليه السلام هو الذي قال وأصبح كلامه وحياً
موحى به من الله .
.........
.........
فرسول الله يطلب من هذا
الصحابي الجليل أن يُذكره بما نسي أن يقرأه في الصلاة ، دلاللة على أن رسول
الله نسي قراءة هذه الآيات ، بينما من يؤمهم من صحابته يحفونها ، وهذا
يحدث مع أي إمام وخاصةً اثناء الإمامة لأن هذا القرءان مُعجز وهو قولٌ ثقيل
كما وصفه مُنزله .
.........
ولذلك أراح الله نبيه من هذا العناء
وتعجله في قراءة القُرآن والتعجل والحرص على حفظه ، وتأنيبه لنفسه عن
نسيانه لبعض آيات هذا القرآن ، فطمأنه بقوله تعالى : -
........
{
لَا تُحَرِّكْ به لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ به }{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ }{ فَإِذَا قراناه فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ } القيامة16 -18
.........
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
......................
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
..........
{ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى } {إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى }الأعلى6 – 7
...........
فهذا
القرءان طلب الله من نبيه أن يتبعه هو وأُمته بالكامل ولم يستثني المولى
عز وجل أي آية من آياته ، وتكفل الله بحفظه وبجمعه وبقرءانه .
********************************************
دليلهم رقم ( 4 )
.........
على القول بالنسخ والناسخ والمنسوخ
.........
يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
.........
{
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ
أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ
إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }{يَمْحُو اللّهُ مَا
يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
.......
بِآيَةٍ
.........
لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
......
وهذه الآية لها أجل ووقت لحدوثها .
........
فالمولى عز وجل يتحدث عن آيةٍ كونيةٍ ، لا يأتي بها الرسول أو النبي إلا بإذن الله
.........
وهذه
الآية لا يقتصر كلام الله فيها على آية قرءانية ، بل كلام عن آية من آياته
الكونية والمعجزية ، والتي هي أو بعضها موثقه في آيات كتابية قرءانيه في
هذا القرءان الكريم .
.......
وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله
.........
يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ
.......
وَيُثْبِتُ
..........
وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
...........
يمحو ويُثبت من هذه الآيات الكونية المُعجزية الدلالية البيانية
...........
وإذا
كان الحديث عن آيات القرءان الكتابية ، فإن هذه الآية لا تتحدث عن القُرآن
إلا بمدحه وثباته وثبات آياته وبقاءه وبقاء آياته وخلوده وخلود آياته إلى
يوم ألقيامة ، ومحو الله ما يشاء لما سبقه من آيات وما عاد لأصحابها إلا
الذكريات كالقول كانت عصا موسى وكانت يدُ موسى تخرج بيضاء ، وانشق البحر
لموسى وقومه ، وقام المسيح بكذا وكذا....ألأخ ، ويبقى السؤال أين هي
التوراة الأصلية التي أنزلها الله وأين هو الزبور الأصلي ، وأين هو الإنجيل
الذي أنزله الله .
...........
وتثبيته لهذا النبي الكريم ما أعطاه
من آيات وتكفله بحفظها إلى قيام الساعة ، فهذا انشقاق القمر آيةٌ حيه
يدرسها العُلماء الآن ، ولا زال قصر كسرى وذلك الإنشقاق الذي حدث فيه آيةٌ
ثابتةٌ لحد الآن ، وها هو مربط براقة والصخرة المشرفة تشهدان على رحلة
إسراءه ، وها هي قبلتيه التي توجه لهما تشهدان وحييتان ترزقان ، وها هي
الكعبة محط أفئدة الملايين من البشر شاهدةً لهُ ولرسالته ، وهاهي شجرة
الصفاوي شرق الأردن وتدلي أغصانها تشهد على حنوها عليه وتظليلها لهُ ،
وهاهو موطىء قدمه وآخر ما وصلت قدماه في أرض الشام آيةٌ حيةُ وموجودةٌ
.......الخ
.......
ونص الآيات التي استدلوا بها " ما ننسخ من
آية..." "وإذا بدلنا آية مكان آية....." والسياق الذي وردت فيه كلام الله
واضح أنه يتحدث عن آية كونيه ، ما تم نسخه منها وما تم تنسيته وما تم محوه
منها ، أعطى اللهُ نبيه ما هو مثلها وما هو خيرٌ منها وثبته لنبية وأُمته ،
,ومحى ما قبله من آيات السابقين ، وإذا تم الإصرار على أن الله يتحدث عن
آية كتابية ، فمقصد الله هو أن هذا القرءان الكريم بآياته المباركة ، هو
البديل لما تم نسخه وتنسيته ، ولما تم محوه فهو الثابت وجاء على مثل بل
وبأخير من آيات كُتب السابقين .
...........
{ اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }{وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ
وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ }القمر 1- 3
...............
وَانشَقَّ الْقَمَرُ
.......
وَإِن يَرَوْا آيَةً
........
وأغلب
ما يمكن قوله عن الآية هو قوله تعالى عن آية انشقاق القمر ، وما ماثلها
كآية الإسراء وآية المعراج ، وآية القمر هي آية عظيمه أُعطيت لرسول الله
ولمن أستهان بها ، نقول لهُ إنها ليست بالآية الهينة ، أحد الكواكب ينشق
وينفلق إلى نصفين ليس بالأمر الهين ، شاهده الناس ورأووه بأم أعينهم ، وثبت
الله هذه الآية ولم يمحوها نهائياً كما هو المحو لآية انشقاق البحر لسيدنا
موسى ، وما صعود العلماء لذلك الكوكب إلا لدراسة هذا الأمر الذي برايهم
حدث في زمن من الأزمنة ، ولم يكُن عندهم علم بأنها آية أعطيت لنبي الله
ورسوله مُحمد ، وهي أعظم من آية انشقاق البحر لسيدنا موسى وقومه .
............
والآية
التي تحدث الله عنها مقصده الآية الكونية أو لمعجزيه أو الدلالية البيانية
، والتي تدل على قُدرة الله ، وهذه الآيات تشغل حيزاً ووجوداً في مُلك
الله للسموات والأرض .
..........................
وكون القُرآن حمال
وجوه ولا تقتصر آياته على تفسير واحد مُحدد ومُجمد ، فأحد التفاسير لهذه
الآية " هو محو الله وغفرانه لخطايا وذنوب من أراد من عباده ، وتثبيته لما
شاء من الذنوب والخطايا وعنده أُم الكتاب ، وإلا لماذا نحنُ أُمة الاستغفار
ويتوقف الملائكة عن تسجيل الذنوب فإذا أستغفر صاحبها محاها وغفرها الله
بإرادةٍ منهُ ، ولماذا كان نبيننا كثير الاستغفار عن نفسه وعن أُمته وأكثر
استغفاره كان عن أُمته ، ولماذا العبد دائم اللجوء إلى الله ليغفر ذنوبه
وخطاياه ومعاصيه ، وهل الله لا يستجيب لذلك ، ولماذا هذه المحطات الوقتية
لطلب الغُفران وهي الصلوات الخمس ، وتلك المحطة الإسبوعيه وهي ألجمعه وساعة
الإستجابة فيها ، وشهرُ رمضان ذلك المحطة السنوية ، والمحطة العمرية وهو
الحج ، ومحطة الإسلام وجَبَهُ لما قبله ، ومحطة التوبة...الخ .
...............
وتفسيرٌ
آخر لها هو أنها مؤيده لآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها " ومؤيده لآية "
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ " فآياتُ السابقين سواء في كُتبهم
أو آياتهم التأييد ما عاد لها وجود ومحاها الله إلا من ذكرها فقط وأصبحت
ماضي ، وبعضها أُنسي ولا علم لأحدٍ به ، هذا على الأرض وبين الناس وفي حد
علمهم ، إلا أنها محفوظة وهي عند الله محفوظة في أُم الكتاب ، وما ثبت
اللهُ وحفظ إلا ما أعطاهُ من آياتٍ لنبيه ورسوله الأكرم ، فما زال هذا
القُرآن يُسجل أرقاماً خياليه في الإعجاز ، وما زالت أحاديثُ نبيه وما أخبر
عنهُ حيةً وتتحقق عبر الأزمنة ، وفي هذا العصر بالذات ولا مجال هُنا
لذكرها ، ولنا ملف يتحدث عن نزرٍ منها هو " أحاديث نبوية ومُعجزات "
بالإضافة لملف عن بعض الآيات وهو " آيات قُرآنيه ومُعجزات " .
........
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله-
.......
"
فأخبر سبحانه أن عموم قدرته وملكه وتصرفه في مملكته وخلقه لا يمنعه أن
ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية ما
يشاء ويثبت فهكذا أحكامه الدينية ، ينسخ منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء .
انتهى
.........
وإذا كان هُناك ما ثُبت وحفظه الله إلى قيام الساعة
، ولنتحدث عن الكُتب والشرائع ، فهو هذا القُرآن العظيم وهذه الشريعة
ألخاتمه والخالدة والتي سيثبتها الله ويحفظها إلى يوم ألقيامة ، وإذا كان
هُناك ما محاهُ الله ، فهو كُتب وشرائع السابقين ، وكُل ذلك محفوظ عنده في
أُم الكتاب ، ولذلك نُعيد التأكيد ونتحدى من يأتينا بتوراة موسى وإنجيل
المسيح وزبور داود التي من الله ، وكما هي وكما نزلت من عند الله .
***********************************
ولذلك
لا يوجد في كتاب الله آيات تُثبت أو دليل على ما قال به من قالوا "
بالناسخ والمنسوخ "ولا يوجد في كتاب الله " ما ننسخ من حكم أو حرف...الخ" ،
ولا يوجد دليل على ما قال به النُساخ من قول وكلام رسول الله .
...............
وكذلك
لا يوجد كلام لله ينسخ كلامه في هذا القُرآن الكريم ، ويجب أن نعرف ما
معنى ينسخه أي يُبطله ويُلغيه ويُزيله ، ثُم لمن قال إن الله " لهُ أن
يُبدل ويُغير في كلامه كما يشاء في هذا القُرآن ونؤكد على قولنا في هذا
القُرآن "
...........
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
............
{
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
................
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115
...................
فبهذا القرءان العظيم أُكمل الدين وتمت النعمة ورضي اللهُ للبشرية هذا الإسلام ديناً إرتضاهُ لهم ....
ولذلك
كُل الأدله التي ظن من قالوا بالناسخ أنها أدلتهم على وجود نسخ وناسخ
ومنسوخ في هذا القرءان الكريم ، هُم في واد والأدله في وادٍ آخر ، الله جل
جلاله يتحدث عن " آية بكاملها وكُليتها " والله يتحدث عن آية تدل على
قُدرته ، ولها وجود وحيز ومكان تشغله في ملكه مُلك السموات والأرض .
............
والنساخ
يتحدثون عن 3 أنواع من نسخهم في وادٍ آخر ، يتحدثون عن أحكام في آيات تنسخ
أحكام في آيات أُخرى ، مُعاندين ومُتحدين قول الله تعالى : -
............
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
........
هذا
عدا عن نوعي نسخهم الآخرين ، وعن تجنيهم على كتاب الله ووحيه الخاتم ،
بالقول بأن هُناك قرءان في غير هذا القرءان ، بين منسيٍ وبين مُسقطٍ وبين
مرفوع ، يصل حجمه إلى نصف حجم القرءان الحالي .
........
ومن مصائب
التفاسير التقليدية التي نُحيل أنفسنا إليها ، والتي نتمسك بحرفية الأقوال
لمن فسروها ، وعلى أن ما قالوا به أخذ المصداقية وكأنه وحي من الله ، فإن
أخطأوا علينا الأخذ بخطاهم إلى يوم ألقيامة ، ولذلك القاضي الذي يضمر لك
العداء سيُدينك في النهاية ، ومن تشبع بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، وأدان
كلام الله ووحيه ، هكذا تأتي تفاسيره ويجب أن يُسيء لكتاب الله .
..............
ولمن
قال بأن هذا القرءان لم يستقر إلا قُبيل رحيل رسول الله ، وكان كُل تلك
الفتره خاضعاً لما يُنسخ ولما يُنسى ولما يُسقط ولما يُرفع " وحاشى
والعياذُ بالله من هذه الأقوال وممن يقول بها " وهل الله أنزل هذا القُرآن
على الأرض ليُجري عليه أبحاث وتجارب واختيارات على الأرض ، ليُبدل ويُغير
فيه ، ليُثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء ، ويُنسي ويرفع ويُسقط من كلامه ووحيه
الخاتم ، أو أن الله لم يعرف الرحمة ومصالح العباد ، فيما أنزله بدايةً
ليُبدله أو ينسخه في ما فيه الرحمة نهايةً ويُثبته ، ما هذه الإساءة لله
ولوحيه ولكلامه .
.................
أما إستدلالاتهم الأُخرى والتي
تبعث على التقيؤ والغثيان ، فكانت كلمةٌ من هُنا وجُملةٌ من هُناك ،
وقُصاصةٌ من هُنا وقُصاصةٌ من هُناك ، وكُلها إما من مدسوساتٍ أو
إسرائيليات أو.... ما تم توثيقه لكي يطعن وتطعن في كتاب الله والإنتقاص
منهُ ، وتطعن في تحكيمه وبيانه وتبيانه وتفصيله لآياته وتكفله بحفظها ،
وبأنه لا باطل ولا اختلاف ولا تناقض فيه .
.........
واستدلوا بما هو
ظني الثبوت على ما هو قطعي الثبوت والذي وصلنا تدويناً دقيقاً وتواتراً
لفظياً لما حفظته الصدور ، فاستدلوا بحدثنا وبقال وبقالت وبأخرج
وأسند....إلخ ذلك من إستلالاتٍ باطلةٍ ، وخاصةً قالت عمرة ، لأن كتاب الله
العظيم لم يصلنا لا بحدثنا ولا بقال ولا بقالت ولا بأخرج...إلى غير ذلك من
إستلالات واهنةٍ بل ومُخزيةٍ عن قرءانٍ في غير هذا القرءان ، قالت عمرة .
..........
آياتٌ لا بُد من ذكرها
...............
{
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران 7
...........
فالمولى عز وجل حذر من الوقوع في الآيات المُحكمات
ولكنهن مُتشابهات ، فأخبر عن نوعين من الآيات في هذا القرءان الكريم ، آيات
مُحكمات واضحات لا تحتمل الخلط ، وهُن أُم الكتاب ، وآياتٍ مُحكماتٍ
ولكنهن مُتشابهات فيجب الإنتباه لهن عند الفهم والتفسير ، وهذا الذي حذر
منهُ المولى عز وجل وما وقع به من أوجدوا هذه الجريمة بحق كتاب الله.
...........
حتى تأويل القرءان الذي لا يعلمه إلا الله أدعوا أن هُناك من علم بتأويله " والعياذُ بالله "
..........
{
.........اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً
مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ
هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا
لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر23
.............
فكُله مُنزل من الله وهو أحسن الحديث كاملاً ، وحذر الله من الوقوع في مُتشابهه ، وهذا ما وقع به من قالوا بالناسخ والمنسوخ
..........
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16
.............
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58
..........
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97
...........
فهو نزل بحرف ولسان رسول الله وهو حرف ولسان قُريش أفصح الألسنه والأحرف وأبلغها على الإطلاق ، وهو ما يجب أن يُقرأ به .
.........
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
............
{ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
...........
فَاتَّبِعُوهُ
...........
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف52
............
{ تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
............
".....أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا
جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85
............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ يؤمر فيه بترك الكثير من الوحي " بين وحي مُلغى ومُبطل
الأحكام ، وبين وحي تم نسيانه وتنسيته ، وبين وحي تم رفعه ، وبين وحي تم
إسقاطه....إلخ
..........
{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
............
{ لَا تُحَرِّكْ
بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
}{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
بَيَانَهُ } القيامة16 -18
...........
فهو واجب الإتباع كاملاً ولكُل حرفٍ ورد فيه
..............
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
............
{
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ
أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ
إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
............
والنسخ هو كُفر ببعض آيات الله وإنكارها ، على الأقل بإبطال أحكامها .
............
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
.............
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
............
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
.............
{ قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
.........
{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
.............
فُصلت آياته كُلها ولا يمكن أن يكون هُناك عوج في أي آيةٍ منهُ أو حرفٍ من حروفه .
..........
{
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103
..........
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ
قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
..............
{
وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ
مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى
لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
..........
فكُل حرف وكُل كلمه فيه هي
عربيه عرفها العرب واستعملوها في عربيتهم ، ومهما كان أصلُها ، وهذا رد من
الله على من ادعى أن في هذا القرءان كلمات غير عربيه .
.........
{
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57
...........
سائلين
الله سُبحانه وتعالى أن يكون قد ألهمنا القول الصواب ، والذي فيه كسب رضاه
، والدفاع عن هذا القُرآن العظيم ، ونؤكد على عظمة هذا القُرآن ، ومن عنده
شك فليعمد إلى قراءة كُتب الآخرين ، ومن لم يعرف من هو مُحمداً فليقرأ ما
جاء عنهُ في كُتب الآخرين ، وماذا قال عنهُ المُنصفون من هُم على غير دينه ،
وليقدر هذا القُرآن الذي قد يكون البعض إستهان أو اساء لهُ من غير قصد أو
في غفلةٍ من الشيطان ، وبالتالي أساء لمُنزل هذا القرءان ، وأساء لمن تلقى
هذا القُرآن ولمن كان حوله من صحابة أطهارٍ وأخيار .
.........
هذا
القُرآن العظيم الذي لم يُنزل الله مثيلاً لهُ منذُ خلق آدم ، إلى قيام
الساعة ، وما من نبي أو رسول إلا بشر أُمته عن هذا النبي الذي سيتلقى هو
وأُمته هذا الكتاب الخاتم ، ودعا الله بأن يُعجل ببعثه كمُخلص ومُنقذ
للبشرية ، والقرءان هوالخطاب الإلهي الأخير للبشرية والبشر ولغيرهم .
................
{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى
فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
..................
والقول بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، هو الطلب بالإعراض عن كُل ما قالوا عنهُ بأنهُ منسوخ
...............
أبو القاسم هبة الله بن سلامة " المتوفي سنة 410هجرية " مؤلف كتاب"الناسخ والمنسوخ" يُعتبر من أوائل مؤسسي النسخ والناسخ والمنسوخ .
.............
تم بحمدٍ وفضلٍ من الله العلي القدير
..........
واللهُ من وراء القصد وهو ولي التوفيق
...............................
ملفاتنا
وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى
أن ينشرها ، ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل الشُكر
والاحترام وخالص الدُعاء .
..................
إنشر تؤجر
...........
{
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ } {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ
لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } {إِنَّمَا يَفْتَرِي
الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ }النحل101-105
.............
وأغرب ما في الأمر أن
هذه الآية هي آيةٌ مكيةٌ ، وهي تُناقض ما قالوا به بأن النسخ جاء مدنياً
والمنسوخ جاء مكياً ، ويلغي ما قالوا به قول الله تعالى : - .
.........
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
..........
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
..........
لا مُبدل لكلمات هذا القرءان ، ولا يمكن أن تكون آية بُدلت بآيةٍ أُخرى
.........
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29
.............
{...... يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ .......}الفتح15
..............
{..... وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ .....}البقرة211
.........
{وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا
يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ }يونس15
.........
أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ
..........
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
...........
{سَيَقُولُ
الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا
ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل
لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ
بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً
}الفتح15
..........
فهذه النعمة وهذا الكتاب الذي طلب الله من نبيه
أن يتلوه على أُمته لا مُبدل لا لكلماته ولا لآياته ، بل هو البديل للكُتب
السابقة ، وإنما قصد الله هُنا هو التبديل للآيات الكونية .
........
تبديل
آية انشقاق أو إنفلاق البحر لسيدنا موسى وقومه بآية انشقاق القمر لسيدنا
مُحمد والمُسلمين ، تلك نُسخت وما عاد لها وجود إلا الذكر ، وهذه حيةٌ
باقيةٌ لحد الآن تُدرس ويُدقق في أمرها من قبل عُلماء الفضاء ، تلك مكانها
بحر العريش كجزء من البحر الأحمر ، وهذه مكانها القمر في السماء .
.............
لا
بُد لنا من الإنتباه ومن التركيز على كلمتين ، كلمة " آيه " وكلمة " مكان "
ثُم كلمة " بدلنا " أي أن الله يتكلم عن "تبديل آيات بكاملها" ، وليس عن
حُكم مُعين أو حكم الآيه ، أي التبديل تم للآية بكاملها ، وللمكان وليس
الإستبدال للآيه لتُستبدل بأُخرى ، أو لحكم فيها ، وأن التبديل تم للآيه
بكاملها ، ولا يمكن أن يكون هُناك حديث عن الحُكم
...........
فالقبلة
الأولى لبيت المقدس والتوجه لها ، والتي توجه لها رسول الله والمُسلمين ما
بين 16-17 شهراً إقتداءً بشرعة من قبله وبالتوراة وبوحيٍ وبأمرٍ من الله ،
وسُر اليهود وأفرحهم ذلك ، أبدلها الله لهُ بآية التوجه " للبيت الحرام "
وعند ذلك أتهموه بالإفتراء ، تلك مكانها بيت المقدس ، وهذه مكانها مكة
المُكرمة......إلخ .
...........
ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام لما
قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب
بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين.
.........
وقد صلى أصحابه في مسجد
بني سلمة ركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وتبادل الرجال
والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!
...........
والآيه ليس
شرط أن الله يعني بها آيه كتابية قرءانية فقط وحصرها عليها ، فكلمة " آية "
وردت في كتاب الله 79 مرة ، كما أوردنا سابقاً ، كُلها عنى الله بها آيه
كونية أو بيانية ، فالله سبحانه وتعالى أعطى نبيه آية الإسراء وآية المعراج
وآية إنشقاق القمر وآية القبله للبيت الحرام وآية الجلد للزاني وآيات
المواريث....إلخ ، فكانت البديلة بل وخير مما سبقها ، الذي أُنسي وما نسخ
منهُ .
...............
وبما أن هذا القُرآن العظيم وبآياته الكريمة
هو البديل عن كُل كُتب السابقين ، والحاوي والشامل والمُهيمن والناسخ لها ،
ما أعلمنا الله عنها وما لم يُعلمنا ، وأن هذه الشريعة ككل هي الشريعة
البديلة والناسخة والحاوية لشرائع السابقين ، والمهيمنة عليها بل وألاغيه
لها ، ولا قبول عند الله إلا لهذا الإسلام بعد مبعث نبيه الكريم ، وهذا
القرءان الكريم ، وذلك بعد أن فسدت كُتبهم وشرائعهم نتيجة تحريفهم لها
وتلاعبهم بها ، وتحريفها وإخضاعها لشهواتهم ورغباتهم ومُتطلباتهم وتطويعها
لتحقيق أهدافهم ، ولذلك سُميت الشريعة الحارقة لما قبلها أو الشريعة
النارية ، أو التي لها نار لوضوحها ونقاءها وبيانها وهُداها .
...............
ما
ورد في سفر ألتثنيه { 33: 3 } "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجُل
الله بني إسرائيل قبل موته فقال. جاء ألربُ من سيناء وأشرق لهم من سعير
(سأعير جبل في القدس) وتلألأ من جبل فاران ( ولنؤكد على جبل فاران وليس
برية فاران ، جبل في مكة والذي يُعرف بجبل أبي قبيس والذي به غار حراء)
وأتى (أتى أتى وهي مرتبطة بالآتي مُستقبلاً في رحلة الإسراء) من ربوات
القُدس وعن يمينه نارُ شريعة لهم "
...................
............)
وفي نُسخ ومعه كتابٌ ناري ) ( وفي نُسخ وجاء معه عشرة الاف قديس أو الوف
الأطهار قاموا بحذفها من النُسخ الموجودة حالياً ) .
...............
وكان عدد الصحابة الذين رافقوا رسوله الأكرم في فتح مكة 10000 صحابي بالتكام والكمال ) عشرة آلاف قديس وحواري وطاهر وخير (
............
وكُل
ما يُنزله الله هو آيات من عنده ، سواء الآيات الكتابية التي وردت في كُتب
الله لرسله ، وكذلك الآيات الكونية والمُعجزيه والدلالية البيانية كُلها
تتنزل من عند الله ، وكذلك آيات العذاب التي يُعاقب الله بها الأمم المكذبة
أو التي يُريد عقابها تتنزل بأمرٍ من الله موكلاً بها ملائكته وبالذات
الروح الأمين جبريل عليه السلام .
........
وهذه الآيات الكونية
الدالة على قُدرة الله والتي هي من ضمن مُلك الله للسموات والأرض ، الكثير
منها موثق في آياتٍ كتابيه في هذا القرءان العظيم .
.......
فأعطى
الله نبيه ورسوله الأكرم آيات بديله مكان آيات السابقين ، وكُلما تنزلت على
رسول الله آية بديلة عن آياتهم ، واللهُ الأعلم بحكمة تنزيلها ، أتهم رسول
الله بالإفتراء ونقصد اليهود ومن معهم ، وما يتنزل كان عن طريق الوحي
جبريل عليه السلام ، وكانت هذه الآيات البديلة عن آيات السابقين تتنزل
بلسانٍ عربي مُبين ، وهي تدحض ما يفترونه على رسول الله ، بأن هُناك من
يُعلمه هذا القرءان بلسانٍ أعجمي ، وهم يفترون كُل إفتراءاتهم لانهم لا
إيمان عندهم بآيات الله .
........
إذاُ فما أعطاه الله لنبيه الأكرم
صلى اللهُ عليه وسلم ، في هذا القرءان العظيم ، وما فيه من بيانٍ وإعجاز ،
وهو مُعجزة الله الخالدة إلى إنقضاء الدهر ، وما جرى على يديه من مُعجزات
وبينات وما ورد في سُنته من إعجاز ، وما ايده الله به من آيات مُعجزية
وبيانية ، كُل ذلك هو البديل وهو مكان ما أعطى الله رسله وأنبياءه السابقين
، لنبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وما أُعطي لأممهم .
.........
فكان
هذا البديل من هذه الآيات هو بالمثل بل وعلى أخير مما سبق ، فشتان بين آية
إنشقاق البحر لسيدنا موسى عليه السلام ولقومه ، وبين ما أُعطي لنبينا
الأكرم من آية إنشقاق القمر ، فهذه آيةً حيه يدرسها العُلماء الآن وأثبتوها
وذُهلوا منها ، بينما تلك نُسيت ولا يُعرف مكانها .
........
ففي
هذه الآيات التي تتنزل والتي هي بديله عما هو عند اليهود والنصارى وغيرهم ،
كيف يبدل آية ألقبله لبيت المقدس بالإتجاه لآية البيت الحرام ، كيف تنزل
آية تأتي بعقوبة للجلد للزاني عند المُسلمين بديله عن آية لعقوبة الزنا
بالرجم عندهم وهكذا ، فأعطى الله نبيه آية إنشقاق القمر بديلاً عن آية
إنشقاق البحر لموسى وقومه وهكذا ، وآيات الله لا حصر لها ولا مجال لذكرها
هُنا .
.............
والله هو الذي يعلم بما يُنزل وقد عرفنا سابقاً
ما هذا الذي يتنزل بأنه الخير وهو هذا القُرآن العظيم وآياته الكريمة ،
والآيات التي يؤيد بها نبيه الكريم ، وأنه هو الخير والرحمة التي أختص الله
بها هذا النبي وأُمته في وقته ومن بعده .
وشتان بين قبلة الله
للبيت الحرام وبين القبلة لبيت المقدس ، وشتان بين الرجم وبين الجلد للزاني
، هذا عدى عن رحلة الإسراء ، وعن رحلة المعراج............إلخ
..............
فرسولنا
الأكرم وصحابته عرفوا النسخ بمعناه الحقيقي ، وأن هذا الخير وهذه الرحمة
التي أختص الله بها نبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم وأُمته ، سواء
للآيات التي نزلت في هذا القرءآن وهذه الشريعة ، أو ما أعطى الله نبيه من
آيات بيانية ومُعجزية ، هي البديل ونتاج ما نُسخ وما أُنسي من آيات
السابقين وما جاء به أنبياءهم ورسلهم ، ما أعلمنا الله منهم وما لم يُعلمنا
ولا علم لنا بما أنزل الله من كُتب أو ما اعطى انبياءه ورسله ، إلا بما
اخبرنا به هذا القرءان ورسولنا الأكرم ، واليهود أيضاً ومعهم الكُفار
والمشركين والمنافقين وأعداء الإسلام من غيرهم عرفوه كما عرفه متلقي الوحي
وصحابته ، ولنأتي لليهود لأن الأمر عناهم وخصهم .
............
ولذلك
ثارت ثائرة اليهود واعترضوا ولم يعترفوا بالنسخ ، لأنهم علموا بأن هذا
يعني إنتهاء شريعتهم وآياتهم وحلول هذه الشريعة الجديدة كبديل لشريعتهم بل
جاءت على خير وأخير مما عندهم ، وأن هذا النبي أُعطي من الآيات سواء في هذا
القرءآن أو الآيات الأُخرى بالمثل وكذلك بما هو خيراً مما أُعطي لهم
ولأنبياءهم ورسلهم ، فكان ذلك هو البديل لكُل ما عندهم وعند غيرهم.
...........
ولو
كان النسخ على ما قال به النُساخ لكان اليهود أول المُعترفين به ، ولطاروا
فرحاً وتشفياً ، ولكان اليهود أول الفرحين والراقصين والمغنين لهذا الأمر ،
ولأقاموا الدُنيا ولم يقعدوها ولألبوا الكفار والمشركين والمنافقين ،
ولاستخدموا ذلك سكيناً حاداً لطعن هذا الدين الجديد وقتها وحينها ، حول أن
هذا القرءآن فيه كُل ما قال به النساخ من مصائب لا مجال لذكرها الآن ، سواء
لآيات مبطلة وملغية الأحكام ، أي قرءآن يُبطل قرءآن ، أو لقرءآن ضاع وغير
موجود في هذا القرءآن ، سواء لسور أو آيات ، بين مسقط وبين مرفوع وبين منسي
وبين ما أكلته داجن وعدد ولا حرج ، ولكان للكفار والمشركين والمُنافقين
نفس الموقف مع رسول الله حول ما يتلقاه من وحي ، وحتى لن يخلو الأمر من
اعتراض من أعتنقوا هذا الدين الجديد ، ولدُمر هذا الدين ووئد حينها لو كان
لهذا الأمر حقيقة ووجود على ما قالوا به ، ولكن هذه المصيبة أوجدت فيما بعد
ومن موجدها هُم اليهود ، اداروا رأس السكين من نحورهم إلى نحر الإسلام
وبالذات هذا القرءان العظيم ، ولكن الله لهم بالمرصاد ، وهذا القرءان كفيل
برد هذه الفرية وهذه الضلالة وهذه الطعنه المسمومة التي وُجهت لخاصرة كتاب
الله العزيز .
********************************************
دليلهم رقم ( 3 )
...........
على النسخ أو طعنة الناسخ والمنسوخ
............
{ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }
.................
وهذه الآية هي آيةٌ مكيةٌ وليست مدنيةٌ .
.........
{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
...........
{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52
.........
عن أُمنا الطاهرة عائشة رضي اللهُ عنها قالت : -
................
" ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية "
...........
حيث
يتهمون الله ويتهمون نبيه بأنه كان ينسى من القرءان ، أو أن الله كان
يُنسيه شيء من القرءان ، نسياناً ابدياً ، وهو اتهام ومسبة وشتيمة لا دليل
عليها ، ولا وجود لمُبرر لها ، واستمدوا قولهم بعد أن لم يكتفوا بالنسخ ،
بل لا بُد لهم من إيجاد قرءان منسي أو تم نسيانه أو تنسيته ، لأنه لا بُد
لمن تورط وفهم قول الله " ما ننسخ " واوجد النسخ ، تورط بتكملة الآية
الكريمة " أو نُنسها " فلا بُد لهُ من إيجاد قرءان منسي ، فوجدوا هذه
الآية واستدلوا باطلاً بها .
........
ولكن ما لا يمكن فهمه هو قولهم
عن قرءان مرفوع أو تم رفعه ، فالسؤال هو إلى اين تم رفعه ولماذا رُفع ومتى
رُفع....؟؟؟؟إلخ ، وعن قرءان أُسقط ، إلى أين أُسقط ، ولماذا أُسقط ، وعلى
كُل ذلك ما هو الدليل على ذلك من كتاب الله ، وما هو الدليل على ذلك من
قول رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ؟؟؟؟؟
.........
يا ترى إذا كان
الذي تم نسخه والذي تم تنسيته والذي تم رفعه والذي أُسقط والذي أكلته
الداجن ، وهو يجب أن يكون من هذا الكتاب المُبارك الذي أنزله الله ، وطلب
إتباعه بالكامل ، كيف نتبعه وهو غير موجود ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
قال سُبحانه وتعالى
........
{
سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }{إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ
الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } {وَنُيَسِّرُكَ ليسرى }{ فَذَكِّرْ إِن
نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى 6-9
..........
سَنُقْرِؤُكَ
..............
فَلَا تَنسَى
.................
إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ
...........
وَنُيَسِّرُكَ لليسرى
.....................
الآية
تتحدث بأن الله سُبحانه وتعالى سيُقرئ نبيه ورسوله الأكرم هذا القرءان ،
وإنه لن ينسى منهُ خلال تنزله وتلقيه لهُ إلا ما يشاءه الله ، أو لن ينسى
شيء منهُ إلا بمشيئة وإرادة من الله ، وذلك تيسيراً عليه ورحمةً به ، لأن
ما هو مطلوب منهُ عبئ كبير ، ولا يقتصر على حفظه لهذا القرءان فقط ، وما
سينساهُ سيكون مُدون ومكتوب فيما كتبه ودونه كتبة الوحي ، وما سينساه هو
يكون حفظة الوحي من صحابته يحفظونه ، وما سينساه سيكون الله مُتكفل به
وبتذكيره به عن طريق الوحي جبريل عليه السلام ، الذي يُعيده عليه كُل عام ،
وفي العام الذي لقي فيه وجه ربه وأنتقل للرفيق الأعلى عارضه به مرتين
ليتأكد من حفظ رسول الله لهُ ومن تأكده من تدوين ما تنزل ، وتأكد رسول الله
من حفظ صحابته لما حفظه من كامل ما تنزل عليه
.................... .
فالله
سُبحانه وتعالى يطمأن نبيه وعبده رسول الله ، بأنه سيقرؤه هذا القرءان
الكريم وهذا القول الثقيل ، وبأنه سينسى منهُ ، وبأن لا يقلق بشأن ما
سينساه ، لأن هذا سيتم بمشيئة الله وبإرادة منهُ ، لأن الله أراد لنبيه
وبنبيه اليُسر والتخليف عنهُ " وَنُيَسِّرُكَ ليسرى " وهذا من باب الرحمة
والتيسير على هذا النبي الكريم والرسول العظيم ،لأن ما هو مطلوب منه ومن
هذه الرسالة التي حمل عبئ تبليغها ، لا يقتصر على حفظه للقرآن وتبليغه ، بل
عليه ما هو أكثر من ذلك ، كمُنقذ ومُخلص للبشرية .
.......
أما
بشأن ما سينساه ، فهو نسيان مؤقت ، وما ينساهُ هو فسيكون في صدور صحابته ،
وسيكون فيما دونه وكتبه عن طريق كتبة الوحي ، بالإضافة لتكفل الله بحفظه ،
وبأن أمين وحيه سيُراجعه به كُل عام ليعرضه عليه ويتذاكر معه ويُذكره بما
قد يكون نسيه ، وليتذاكر مع صحابته ومن هو في صدورهم ، وفي العام الذي
أنتقل بت للرفيق الأعلى عرضه عليه جبريل عليه السلام مرتين .
.................
ومن
يعتقد أن الله وحسب ما فسروا أن نبيه نسي الكثير من القُرآن وضاع هذا
القُرآن ، فالله سُبحانه وتعالى يُطمئن نبيه ورسوله لئلا يأخذه القلق
واللوم على نفسه وتحميلها فوق طاقتها ، بنسيانه لبعض هذا القُرآن الذي
يتنزل عليه ، ويُخبره الله بأنه سينسى من هذا القُرآن الذي يُقرئهُ لهُ
البعض منهُ رحمةً منهُ لهُ وتخفيفاً عليه ، ولكن هذا لا يتم ولن يتم إلا
بمشيئة من الله وبإرادته ولوقت يشاءه الله ولما يُريده الله ، لأن هذا
النبي والرسول عليه عبئ كبير ومسؤولية ضخمه لتبليغ رسالة ربه ، وما هو
مطلوب منهُ كبير ولا يقتصر على حفظ هذا القُرآن .
.................
ولكن
الله تكفل لهُ بحفظه في النهاية ، وبأن ملاكه جبريل عليه السلام ، سيأتيه
ويُعيد عليه هذا القُرآن ليتأكد من حفظه لهُ ويُذكره بما نسيهُ منهُ ،
وكذلك تقييض الله بحفظ صحابته لهذا القرءان الذي يتنزل عليه ويقرئه جبريل
عليه السلام إياه ، وتكفل الله بأن يعرضه عليه جبريل مرتين في آخر عام من
حياته ، للتأكد من أنه تم حفظ رسول الله لهُ وحفظه صحابته وتلاميذه الأطهار
، وأن كُل حرفٍ تنزل قد تم كتابته وتدوينه وتم التحفظ والتحوط عليه .
....
ولذلك
شيء طبيعي نسيان رسول الله لآيتين من القُرآن عندما أم لصلاة الفجر ،
وسألهُ " أُبي بن كعب " رضي اللهُ عنهُ ، وطلب منه رسول الله أن يذكره
بهاتين الآيتين " هلا أذكرتنيها " ، فرسول الله نسي قراءتهما في الصلاة
بينما صحابته ومن أم بهم الصلاة يحفظونهما ، وأمر طبيعي سهو رسول الله عن
ركعتين من صلاة العصر ، وفي هذا تدليل من الله على بشرية هذا النبي ، فهل
معنى ذلك أن هاتين الآيتين تم تنسيتهما نهائياً وكذلك الركعتين .
.................
وروى أبو داود وابن خزيمة وابن أبي عاصم وغيرهم عَنْ الْمُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ الْمَالِكِيِّ
.......
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى
وَرُبَّمَا قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَّا
أَذْكَرْتَنِيهَا قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا
نُسِخَتْ "
......
وهذا حديث حسن حسنه النووي في الخلاصة والألباني في صحيح أبي داود .
.......................
نرى المقطع أو الجملة المدسوسة في هذا الحديث وهي " قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ كُنْتُ أُرَاهَا نُسِخَتْ "
..........
من
هو سُليمان هذا ، وما الذي أتى به ليقول هذا القول ، هل يقصد بأنه رآها
نُسخت ، كُتبت أو دونت ، لا نظن ذلك ولكن هذه هي المدسوسات وهذه هي
الإضافات القاتلة ، هو يراها وأياً كان سُليمان هذا فرأيه يعود عليه ، هذا
إن كان قالها .
...............
هذه واحدة من بعض القُصاصات التي
يستدل بها من يؤمنون بهذه الفرية والضلالة وهذه الطعنة المسمومة " قال
سُليمان لا يكون سيدنا سُليمان عليه السلام هو الذي قال وأصبح كلامه وحياً
موحى به من الله .
.........
.........
فرسول الله يطلب من هذا
الصحابي الجليل أن يُذكره بما نسي أن يقرأه في الصلاة ، دلاللة على أن رسول
الله نسي قراءة هذه الآيات ، بينما من يؤمهم من صحابته يحفونها ، وهذا
يحدث مع أي إمام وخاصةً اثناء الإمامة لأن هذا القرءان مُعجز وهو قولٌ ثقيل
كما وصفه مُنزله .
.........
ولذلك أراح الله نبيه من هذا العناء
وتعجله في قراءة القُرآن والتعجل والحرص على حفظه ، وتأنيبه لنفسه عن
نسيانه لبعض آيات هذا القرآن ، فطمأنه بقوله تعالى : -
........
{
لَا تُحَرِّكْ به لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ به }{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ }{ فَإِذَا قراناه فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ } القيامة16 -18
.........
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
......................
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
..........
{ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى } {إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى }الأعلى6 – 7
...........
فهذا
القرءان طلب الله من نبيه أن يتبعه هو وأُمته بالكامل ولم يستثني المولى
عز وجل أي آية من آياته ، وتكفل الله بحفظه وبجمعه وبقرءانه .
********************************************
دليلهم رقم ( 4 )
.........
على القول بالنسخ والناسخ والمنسوخ
.........
يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
.........
{
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ
أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ
إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }{يَمْحُو اللّهُ مَا
يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
.......
بِآيَةٍ
.........
لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
......
وهذه الآية لها أجل ووقت لحدوثها .
........
فالمولى عز وجل يتحدث عن آيةٍ كونيةٍ ، لا يأتي بها الرسول أو النبي إلا بإذن الله
.........
وهذه
الآية لا يقتصر كلام الله فيها على آية قرءانية ، بل كلام عن آية من آياته
الكونية والمعجزية ، والتي هي أو بعضها موثقه في آيات كتابية قرءانيه في
هذا القرءان الكريم .
.......
وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله
.........
يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ
.......
وَيُثْبِتُ
..........
وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
...........
يمحو ويُثبت من هذه الآيات الكونية المُعجزية الدلالية البيانية
...........
وإذا
كان الحديث عن آيات القرءان الكتابية ، فإن هذه الآية لا تتحدث عن القُرآن
إلا بمدحه وثباته وثبات آياته وبقاءه وبقاء آياته وخلوده وخلود آياته إلى
يوم ألقيامة ، ومحو الله ما يشاء لما سبقه من آيات وما عاد لأصحابها إلا
الذكريات كالقول كانت عصا موسى وكانت يدُ موسى تخرج بيضاء ، وانشق البحر
لموسى وقومه ، وقام المسيح بكذا وكذا....ألأخ ، ويبقى السؤال أين هي
التوراة الأصلية التي أنزلها الله وأين هو الزبور الأصلي ، وأين هو الإنجيل
الذي أنزله الله .
...........
وتثبيته لهذا النبي الكريم ما أعطاه
من آيات وتكفله بحفظها إلى قيام الساعة ، فهذا انشقاق القمر آيةٌ حيه
يدرسها العُلماء الآن ، ولا زال قصر كسرى وذلك الإنشقاق الذي حدث فيه آيةٌ
ثابتةٌ لحد الآن ، وها هو مربط براقة والصخرة المشرفة تشهدان على رحلة
إسراءه ، وها هي قبلتيه التي توجه لهما تشهدان وحييتان ترزقان ، وها هي
الكعبة محط أفئدة الملايين من البشر شاهدةً لهُ ولرسالته ، وهاهي شجرة
الصفاوي شرق الأردن وتدلي أغصانها تشهد على حنوها عليه وتظليلها لهُ ،
وهاهو موطىء قدمه وآخر ما وصلت قدماه في أرض الشام آيةٌ حيةُ وموجودةٌ
.......الخ
.......
ونص الآيات التي استدلوا بها " ما ننسخ من
آية..." "وإذا بدلنا آية مكان آية....." والسياق الذي وردت فيه كلام الله
واضح أنه يتحدث عن آية كونيه ، ما تم نسخه منها وما تم تنسيته وما تم محوه
منها ، أعطى اللهُ نبيه ما هو مثلها وما هو خيرٌ منها وثبته لنبية وأُمته ،
,ومحى ما قبله من آيات السابقين ، وإذا تم الإصرار على أن الله يتحدث عن
آية كتابية ، فمقصد الله هو أن هذا القرءان الكريم بآياته المباركة ، هو
البديل لما تم نسخه وتنسيته ، ولما تم محوه فهو الثابت وجاء على مثل بل
وبأخير من آيات كُتب السابقين .
...........
{ اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }{وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ
وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ }القمر 1- 3
...............
وَانشَقَّ الْقَمَرُ
.......
وَإِن يَرَوْا آيَةً
........
وأغلب
ما يمكن قوله عن الآية هو قوله تعالى عن آية انشقاق القمر ، وما ماثلها
كآية الإسراء وآية المعراج ، وآية القمر هي آية عظيمه أُعطيت لرسول الله
ولمن أستهان بها ، نقول لهُ إنها ليست بالآية الهينة ، أحد الكواكب ينشق
وينفلق إلى نصفين ليس بالأمر الهين ، شاهده الناس ورأووه بأم أعينهم ، وثبت
الله هذه الآية ولم يمحوها نهائياً كما هو المحو لآية انشقاق البحر لسيدنا
موسى ، وما صعود العلماء لذلك الكوكب إلا لدراسة هذا الأمر الذي برايهم
حدث في زمن من الأزمنة ، ولم يكُن عندهم علم بأنها آية أعطيت لنبي الله
ورسوله مُحمد ، وهي أعظم من آية انشقاق البحر لسيدنا موسى وقومه .
............
والآية
التي تحدث الله عنها مقصده الآية الكونية أو لمعجزيه أو الدلالية البيانية
، والتي تدل على قُدرة الله ، وهذه الآيات تشغل حيزاً ووجوداً في مُلك
الله للسموات والأرض .
..........................
وكون القُرآن حمال
وجوه ولا تقتصر آياته على تفسير واحد مُحدد ومُجمد ، فأحد التفاسير لهذه
الآية " هو محو الله وغفرانه لخطايا وذنوب من أراد من عباده ، وتثبيته لما
شاء من الذنوب والخطايا وعنده أُم الكتاب ، وإلا لماذا نحنُ أُمة الاستغفار
ويتوقف الملائكة عن تسجيل الذنوب فإذا أستغفر صاحبها محاها وغفرها الله
بإرادةٍ منهُ ، ولماذا كان نبيننا كثير الاستغفار عن نفسه وعن أُمته وأكثر
استغفاره كان عن أُمته ، ولماذا العبد دائم اللجوء إلى الله ليغفر ذنوبه
وخطاياه ومعاصيه ، وهل الله لا يستجيب لذلك ، ولماذا هذه المحطات الوقتية
لطلب الغُفران وهي الصلوات الخمس ، وتلك المحطة الإسبوعيه وهي ألجمعه وساعة
الإستجابة فيها ، وشهرُ رمضان ذلك المحطة السنوية ، والمحطة العمرية وهو
الحج ، ومحطة الإسلام وجَبَهُ لما قبله ، ومحطة التوبة...الخ .
...............
وتفسيرٌ
آخر لها هو أنها مؤيده لآية " ما ننسخ من آيةٍ أو نُنسها " ومؤيده لآية "
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ " فآياتُ السابقين سواء في كُتبهم
أو آياتهم التأييد ما عاد لها وجود ومحاها الله إلا من ذكرها فقط وأصبحت
ماضي ، وبعضها أُنسي ولا علم لأحدٍ به ، هذا على الأرض وبين الناس وفي حد
علمهم ، إلا أنها محفوظة وهي عند الله محفوظة في أُم الكتاب ، وما ثبت
اللهُ وحفظ إلا ما أعطاهُ من آياتٍ لنبيه ورسوله الأكرم ، فما زال هذا
القُرآن يُسجل أرقاماً خياليه في الإعجاز ، وما زالت أحاديثُ نبيه وما أخبر
عنهُ حيةً وتتحقق عبر الأزمنة ، وفي هذا العصر بالذات ولا مجال هُنا
لذكرها ، ولنا ملف يتحدث عن نزرٍ منها هو " أحاديث نبوية ومُعجزات "
بالإضافة لملف عن بعض الآيات وهو " آيات قُرآنيه ومُعجزات " .
........
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله-
.......
"
فأخبر سبحانه أن عموم قدرته وملكه وتصرفه في مملكته وخلقه لا يمنعه أن
ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية ما
يشاء ويثبت فهكذا أحكامه الدينية ، ينسخ منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء .
انتهى
.........
وإذا كان هُناك ما ثُبت وحفظه الله إلى قيام الساعة
، ولنتحدث عن الكُتب والشرائع ، فهو هذا القُرآن العظيم وهذه الشريعة
ألخاتمه والخالدة والتي سيثبتها الله ويحفظها إلى يوم ألقيامة ، وإذا كان
هُناك ما محاهُ الله ، فهو كُتب وشرائع السابقين ، وكُل ذلك محفوظ عنده في
أُم الكتاب ، ولذلك نُعيد التأكيد ونتحدى من يأتينا بتوراة موسى وإنجيل
المسيح وزبور داود التي من الله ، وكما هي وكما نزلت من عند الله .
***********************************
ولذلك
لا يوجد في كتاب الله آيات تُثبت أو دليل على ما قال به من قالوا "
بالناسخ والمنسوخ "ولا يوجد في كتاب الله " ما ننسخ من حكم أو حرف...الخ" ،
ولا يوجد دليل على ما قال به النُساخ من قول وكلام رسول الله .
...............
وكذلك
لا يوجد كلام لله ينسخ كلامه في هذا القُرآن الكريم ، ويجب أن نعرف ما
معنى ينسخه أي يُبطله ويُلغيه ويُزيله ، ثُم لمن قال إن الله " لهُ أن
يُبدل ويُغير في كلامه كما يشاء في هذا القُرآن ونؤكد على قولنا في هذا
القُرآن "
...........
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
............
{
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
................
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115
...................
فبهذا القرءان العظيم أُكمل الدين وتمت النعمة ورضي اللهُ للبشرية هذا الإسلام ديناً إرتضاهُ لهم ....
ولذلك
كُل الأدله التي ظن من قالوا بالناسخ أنها أدلتهم على وجود نسخ وناسخ
ومنسوخ في هذا القرءان الكريم ، هُم في واد والأدله في وادٍ آخر ، الله جل
جلاله يتحدث عن " آية بكاملها وكُليتها " والله يتحدث عن آية تدل على
قُدرته ، ولها وجود وحيز ومكان تشغله في ملكه مُلك السموات والأرض .
............
والنساخ
يتحدثون عن 3 أنواع من نسخهم في وادٍ آخر ، يتحدثون عن أحكام في آيات تنسخ
أحكام في آيات أُخرى ، مُعاندين ومُتحدين قول الله تعالى : -
............
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
........
هذا
عدا عن نوعي نسخهم الآخرين ، وعن تجنيهم على كتاب الله ووحيه الخاتم ،
بالقول بأن هُناك قرءان في غير هذا القرءان ، بين منسيٍ وبين مُسقطٍ وبين
مرفوع ، يصل حجمه إلى نصف حجم القرءان الحالي .
........
ومن مصائب
التفاسير التقليدية التي نُحيل أنفسنا إليها ، والتي نتمسك بحرفية الأقوال
لمن فسروها ، وعلى أن ما قالوا به أخذ المصداقية وكأنه وحي من الله ، فإن
أخطأوا علينا الأخذ بخطاهم إلى يوم ألقيامة ، ولذلك القاضي الذي يضمر لك
العداء سيُدينك في النهاية ، ومن تشبع بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، وأدان
كلام الله ووحيه ، هكذا تأتي تفاسيره ويجب أن يُسيء لكتاب الله .
..............
ولمن
قال بأن هذا القرءان لم يستقر إلا قُبيل رحيل رسول الله ، وكان كُل تلك
الفتره خاضعاً لما يُنسخ ولما يُنسى ولما يُسقط ولما يُرفع " وحاشى
والعياذُ بالله من هذه الأقوال وممن يقول بها " وهل الله أنزل هذا القُرآن
على الأرض ليُجري عليه أبحاث وتجارب واختيارات على الأرض ، ليُبدل ويُغير
فيه ، ليُثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء ، ويُنسي ويرفع ويُسقط من كلامه ووحيه
الخاتم ، أو أن الله لم يعرف الرحمة ومصالح العباد ، فيما أنزله بدايةً
ليُبدله أو ينسخه في ما فيه الرحمة نهايةً ويُثبته ، ما هذه الإساءة لله
ولوحيه ولكلامه .
.................
أما إستدلالاتهم الأُخرى والتي
تبعث على التقيؤ والغثيان ، فكانت كلمةٌ من هُنا وجُملةٌ من هُناك ،
وقُصاصةٌ من هُنا وقُصاصةٌ من هُناك ، وكُلها إما من مدسوساتٍ أو
إسرائيليات أو.... ما تم توثيقه لكي يطعن وتطعن في كتاب الله والإنتقاص
منهُ ، وتطعن في تحكيمه وبيانه وتبيانه وتفصيله لآياته وتكفله بحفظها ،
وبأنه لا باطل ولا اختلاف ولا تناقض فيه .
.........
واستدلوا بما هو
ظني الثبوت على ما هو قطعي الثبوت والذي وصلنا تدويناً دقيقاً وتواتراً
لفظياً لما حفظته الصدور ، فاستدلوا بحدثنا وبقال وبقالت وبأخرج
وأسند....إلخ ذلك من إستلالاتٍ باطلةٍ ، وخاصةً قالت عمرة ، لأن كتاب الله
العظيم لم يصلنا لا بحدثنا ولا بقال ولا بقالت ولا بأخرج...إلى غير ذلك من
إستلالات واهنةٍ بل ومُخزيةٍ عن قرءانٍ في غير هذا القرءان ، قالت عمرة .
..........
آياتٌ لا بُد من ذكرها
...............
{
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران 7
...........
فالمولى عز وجل حذر من الوقوع في الآيات المُحكمات
ولكنهن مُتشابهات ، فأخبر عن نوعين من الآيات في هذا القرءان الكريم ، آيات
مُحكمات واضحات لا تحتمل الخلط ، وهُن أُم الكتاب ، وآياتٍ مُحكماتٍ
ولكنهن مُتشابهات فيجب الإنتباه لهن عند الفهم والتفسير ، وهذا الذي حذر
منهُ المولى عز وجل وما وقع به من أوجدوا هذه الجريمة بحق كتاب الله.
...........
حتى تأويل القرءان الذي لا يعلمه إلا الله أدعوا أن هُناك من علم بتأويله " والعياذُ بالله "
..........
{
.........اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً
مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ
هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا
لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر23
.............
فكُله مُنزل من الله وهو أحسن الحديث كاملاً ، وحذر الله من الوقوع في مُتشابهه ، وهذا ما وقع به من قالوا بالناسخ والمنسوخ
..........
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16
.............
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58
..........
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97
...........
فهو نزل بحرف ولسان رسول الله وهو حرف ولسان قُريش أفصح الألسنه والأحرف وأبلغها على الإطلاق ، وهو ما يجب أن يُقرأ به .
.........
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
............
{ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
...........
فَاتَّبِعُوهُ
...........
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف52
............
{ تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
............
".....أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا
جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85
............
والنسخ
والناسخ والمنسوخ يؤمر فيه بترك الكثير من الوحي " بين وحي مُلغى ومُبطل
الأحكام ، وبين وحي تم نسيانه وتنسيته ، وبين وحي تم رفعه ، وبين وحي تم
إسقاطه....إلخ
..........
{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
............
{ لَا تُحَرِّكْ
بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
}{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
بَيَانَهُ } القيامة16 -18
...........
فهو واجب الإتباع كاملاً ولكُل حرفٍ ورد فيه
..............
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
............
{
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ
أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ
إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }هود12
............
والنسخ هو كُفر ببعض آيات الله وإنكارها ، على الأقل بإبطال أحكامها .
............
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
.............
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
............
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
.............
{ قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
.........
{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
.............
فُصلت آياته كُلها ولا يمكن أن يكون هُناك عوج في أي آيةٍ منهُ أو حرفٍ من حروفه .
..........
{
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103
..........
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ
قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
..............
{
وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ
مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى
لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
..........
فكُل حرف وكُل كلمه فيه هي
عربيه عرفها العرب واستعملوها في عربيتهم ، ومهما كان أصلُها ، وهذا رد من
الله على من ادعى أن في هذا القرءان كلمات غير عربيه .
.........
{
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57
...........
سائلين
الله سُبحانه وتعالى أن يكون قد ألهمنا القول الصواب ، والذي فيه كسب رضاه
، والدفاع عن هذا القُرآن العظيم ، ونؤكد على عظمة هذا القُرآن ، ومن عنده
شك فليعمد إلى قراءة كُتب الآخرين ، ومن لم يعرف من هو مُحمداً فليقرأ ما
جاء عنهُ في كُتب الآخرين ، وماذا قال عنهُ المُنصفون من هُم على غير دينه ،
وليقدر هذا القُرآن الذي قد يكون البعض إستهان أو اساء لهُ من غير قصد أو
في غفلةٍ من الشيطان ، وبالتالي أساء لمُنزل هذا القرءان ، وأساء لمن تلقى
هذا القُرآن ولمن كان حوله من صحابة أطهارٍ وأخيار .
.........
هذا
القُرآن العظيم الذي لم يُنزل الله مثيلاً لهُ منذُ خلق آدم ، إلى قيام
الساعة ، وما من نبي أو رسول إلا بشر أُمته عن هذا النبي الذي سيتلقى هو
وأُمته هذا الكتاب الخاتم ، ودعا الله بأن يُعجل ببعثه كمُخلص ومُنقذ
للبشرية ، والقرءان هوالخطاب الإلهي الأخير للبشرية والبشر ولغيرهم .
................
{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى
فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
..................
والقول بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، هو الطلب بالإعراض عن كُل ما قالوا عنهُ بأنهُ منسوخ
...............
أبو القاسم هبة الله بن سلامة " المتوفي سنة 410هجرية " مؤلف كتاب"الناسخ والمنسوخ" يُعتبر من أوائل مؤسسي النسخ والناسخ والمنسوخ .
.............
تم بحمدٍ وفضلٍ من الله العلي القدير
..........
واللهُ من وراء القصد وهو ولي التوفيق
...............................
ملفاتنا
وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى
أن ينشرها ، ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل الشُكر
والاحترام وخالص الدُعاء .
..................
إنشر تؤجر